آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » المنذورون

المنذورون

 

 

مالك صقور

 

بين قوة المنطق ومنطق القوة هي المسافة بين الحق وبين الباطل ؛ بين الخير المطلق وبين الشر المطلق ؛ بين الحق الفلسطيني وبين الطغيان الصهيو- أميركي .

فهل سيستمر هذا الطغيان الصهيو- أميركي إلى الأبد ؟!.. وهل سيستمر الخضوع والخنوع والذل والهوان والمهانة إلى مالانهاية ؟!

 

قال غسان كنفاني : ” ستصبح الخيانة وجهة نظر ” .

وقال محمود درويش : ” أنا والغريب على ابن عمي ، وأنا وابن عمي على أخي ، وأنا وشيخي علي ً” .

 

ارتعشت الشجيرات الصغيرات رعباً ، عندما سقط رأس فأس بينهن ، فقالت كبيرتهن :

” أنْ لم تتطوع واحدة منكن ، وتحشر ذيلها في رأس الفأس ، لن يستطيع الفأس أن يؤذي إحدكن ..

نعم حدث اختراق .. يعني حدثت خيانة ..

وجاء حنظلة من الجنوب حزيناً غاضباً ..

قلت له : ليس من شيم الثوري اليأس .. ولا بدّ من طوفان يطهر هذه الأرض من سفالة ودناءة وانحطاط العالم ” الحر – المتمدن ” الذي لا يعرف من حضارته إلاّ الإجرام والمذابح والإبادة الجماعية ..ولكن على الرغم من كل هذه الجرائم ، يبقى الثوري قوياً، يبقى الفدائي الذي نذر دمه وحياته فداءً للوطن نبراساً ، وقدوة ، فهؤلاء المنذرون – الشهداء هم المنارات الوهاجة الساطعة التي تكشح الدياجير من أمامنا ، لتنير لنا الدروب إلى الحرية والتحرير ..

و تذكر ياحنظلة ، أن الذي اخترعك بأنامله الذهبية ناجي العلي قد ارتقى شهيداً من أجل فلسطين …وتذكر الآن ، وسجل في رأس الصفحة الأولى :

ليست مصادفة ، لا ..

قابيل يقتل هابيل ..

وليست مصادفة ، لا ، لا

المسيح يموت قتلاً و صلباً ..

عمر بن الخطاب يموت قتلاً

عثمان بن عفان يموت قتلاً

علي بن أبي طالب يموت قتلا

أبو الذر الغفاري يموت قتلا

محمد بن أبي بكر الصديق يموت قتلا

مالك بن نويرة يموت قتلا

الحسين بن علي يموت قتلا ً

وعلي الرضا يموت قتلاً

دعبل الخزاعي يموت قتلا

أبو الطيب المتنبي يموت قتلا

بوشكين يموت قتلا

غيفارا يموت قتلا

وغسان كنفاني يموت قتلا أيضاً ، ليست مصادفة ، لا،

والآن في أنحاء متفرقة يهللون ، يا حنظلة :

إن قائد المقاومة قد اغتالوه ، وهناك من يصدق ، وهناك من لم يصدق.

ولكن أكثرهم لم يقرأ وصيته ، ولم يسمع بها …

واسمح لي ياحنظلة ، أن أقرأ لك بعض أبيات من قصيدة الشاعر الكبير نزار قباني يشيد بمناقب السيد حسن نصر الله ، وذلك عام 1996.

يقول نزار :

” يامن يصلي الفجر في حقل من الألغام ..

لا تنتظر من عرب اليوم سوى الكلام ..

لاتنتظرمنهم سوى رسائل الغرام ..

لا تلتفت إلى الوراء يا سيدنا الإمام ..فليس في الوراء

غير الجهل والظلام ..

وليس في الوراء غير الطين والسخام

وليس في الوراء إلاً مدن الطروح والقزام

حيث الغني يأكل الفقير ..

حيث الكبير يأكل الصغير

حيث النظام يأكل النظام

ياأيها المسافر القديم فوق الشوك والالآم

ياأيها المضيء كالنجمة والساطع كالحسام

لولاك مازلنا على عبادة الأصنام

اسمح لنا أن نبوس السيف في يديك ..

اسمح لنا أن نجمع الغبار عن نعليك ..لو لم تجيء

يا سيدنا الإمام كنا أمام القائد العبري

مذبوحين كأ لأغنام

في مدن الموت التي تخاف أن تزورها الأمطار

لم يبق إلا أنت تزرع في حياتنا النخيل والأعناب

والأقمار

لم يبق إلا أنت . إلا أنت فافتح لنا بوابة النهار ..”

بلى ، ياحنظلة ، الفدائيون المنذورون يقضون في قلب الحروب .

وليست بطولة ، ولا شجاعة ، ولا شطارة ، أن تلقي قنبلة نووية على

هيروشيما .. كذلك الأمر ، ليست بطولة أن تلقي آلاف آلاف الأطنان علي بيت ..

فالمجد والخلود لشهداء الحق والحقيقة شهداء الحرية والتحرير

والخزي والعار للشامتين والذين فرحوا باستشهاد قائد المقاومة ، أينما كانوا .

وتذكر ، ياحنظلة ، بوسعك أن تقتل الإنسان ،

ولكن لا يمكن أن تنتصر عليه ..

(موقع سيرياهوم نيوز-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وأصبح لدوائنا أسعار حرة..؟!

    قسيم دحدل   إلى أي درك وصلنا حين تصل السوق السوداء إلى قطاع الصيدلة، الذي من المفترض بمن يعمل فيه أن يكون على ...