انس جوده
حكومة اللون الواحد، مسرحية الحوار، الاستيلاء على النقابات، السيطرة على الاقتصاد، اللجنة الدستورية، تسريح الموظفين، عقلية الثأر و التعامل مع الدولة بمنطق الغنيمة ومع الناس بمنطق الرهائن المحررين الذين لايحق لهم حتى السؤال عن مستقبلهم ، كل هذا وغيره سيوصلنا إلى انهيارات كاملة .
السيطرة الأمنية والعسكرية لاتعني الاستقرار، والانتشار المسلح لايعني تثبيت الواقع، والهتافات لاتبني دولة، عمل النظام كل ذلك وبطريقة أكبر وأوسع وفي النهاية سقط وزال لأنه اغتر بقوته واغتر بهتافات المؤيدين.
مايحمي الاستقرار هو المصالحة، وما يبني الدولة هو الشراكة، والفرصة الأخيرة أمام البلاد هي حكومة انتقالية تشمل الجميع .. الجميع كردا وعربا، مسلمين ومسيحيين ومن كل الطوائف. ممثلين عن فئات المجتمع في المدن والأرياف، ضباط متقاعدين ، مغتربين، ممثلين عن الأحزاب السياسية والتشكيلات المدنية.
إذا توافرت الإرادة يمكن وضع خريطة التمثيل وتطويرها، أما الكلام عن حل الأحزاب والتجمعات ودعوة الناس كأفراد هو أمر خاطئ بالكامل .
لايمكنكم إدارة البلاد بمفردكم ، دعوا السياسة والاقتصاد لغيركم واحتفظوا بالجيش والأمن في الفترة الانتقالبة، وسعوا صلاحيات المجالس المحلية لتكون مشرفة على التنمية والامن المحلي، وعند الانتخابات يتبين حجم الأطراف وتتم قراءة أخرى للأمور .
تركيا لاتستطيع لوحدها ضبط الواقع الأمني والعسكري لابد من تعاون مع دول أخرى مثل روسيا .
قطر لاتستطيع تجاوز العقوبات ولاتستطيع تقديم الدعم عليها بالتعاون مع السعودية والاوربيين، وهؤلاء يريدون رؤية انتقال سياسي حقيقي.
الوضع على شفى الانهيار الكامل فأنقذوا ماتبقى بالعقل والحكمة.
(أخبار سوريا الوطن١-صفحة الكاتب)