الله.. يا غزة!

علي كنعان

لا تندهي، يا غزَّةُ الشهيدة

ولا تُدنِّسْ صوتَك القدسيَّ، يا قسّام

بما ترى على مدى الآفاق من أقزام

نحن بقايا أمة موتى

ونحن، نحن كلنا أموات

تلال أدرانٍ من الأمعاء والعظام

هذا أنا.. في البيت والمكتب والبازار

أستعرض الشاشة بانكسار

ولست إلا جيفةً بين ملايين الجِيَف

تعافُها الكلاب

ويرفضُ التراب

إيواءها في جوفه

حتى سباخُ الوطنِ الذبيح

ترفضُ أن تواري

– من شدة القرف –

أجرامَنا المعفِّنة!

…….

وفي غدٍ، ماذا تقولُ كتبُ التاريخ

عن هيروشيما غزّة الفداء والشهادة؟

الله.. يا غزَّةَ هاشم!

أيُّ جحيمٍ هذه الغارات

وأيُّ مأساةٍ جهنّميَّة!

وأيُّ.. أيُّ ملحمة

أبدعها المهيمنُ الجبّار

وخطَّها الأبطالُ في مواكبِ الشهادة؟

بوركتَ يا قدوتَنا وشيخَنا القسّام

غداةَ أطلقتَ نداءَ العزِّ للأحرار

قبيل أن تعانق الشهادة:

“يا أخوتي، هذا جهاد..

نصرٌ أو استشهاد!”

ونحن يكفي أن نرى الطوفان من بعيد

ونشهد الأشلاء والأنقاض والمذابح المروِّعة

ونؤثر السكوت والخنوع كالعبيد

كأننا من خشبٍ أو من حجر

نلوذُ بالحانات كي تمنحنا السلامة

كأنَّنا لم نشهد القيامة

وليس فينا ومضة من قبس الكرامة

لنستجيب عاجلا أو آجلا لدعوة القسّام

بدمه للثورة الكبرى

كأنَّنا  من البشر

ولم نعانقْ لعنةَ الحياة والتاريخ والقدر.

        (22/10/2023)

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم