آخر الأخبار
الرئيسية » تربية وتعليم وإعلام » الإدارة السورية الجديدة «تؤمِّم»… «شام. أف. أم»!

الإدارة السورية الجديدة «تؤمِّم»… «شام. أف. أم»!

 

منذ سقوط نظام بشار الأسد، كان واضحاً بأن الإدارة السورية الجديدة ستضع يدها على الوسائل الإعلامية التي كانت في خدمة السلطة سابقاً. من جانبها، أغلقت قناة «سما» (محمد حمشو) أبوابها وتسلّمتها «هيئة تحرير الشام» رغم إعلانها عن تأييد التغيير ووضعها علم الثورة كلازمة تتكرّر في غياب البث، واستقبل المسؤولون فيها نجل صاحبها أحمد حمشو ومعه المدير السابق للقناة فراس دبّاس مرات عدة. كما أجرى القائمون على القناة اتصالات بأشهر إعلاميّي المحطة وأكدوا لهم بأن التلفزيون سيعود للخدمة بسياسة وأسلوب جديدين! وهو ما يبدو صعباً جداً في ظلّ غياب المختصين والكوادر المدرّبة ورغبة الإدارة في العمل مع وجوه جديدة حصراً! من جانبه، قام رئيس تحرير جريدة «الوطن» شبه الرسمية وضاح عبد ربه باستدارة كاملة، واضعاً نفسه مع منبره في خدمة السلطة بواقعها الحالي كما كان يفعل آنفاً!

 

وحده سامر يوسف ظلّ ثابتاً على مواقفه: لم يحذف تعليقاته القديمة على الفايسبوك التي كانت تمثّل رأيه الشخصي، ثم اعتقد بأن بإمكان إذاعته «شام. أف. أم» خدمة بلده بعد خلاصها من النظام القديم. لكن في البداية، لم يُسمح له بمزاولة عمله، إلا بعد ضغط إعلامي عربي بذريعة سمعة الإذاعة واسم مؤسّستها هيام حموي، وما تشكّله من حالة وجدانية لدى جمهور الداخل السوري. وبدا واضحاً بأنّ مسؤولي وزارة الإعلام مستاؤون من الرجل ووسيلته! علماً أن الإذاعة بشكل عام صارت مشروعاً خاسراً مادياً.

وبغض النظر عن المواقف السابقة لمديرها الذي لم يتنكّر لها كما فعل كثيرون، وطريقة تعاطيه مع الشأن السياسي، فإنّه عانى الأمرّين من رامي مخلوف رجل الأعمال وابن خال الرئيس السابق بشار الأسد، عندما قرر مشاركته رزقه رغماً عنه! حتى إنّ يوسف طلب عن طريق المستشارة الرئاسية آنذاك لونا الشبل لقاءً مع الأسد ليطلب منه وضع حدّ لتدخلات مخلوف فيه!

 

على أيّ حال، بدا واضحاً بأنّ الإدارة الجديدة ليست مرتاحة لفكرة أن تبقى «شام. أف. أم» بمديرها وكادرها على قيد الحياة. ولدى التدقيق في سجلات الملكية، تبيّن بأن 75 في المئة من الإذاعة يملكها رامي مخلوف. وبعدما سيطر النظام البائد على أموال مخلوف، آلت هذه الحصة إلى يسار إبراهيم الصندوق المالي الأسود لعائلة بشار الأسد. لذا ستعود هذه الحصة لـوزارة الإعلام وهو ما حصل.

 

على الفور، أرسلت الوزارة مجموعة من الإعلاميين «الثوريين» ليديروا الإذاعة بوجود مديرها وكادرها. لكن على ذمة أحد أفراد الإذاعة الذي فضّل عدم ذكر اسمه، فإنّ «مندوبي الوزارة اعترضوا بعد أيام على برنامج نجلاء قباني ومدته، وخصوصاً أنّها تقدم فقرة الأبراج»، واعتبروا بمنطق يشبه «الوصاية الشرعية» بأن الفقرة حرام! يومها، طلب يوسف من فريقه «أن يبقى يداً واحدة إما داخل الإذاعة معاً أو خارجها». بعد ذلك ونتيجة السياسة الإعلامية التي لا تشبه منطق «شام. إف. إم»، قرر يوسف مغادرة المكان والامتناع عن الدوام تجنباً لأي اصطدام!

 

وما هي إلا أيّام حتى تعطل مولد الكهرباء، فطلب يوسف تصليحه من الملاك الجدد من دون أن يحصل ذلك ليصمت صوت «شام. إف. إم» ويغادر فريقها إلى بيته فيما ظلّت منصاتها على السوشال ميديا بيد إعلاميي الثورة الذين باتوا يضعون أخباراً غريبة ومتواضعة من الناحية المهنية، فيما تنهال التعليقات طالبة منهم إعادة الحق لأهله!

في سياق متصل، علمت «الأخبار» بأن مجموعة من الفنانين قد يبادرون إلى جمع صاحب الإذاعة مع مسؤولين في الإدارة الجديدة للوصول إلى تسوية مُرضية لجميع الأطراف بمعنى أن تعود ملكية الحصة الأكبر لوزارة الإعلام، على أن تعود إدارتها لسامر يوسف وفريقه. من ناحيته، أغلق يوسف هواتفه ولا يجيب على أي رسائل، فيما كان آخر ما نشره على الفايسبوك صورته مع غير بيدرسون المبعوث الأممي لسوريا!

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١ الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وزير التربية والتعليم: قرارات النقل تمت بناءً على رغبة المعلمين وتوافر الشواغر

    قال وزير التربية والتعليم نذير القادري أصدرنا عدة قرارات نقل للكوادر التعليمية إلى محافظاتهم التي تقدموا بطلبات النقل إليها خلال العطلة الانتصاف، وذلك ...