عامر إلياس شهدا
الكثير من المواطنين يقرؤون ولكن القليل منهم يستوعبون ما يقرؤون.. لقد وحَّدَ قرار وزارة الطاقة الصوت المجتمعي الوطني. وهذا يتطلب الوقوف عنده فعندما يتم المساس بلقمة المواطن يصبح الجميع مَعْنِيًّا بالأمر وتتوحد الصفوف. بالمقلب الآخر يبدو أن الوزارة لا يهمها صوت المواطن الذي تَحَمَّلَ تناقض تصريحاتها. رغم أن المواطن يطلق تحذيرات للحكومة. تقول التحذيرات لا توسعوا الشرخ بينكم وبين المجتمع. نحن ليس لدينا الإمكانيات لدفع فاتورة الكهرباء المرتفعة. المجتمع ينبه أن هناك تداعيات لرفع أسعار الكهرباء حيث سترتفع أكثر من ٣٦٥ مادة. نحن خرجنا من حرب ١٤ عامًا وعليكم أن تُؤَمِّنُوا لنا مساحة لأَخْذِ النفس. يقول المجتمع للحكومة هناك كارثة مجتمعية تلوح في الأفق احذروها. تسعيرتكم اعتمدت على دخل مواطن بإدلب ولم تعتمد على دخل الشريحة الكبرى من الشعب. رفع أسعار الطاقة سيلغي كل الأهداف التي طرحت بخصوص تغيير العملة وستزيد من منسوب التضخم وسيؤثر على الكتلة النقدية المتداولة في السوق.
سلبيات رفع أسعار الكهرباء أكثر من إيجابياتها. وبالتالي هذا الأمر سيؤدي إلى فوضى. فأنتم لم توفروا أركان نظام السوق الحر. فمن أهم أركانه تفعيل النقابات والاتحادات والأحزاب السياسية لتدافع عن مصالح الشعب بوجه الحكومة. والافتقار لهذا الأمر يقود إلى فوضى.
أين هو دور النقابات لماذا اختفى صوتها؟ ماذا عن اتحاد العمال والفلاحين؟ ماذا عن غرف التجارة والصناعة؟ لِمَا لا يُفَعَّلُ الحوار الوطني مع الحكومة؟
هنا يجب التوضيح فالرؤوس المربعة كثيرة. هذه المنظمات موجودة لدى معظم الدول التي تتبنى نظام السوق الحر. أهمها إنجلترا.
ترميم البنى التحتية بعد الثورة لا يمكن أن يكون على حساب لقمة المواطن التي حُرم منها زمن النظام البائد ليتمتع مسؤولو ذلك النظام بأسطول السيارات والقصور وغيرها من الأصول وهي بمليارات الدولارات. فما استولت عليه الثورة من أصول هي ملك الشعب وعليكم بيعها وتوجيه مواردها من أجل صيانة وترميم البنى التحتية وعلى رأسها الكهرباء. فأين أنتم من ذلك؟ وما مصير أصول كبار المسؤولين في النظام البائد؟ فوزير الاقتصاد انطلق في تبرير رفع سعر الكهرباء من شعار المصارحة والمكاشفة والمصداقية. نأمل أن تُتَرْجَمَ على أرض الواقع. فالمواطن لا يملك الإمكانيات لدفع فاتورة كهرباء تعادل ٥٠% من دخله إذا كان لديه دخلًا.
(أخبار سوريا الوطن1-صفحة الكاتب)
syriahomenews أخبار سورية الوطن
