غانم محمد
كنّا، ومازلنا نأمل أن نكون في مقدمة الدول المتطورة من حيث الأفكار الإيجابية وتنفيذها، خاصة وأنّ معظم هذه الأفكار لا تحتاج إلى أعباء مالية إضافية كثيرة.
نظرياً امتلكنا الكثير من مفردات هذا الرقيّ، ويستطيع (المجادل) أن يتحدث وبإسهاب عن ثورة تكنولوجية تجتاح حياتنا، وفي أدقّ تفاصيلها!
عملياً، سأعتذر من نفسي أولاً، وممن يقرأني ثانياً، ومن الفكرة ثالثاً، وأترحّم بداية على زمان الأوراق والسجلات وموظفي الديوان والكتبة وما شابه ذلك، لأن إنجاز العمل على أيامهم كان يتمّ بسرعة أكبر، وربما بدقّة أكثر!
على أساس، أنّ هناك ربط الكتروني، وإن غاب عن موقع ما فالصحيح أن يحضر، ولكن في التطبيق العملي فإن معاملة وحيد على سبيل المثال لدى الشعب المختصة تحتاج لإجراءات متخلفة بدءاً من إنجازها لأول مرة ووصولاً إلى تجديدها كل عام، ولو أنّنا استفدنا من الأتمتة لكان بإمكان الشُعب أن تربط أجهزتها مع دوائر السجل المدني، ولأراحت المواطن من بيانات قيد وجيئة وذهاب، ويتمّ تجديدها بشكل دوري طالما المعطيات لدى هذه الدوائر ثابتة..
وأيضاً، وفي زمن الأتمتة والتطور التكنولوجي الهائل ستنتظر ساعات في بعض الأحيان وأنت تحاول دفع فاتورة هاتف أو مياه أو كهرباء، والحجة دائماً: لا توجد شبكة!
وأيضاً، في زمن الأتمتة، قد تدور مدينة بأكملها من أجل قبض راتبك، وقد لا تقبضه، لأنه (عذراً، الجهاز خارج الخدمة)!
وأيضاً… السلسلة لا تتوقف هنا، ففي مديريات النقل تصادفك نفس المشكلة، وعند محاولة الحصول على موافقة شركات التأمين عند أي إجراء طبي، وحتى في الاتصالات الهاتفية، وفي خدمة الإنترنت، و… إلخ!
أعود للقول، الفكرة جيدة، لكن مقومات التطبيق متخلفة، والقائمون عليها غير مؤهلين، وربما غير مبالين، والمطلوب منك أن تكون (متحضراً) وتربط حياتك كلها بالإنترنت، والإنترنت في بلدنا في أوقات كثيرة وجه من أوجه التخلف!
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز 2)