الرئيسية » شخصية الأسبوع » القائد المؤسس الرئيس الخالد حافظ الأسد

القائد المؤسس الرئيس الخالد حافظ الأسد

ولد حافظ علي سليمان الأسد في 6 تشرين الأول 1930 لأسرة ريفية فقيرة تعمل في الزراعة.
وفي القرداحة التابعة لمحافظة اللاذقية حيث ولد، تلقى حافظ الأسد تعليمه الإبتدائي، ثم انتقل إلى الدراسة الثانوية في مدينة اللاذقية وانتسب في صفوف حزب البعث عام 1946 وتولى بعد ذلك رئاسة اتحاد طلبة سوريا.
تطوع حافظ الأسد في الأكاديمية العسكرية بحمص ليتخرج منها برتبة ملازم طيار، أوفد إلى مصر للتدريب على قيادة الطائرات النفاثة وفيما بعد تلقى تدريبات أكثر تطوراً في الاتحاد السوفييتي، وبعد حل الأحزاب في عهد الوحدة بين سوريا ومصر، شكل تنظيماً سرياً عرف باسم اللجنة
العسكرية عام 1960، وكان له دور نوعي في حرب 1967.
في عام 1970 قاد حافظ الأسد الحركة التصحيحية في البلاد والتي ظهرت كانقلاب على حكم صلاح جديد ونور الدين الأتاسي، فبدأت حقبة جديدة في سوريا كان من أهم ركائزها قيادة الصراع مع الكيان الصهيوني، ووضع الخطوط الحمر لهذا الصراع من أبرزها عدم التنازل عن أي متر من
الأراضي المحتلة، ورفض أي علاقة مع هذا الكيان، كما الانخراط كلاعب أساسي في المعسكر الاشتراكي الدولي.
دخل الأسد عام 1973 بالتنسيق مع أنور السادات الرئيس المصري آنذاك في حرب مع الكيان الصهيوني، وأكملها لوحده بعد انسحاب السادات الذي وقع فيما بعد معاهدة التطبيع في كامب ديفيد 1978.
وعلى الرغم من توجه الجيش الإسرائيلي بأكمله بدعم من جسر جوي حربي أمريكي لقتال الجيش السوري، إلا أن الأسد لم يغادر الجبهة حتى رفع العلم السوري في القنيطرة بعد انسحاب الإسرائيليين منها عام 1974، ليتم بعدها توقيع اتفاق وقف إطلاق النار على الخط الأزرق.
دخل حافظ الأسد لبنان بقواته العسكرية عام 1976 لإنهاء الحرب الأهلية، ووقف في وجه الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، ودعم الفصائل الفلسطينية المقاومة بالمال والسلاح، كما حركات المقاومة اللبنانية، واستطاع صد الهجوم الإسرائيلي على بيروت حيث جرت معركة جوية كبيرة بين
الطائرات السورية والإسرائيلية.
في أواسط الثمانينيات، أعلن الأخوان المسلمون عصيانهم ودعوا لمحاربة الدولة السورية وإسقاط النظام بدعم من السعودية والأردن وصدام حسين وأمريكا ودول غربية أخرى، واستطاع الأسد توطيد حكم الدولة وإعادة الأمن إلى المدن السورية بعد أربع سنوات من التفجيرات والاغتيالات
الممنهجة على مدنيين وعسكريين وحزبيين، ليتعرض فيما بعد لعزل دولي، حتى أوائل التسعينيات.
ومع كل ذلك، لم يستطع الغرب قسر حافظ الأسد على توقيع أية معاهدة مع إسرائيل، وأعلن أن التنازل المطلوب من سوريا هو أن تنفض يدها من القضية الفلسطينية، ورفع شعار فلسطين أولاً وثانياً الجولان.
استطاع حافظ الأسد بناء علاقات إستراتيجية مع الاتحاد السوفييتي قبل انهياره، ومن ثم روسيا، كما أسس لعلاقة إستراتيجية مع إيران بعد سقوط الشاه وانتصار الثورة الإسلامية التي قادها الراحل الخميني عام 1979، وعمل على سياسة وحدة المصير مع لبنان التي بقيت فيه القوات السورية
حتى منتصف العقد الأول من القرن الحالي.
وافق على حضور سوريا لمؤتمر مدريد للسلام الذي عقد في العام 1991، والذي كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد رعته بالاشتراك مع الاتحاد السوفييتي لوضع حد للصراع العربي- الإسرائيلي، وساءت علاقته مع ياسر عرفات خصوصاً بعد توقيع اتفاق أوسلو.
تزوج حافظ الأسد من أنيسة مخلوف، وأنجب الدكتورة الصيدلانية بشرى، والمهندس باسل الذي توفي عام 1994، الدكتور بشار، المهندس ماهر، ومجد الذي توفي بعد صراع مع مرض عضال في 2009.
شهدت المدن السورية في عهده حركة عمرانية واسعة، وكناه السوريون بـ «أبو سليمان» وسكن الأسد مع عائلته في قصر الشعب بمنطقة المهاجرين الدمشقية المكتظة، ودرس أبناؤه في المدارس والجامعات الحكومية السورية، وعاقب ضابطاً في الجيش لأنه ميز بين أحد أبناءه مقابل عسكريين
أثناء الخدمة العسكرية، وبدون مجد فقد تطوع سائر أولاده الشبان كضباط في الجيش السوري.
في العاشر من حزيران عام 2000، رحل حافظ الأسد، وشيعته جنازة عسكرية مع حشود السوريين المليونية في العاصمة دمشق، وسجل التاريخ، أنه الرئيس العربي الوحيد الذي لم يزر الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يدخل إلى أروقة البيت الأبيض، ولم يوقع أي اعتراف لإسرائيل.
(سيرياهوم نيوز6-10-2020)
x

‎قد يُعجبك أيضاً

الاعلامية والمستشارة ” لونا الشبل”

  وسام كنعان   مساء امس الجمعة انطفأت الإعلامية والمستشارة السورية، لونا الشبل (1975 ــ 2024)، بعد تعرضها لحادث سير في الثاني من تموز (يوليو) ...