سعاد سليمان
أقام اتحاد الكتاب العرب بطرطوس , وفي اسبوعه الأدبي جلسة شارك فيها كل من الأدباء : الدكتور عدنان رمضان , وسعاد محمد , وعلي ديبة , وذلك ظهر اليوم الأحد في مقر فرع الاتحاد بطرطوس , بحضور رئيس وأعضاء المكتب الفرعي , و نخبة من المهتمين بالشأن الثقافي بالمحافظة .
بدأ الأديب عدنان رمضان الجلسة الأدبية بقراءة لقصة من نتاجه تحت عنوان : رذاذ روحاني , يتحدث من خلالها , عبر صور واقعية لحياتنا الاجتماعية عن تراكم الأيام على كاهل بطل قصته , الذي لم يحافظ على نهج والده المتصوف الشيخ , ولم يرث إلا سمعة أبيه المجبولة بسيرته الحميدة , والصوت الرخيم , والذاكرة المفعمة بعيون الشعر , حيث تنطلق الالحان من عوده , ومن شفتيه , فيبتهج السمع , والبصر ..
وعن مزاجه المتقلب حيث النكد , والحزن .. إذ تثقل روحه الخمر , ولفافات تبغ عربي , أو ملغوم !! ومعاناة أم نعسان , وابتلائها ..
قصة تنقل صورا من واقع معاش رأيناه , أو سمعنا به يلقيها الدكتور عدنان بروح مليئة بعبق المحبة , حيث ينتشر الرذاذ الروحاني بكلماته .
بعده انشدت الشاعرة اللطيفة سعاد محمد بعضا من قصائدها , وبدأت من آخر ما كتبته أول أمس , ومن وحي الواقع الذي نعيش حيث الحرب الشرسة على سورية النقية من قبل عملاء , وأشرار , ومنها :
عمر الشعر طويل , وعمر الشر أطول
الله أعلم
كيف لشاعر أن يجسد القصيدة
بتنورتها الطفولية , وكعبها الحالم
القصائد لا تحمل البنادق
تنثر الزهور على الجنود
القصائد كالعجائز
تشق ثيابها , وتنتحب
وفي أحسن الأحوال
تشطف أرض المعركة من الأسماء المقدسة
فالمجد يحاك على مقاس الوطن
برغم الوحوش التي جاءتنا من سيرك العدم
وطفل البرد يحبو على حصيرة العوز
وهو يرضع اسم البلاد
تؤمن بالشام , وتقسم بحلب
ومن قصيدة أخرى بعنوان ” وئام ” :
هي لا تعرف من الحب إلا
أن تدخل نفسها , وتغلقها في غيابه
لتؤجل الحياة
وأن تمرض إذا مرض
وأن تخبئ دائما تحت وسادتها
تميمة من ثيابه القديمة …
*الأديب علي ديبة قرأ بعضا من زواياه التي كان قد كتبها , ونشرت في الصحف , منذ سنوات , ومنها صحيفة تشرين , والنور ..
من زاوية ” جورة تفتيش ” : يوم لمؤسسة المياه , وآخر لمصلحة الهاتف , وبعده الله أعلم .. ويضيف : وأقول مع غيري من القائلين إن جورة تفتيش الصرف الصحي على كورنيش المدينة صارت منشأة بارزة في تاريخ طرطوس المعاصر , ولعلها الجورة الأولى في العالم التي تستحق أن تسجل في سجل غينيس للأرقام القياسية .
من زاوية أخرى , وبعنوان : ثقافة الدجى .. ويل ..
التي نشرت في صحيفة تشرين عام 2008 , يتحدث فيها عن واقع معاش حيث التلفاز , وبرامجه , ومقارنة بين الجديد , والقديم . . فهو لن يلعن الديجيتال , ولا وسائل الحضارة , والعولمة التي ستجعل عالمنا قرية صغيرة , وتساؤلات حيث السير نحو ملحمة تنتصر للإنسانية , فتعتقها من كوابيس الارهاب .
ويقرأ زاوية أخرى بعنوان : كل شيء للبيع , وفيها تحمله الذاكرة مسافات إلى الوراء فيغوص في سطور , وأسئلة عن العروض السينمائية , والممثلين , والمخرجين , ودور الثقافة , والفن , وتاريخ من سخف في الواقع الثقافي يومها !
*أما الشاعرة غنوة مصطفى , وفي تقديمها للأدباء ألقت بعضا من نتاجاتها , ومنها :
وطني يسبح غارقا بالنار تأكله وبالبارود في صخب الخطوب
والموت يزرع ورده في دارنا بالعتمة الصماء تفترش القلوب
بالجوع يمشي متخما بل هائما جورا , ويكتسح الشحوب
وطني يسبح للنجاة قواربا للموت في طوف السفين
للهاربين وقد غدوا طبقا شهيا للغروب .
(موقع اخبار سورية الوطن-1)