آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » آخر الحروب….

آخر الحروب….

 

 

بقلم:باسل علي الخطيب

 

إذاً، إليكم الوضع الآن….

هدوء ماقبل العاصفة….

أو مفاوضات ماقبل الهدنة….

 

هناك تعادل مابين محور المقاومة ومحور الصهاينة على المستوى التكتيكي، مع فارق بسيط ولكنه حاسم على المستوى الاستراتيجي، محور المقاومة يعرف ماذا يريد في الخطوة التالية وكيف يحقق ذلك، وبنك أهدافه مازال عامراً…

محور الصهاينة ليس عنده من افق، وليس يعرف ماهي خطوته التالية، وقد فرغ بنك أهدافه من الأهداف، فاستعاض عنه بجدول تدمير يسير وفقه…..

 

محور الصهاينة قد بلغ أقصاه، والنتيجة هي التعادل، أما محور المقاومة فلم يبلغ بعد أقصاه، و مع بعض الطمع الاستراتيجي قد لا يرضى بالتعادل، ومع الأخذ بعين الاعتبار السياق التاريخي لهذا الصراع، وعقلية الطرفين وطريقة تفكيرهما، والبعد العقائدي لكل فريق، والسقوف التي وضعها كل طرف، فأنه حتى نتيجة التعادل تعتبر بمثابة انتصار لمحور المقاومة…..

 

بعض تصريحات الصهاينة عن تنازلات مؤلمة هنا وهناك، الأحاديث عن مفاوضات هنا وهناك، الكلام عن سحب بعض القوات، كلها مؤشرات تدل على مأزق استراتيجي يعيشه الصهاينة، فعمليات الاغتيال والتدمير والقتل والتهجير لم يستطع صرفها الصهاينة استراتيجياً، والانجازات التكتيكية قد تلاشت مع تقدم المواجهات، والكفة في الميدان تميل بشكل كبير في جنوب لبنان لصالح المقاومة، والمقاومة في غزة مازالت اياها، بل وكأنها اعادت سيرتها الأولى، صارت هي من تبادر و تهاجم….

 

هذا يضعنا أمام الاحتمالات التالية:

 

الاحتمال الأول: العقلية الصهيونية المنبثقة من وسواس قهري هو (الفوبيا الوجودية)، وان أول هزيمة هي آخر هزيمة، تجعلهم لايستطيعون أبداً تجرع هزيمة كاملة….

هذا يضعهم أمام خيار وحيد وقاسي، استمرار القتال، لغاية تثبيت نتيجة التعادل، وعدم السماح لمحور المقاومة بالتفكير بالانتقال إلى خطوات تحقق نصراً ناجزاً، هذا الخيار قاسي ومكلف جداً على كل المستويات، سواء من حيث الخسائر الميدانية، أو من حيث المعنويات، وقد يكون خياراً (ملائماً) نسبياً على المستوى التكتيكي او على المدى القريب، لكنه على المستوى الاستراتيجي والمدى البعيد خيار قاتل، أنه صارت أقصى الاماني عدم التعرض للهزيمة، وهذا يقوض الفكرة الصهيونية التلمودية بالكامل….

 

الاحتمال الثاني: أن تقوم المقاومة اللبنانية وفي سياق الطمع الاستراتيجي و (الختم) على نتيجة (النصر)، أن تقوم بعمليات توغل في بعض مناطق الجليل، ينتج عنها قتل عدد كبير من جنود العدو وأسر البعض، والأهم الأسر، طبعاً سيرد الصهاينة برد فعل متوحش جداً، ولكنه يبقى مجرد رد فعل دون اثر على النتيجة…

 

الاحتمالان متساويان من حيث الكفة، وقد يدخل على ميزان الحسابات، أن توجه إيران ضربة ثانية للكيان، أو يقوم الكيان باعتداء آخر على ايران، وهنا اريد أن أشير إلى نقطة مهمة، إيران تجد نفسها في موضع صاحبة اليد العليا، لاسيما بعد أن وجهت تلك الضربة القوية للكيان، وبعد فشل العدوان الصهيوني، لذلك لاتريد أن تبدد هذه المكاسب الاستراتيجية التي ثبتتها الدولة الاقوى في المنطقة، ومن هنا قد تبادل إيران عدم الرد على الصهاينة بمكاسب مهمة على جبهتي غزة ولبنان لصالح المقاومتين اللبنانية والفلسطينية، وهذا يدخل في سياق التنسيق بين أطراف المحور ككل، وفي حال الفشل في التوصل إلى هكذا صفقة، أو قام الصهاينة بعدوان آخر، سيكون الرد الايراني (الوعد الصادق 3) اقوى بكثير من الضربة السابقة، وعندها ستكون كل الاحتمالات الجنونية حاضرة على الطاولة….

 

قلت أعلاه أن أحد الاحتمالات هي مفاوضات ماقبل الهدنة، ولم أقل وقف إطلاق النار شامل وناجز، لن تكون هناك سوى استراحة قد تطول أو تقصر بانتظار الجولة التالية، و لكن يمكن لهذه الجولة التالية أن لاتحصل، وذلك بناءً على التداعيات التي ستتركها هذه الحرب على الكيان في الداخل، والتي يمكن أن تكون تداعيات كارثية، وهي ستبدأ من اليوم الثاني بعد توقف اصوات المدافع، وظني أن هذه قد تكون آخر الحروب مع الكيان، لأنني أعتقد أنه سينهار على نفسه من الداخل..

(موقع سيرياهوم نيوز-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مجلس الأمن الدولي: حائط مبكى للشعوب المقهورة!

      د. عدنان منصور*     منذ أن أُنشئت منظمة الأمم المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، أرادت الدول الكبرى الولايات ...