-منال عجيب
“الغار النبيل” من النباتات العطرية دائمة الخضرة التي تنتشر في سورية بشكل واسع وتتركز في الغابات السنديانية والصنوبرية وكذلك ضمن غابات الأرز والشوح.
المهندسة عبير زبوط رئيسة شعبة التحريج والمشاتل بدائرة الحراج في مديرية الزراعة باللاذقية بينت لمراسلة سانا أن الغار نبتة عطرية دائمة الخضرة يصل طولها ما بين 10 و 18 مترا وهي ذات أوراق متبادلة ملساء مجعدة الحواف ذات أسنان دقيقة يصل طولها بين 6 و 12سم وعرضها من 2 إلى 4 سم وهي من الأزهار ثنائية المسكن لونها أخضر مصفر ولها ثمار عنبية صغيرة وتحوي على بذرة وحيدة وموعد الازهار يكون في شهري آذار و نيسان وموعد القطاف بين شهري أيلول وتشرين الثاني حيث تجمع باليد عن الأرض أو من الشجرة مباشرة كما يتم استخلاص البذور عن طريق النقع بالماء الدافئ.
وأوضحت زبوط أن نبات الغار من النباتات متعددة الأغراض “إنتاجية وبيئية” فهو نبات مقاوم للحرائق ولذلك تتم زراعته كأشرطة عازلة بين الصنوبريات ما يقلل خطر الحرائق وهو نبات مرغوب بشدة من قبل المجتمع المحلي حيث يستفاد من أوراقه وثماره ونظرا لأهمية هذا النوع يتم إدخاله سنويا في خطط التحريج المقررة من قبل وزارة الزراعة حيث بلغ عدد الأشجار المزروعة في مواقع التحريج في السنوات العشر الأخيرة 258108 شجرة منذ عام 2011 وحتى 2020 كما بلغ عدد الغراس المزروعة فقط في العام الجاري 88008غرسات.
وأكد رئيس شعبة الاستثمار في مديرية الزراعة باللاذقية المهندس إياد طوبال علي أن وزارة الزراعة اتخذت قراراً بإيقاف تصدير الغار لمدة عام وذلك لحماية هذا النوع حيث أن إنتاج طن من ورق الغار بحاجة إلى قطع أكثر من مئة شجرة غار بعمر عشرين عاماً.
واكتسبت شجرة الغار صفة النبيل من تعدد استخداماتها وفوائدها الكبيرة فهي تستخدم في الطبخ ولها مذاق مميز وتعتبر أيضا من الأعشاب المهمة المفيدة للصحة وهي مصدر غذاء جيد للنحل ويستخرج من أوراقها وثمارها زيت الغار المستخدم في العديد من أنواع الصابون والشامبو ومستحضرات التجميل والعطور الفاخرة وهو مسكن قوي للآلام كما يستخدم للتدليك والمساج كما يتميز الغار بمقدرته العالية على إعطاء السائل ما يسهم في التخفيف من آثار حرائق الغابات.
والجدير بالذكر أن اليونانيين القدماء كانوا يصنعون أكاليل الغار والتي كانت تقدم كجوائز ومكافآت للفائزين في البطولات وكذلك كان يوضع على رؤوس النبلاء كرمز للرخاء والازدهار والشهرة وورد اسم هذا النوع في بعض الكتب المقدسة كرمز للنشور والانبعاث من جديد وانتصار الإنسانية.
(سيرياهوم نيوز-سانا)