آخر الأخبار
الرئيسية » الأخبار المحلية » إسرائيل تجدّد استفزازاتها: العدوان الأكبر على سوريا منذ 7 أكتوبر

إسرائيل تجدّد استفزازاتها: العدوان الأكبر على سوريا منذ 7 أكتوبر

علاء حلبي

بخلاف الاعتداءات الإسرائيلية السابقة على سوريا، جاء الاعتداء الجديد الذي استهدف مناطق وسط البلاد وفق تكتيك جديد، يشبه إلى حدّ كبير التكتيك الذي اتبعته الفصائل المتشددة في سوريا سابقاً، عبر تنفيذ هجمات أولية، تتبعها أخرى تستهدف طواقم الإسعاف وعمليات الإنقاذ، الأمر الذي تسبب، حتى لحظة كتابة هذه السطور، بارتقاء 18 شخصاً، وإصابة أكثر من 35 آخرين، بعضهم في حالة حرجة. والعدوان الذي تمّ على مرحلتين، أول من أمس، واستهدف منطقتَي مصياف وطريق وادي العيون في ريف حماة، استخدمت إسرائيل في مرحلته الأولى صواريخ شديدة الانفجار، تسببت بتخريب وتدمير عدد من البنى التحتية في المنطقة، بينها شبكة الاتصالات، وشبكة مياه الشرب، بالإضافة إلى انقطاع عدد من الطرقات، واشتعال بعض الحرائق في الأحراج والمناطق الجبلية، وفق مصادر ميدانية تحدثت إلى «الأخبار».وبحسب المصادر، فقد تبع الموجة الأولى من الهجمات الصاروخية، موجة أخرى عبر الطائرات المسيّرة، التي سمع السكان أصواتها، والتي انتظرت بعض الوقت إلى أن شهدت المنطقة تجمع بعض الحشود من الأهالي وموظفي المؤسسات الخدمية والذين قدِموا لنقل وإسعاف المصابين وفتح الطرقات، لتقوم بتنفيذ الموجة الثانية، ما يفسر عدد الشهداء والمصابين الكبير، بالإضافة إلى الدمار الذي لحق ببعض المعدات الخدمية. ووصفت المصادر هذه الهجمات بأنها «الأعنف» على سوريا منذ السابع من تشرين الأول الماضي، تاريخ تنفيذ المقاومة الفلسطينية عملية «طوفان الأقصى»، وما تبعها من محاولة إسرائيلية لتوسيع دائرة الحرب عبر تنفيذ اعتداءات على سوريا ولبنان.

وذكرت وزارة الدفاع السورية، في بيان مقتضب، نشرته عبر منصاتها الإعلامية، أنه «حوالي الساعة 20: 23 مساء 2024/9/8، شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه شمال غرب لبنان، مستهدفاً عدداً من المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى، وقد تصدّت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها، وأدى العدوان إلى ارتقاء ثلاثة شهداء وإصابة خمسة عشر آخرين بجروح ووقوع خسائر مادية». من جهتها، حمّلت وزارة الخارجية السورية، في بيان، الولايات المتحدة الأميركية، مسؤولية استمرار هذه الاعتداءات، معتبرة أن «تمادي كيان الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته على الأراضي السورية، وعلى دول أخرى في المنطقة، واستمراره في حربه الوحشية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وارتكابه أفظع المجازر وجرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين إنما يدلّ على السعي المحموم لهذا الكيان الفاشي الدموي لمزيد من التصعيد في المنطقة والدفع بها إلى منزلقات خطرة ستكون لها عواقب وخيمة لا يمكن توقعها». وإذ دانت «بأشد العبارات هذا الاعتداء الآثم على الأراضي السورية»، فهي حذرت من «استمرار الصمت الدولي إزاء الاستهتار الإسرائيلي بكل القوانين والمواثيق الدولية، وانتهاكاته للقانون الدولي»، مطالبة «جميع دول العالم بإدانة هذا العدوان الإسرائيلي والتضامن مع سوريا في السعي لوضع حدٍّ للاعتداءات والجرائم الإسرائيلية الممنهجة، ومساءلة قادة هذا الكيان العنصري عن جميع جرائمه».

قدّرت وزارة الصحة، في آخر إحصاء لها، عدد ضحايا العدوان بـ 18 شخصاً، وإصابة 37 آخرين

 

وبعد وقوع العدوان، زار وفد حكومي سوري، يضمّ وزراء: الصحة والكهرباء والاتصالات، المنطقة المستهدفة للاطلاع على الأضرار التي طاولت، وفقاً لوزارة الموارد المائية السورية، خطوط الضخ والإسالة الرئيسيّة في اتجاه خزان مصياف الأرضي، وخط التغذية الكهربائية لآبار الجريفات التي تغذي مدينة مصياف، وخط التغذية الكهربائية لآبار خان جلميدون وآبار مدينة سلحب، الأمر الذي تسبب بانقطاع مياه الشرب عن مناطق واسعة. وذكرت مديرية الاتصالات في حماة أن البنية التحتية والتجهيزات التقنية لمركز اتصالات لاسلكية كان يخدم كل الجهات العامة في المنطقة كالحِراج ومنظومة الإسعاف السريع والقطاع الصحي، تعرضت للتخريب الكامل جراء العدوان، الذي قدرت وزارة الصحة، في آخر إحصاء لها، عدد ضحاياه بـ 18 شهيداً، و37 جريحاً. وكانت إسرائيل قد استهدفت، في اعتداءات سابقة، بنى تحتية سورية عديدة، بينها ردارات وأنظمة رصد واستطلاع ومنصات دفاع جوي، بالإضافة إلى مطارَي دمشق وحلب، ومرفأ اللاذقية، بعيد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في شهر شباط من العام الماضي، ما تسبب بإعاقة عمليات إيصال المساعدات إلى المتضررين من الزلزال. ويشكّل كل ذلك بمجمله قائمة طويلة من الاعتداءات المستمرة ضدّ كلّ أشكال الحياة في سوريا، والتي استعملت فيها إسرائيل تكتيكات مختلفة، آخرها أساليب تنظيم «داعش».

 

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

اجتماع لمناقشة مواضيع تتعلق بالمسار الزمني لشغل مراكز عمل القيادات الإدارية وتقديم مقترحات جديدة حوله

    عقدت لجنة القرار رقم /43/ م.و المكلفة بمراجعة بعض القرارات والإجراءات الخاصة بشروط شغل مراكز عمل القيادات الإدارية اجتماعها الثاني اليوم، في مبنى ...