وقّعت الإمارات وفرنسا، إطار عمل للتعاون بمجال الذكاء الاصطناعي، في إطار زيارة رسمية بدأها الخميس رئيس الإمارات محمد بن زايد إلى العاصمة باريس.
وقال ابن زايد في منشور على منصة “إكس”، مساء الخميس: التقيت في باريس الصديق (الرئيس الفرنسي) إيمانويل ماكرون، حيث بحثنا العلاقات الإستراتيجية بين الإمارات وفرنسا”.
كما بحث الجانبان “العمل المشترك لتعزيزها (العلاقات) خاصة في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا المتقدمة والطاقة والاستدامة والثقافة وغيرها”، وفق المنشور ذاته.
وأضاف رئيس الإمارات: “شهدنا توقيع إطار العمل الإماراتي-الفرنسي للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي”.
وأردف: “كما تبادلنا وجهات النظر حول القضايا المشتركة.. العلاقات الإماراتية الفرنسية تاريخية ونموذج للشراكة التي تخدم التنمية وتدعم السلام والازدهار”.
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، أن الجانبين استعرضا خلال اللقاء التطورات الإقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
كما أكدا “الحرص المشترك على مواصلة التشاور والعمل معا من أجل تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة التي تشكل أولوية عالمية”.
ووفق الوكالة، “يستهدف الاتفاق الاستثمار في مجمّع للذكاء الاصطناعي بسعة 1 جيجاوات في فرنسا، بجانب بناء شراكة إستراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي”.
كما يستهدف “استكشاف فرص جديدة للتعاون في المشاريع والاستثمارات التي تدعم استخدام الرقائق المتطورة والبنية التحتية لمراكز البيانات وتنمية الكوادر”.
يضاف إلى ذلك “إنشاء سفارات بيانات افتراضية، لتمكين البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في كلا البلدين”، وفق المصدر ذاته.
وأشارت الوكالة أن “النطاق الواسع للأنشطة وحجم تطوير البنية الأساسية الذي نص عليها إطار التعاون، يعزز قوة العلاقة بين البلدين وديناميكيتها”.
وذكرت أنه “في إطار هذا التعاون، سيتابع الجانبان مستوى التقدم في المشاريع المشتركة في مجال الذكاء الاصطناعي عن كثب خلال الفترة المقبلة”.
بدورها، أعلنت الرئاسة الفرنسية “الإليزيه” في بيان، مساء الخميس، توقيع إطار عمل للتعاون الإماراتي الفرنسي في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقالت إن الرئيس الفرنسي أقام بعد حفل التوقيع مأدبة عشاء تكريما لرئيس الإمارات والوفد المرافق.
وأوضحت أن “نطاق الأنشطة وحجم تطوير البنية التحتية المقررة في إطار اتفاقية الإطار للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين فرنسا والإمارات العربية المتحدة، يوضح ثراء وديناميكية العلاقة بين البلدين، ويضع فرنسا في موقع رائد في مجال الذكاء الاصطناعي في أوروبا”.
وأضافت الرئاسة الفرنسية أن الزعيمين “اتفقا على مراقبة تطور مشاريع التعاون المختلفة في مجال الذكاء الاصطناعي عن كثب في الأشهر المقبلة”.
وقالت مجلة فوربس الأمريكية، الجمعة، إن “الإليزيه أفادت أن الإمارات ستبني في فرنسا مجمّعًا للذكاء الاصطناعي، مع مركز معلومات عملاق بقدرة حوسبة قد تصل إلى 1 جيجاوات”.
وأضافت نقلا عن الرئاسة الفرنسية أن هذا “يمثل استثمارات تراوح قيمتها بين 30 و50 مليار يورو”.
وبحسب فوربس، لم يتم حتى الآن تحديد مكان إقامة المجمع، مضيفة أن “صندوق إم جي إكس للاستثمارات الذي تدعمه الإمارات سيتولى تطويره”.
ومنذ توليه رئاسة الإمارات في 14 مايو/ أيار 2022، زار الشيخ محمد بن زايد فرنسا، قبل اليوم، مرتين الأولى في يوليو/ تموز 2022، والثانية في مايو 2023.
وشهدت العلاقات الإماراتية الفرنسية خلال السنوات الأخيرة توقيع عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات، بما في ذلك الدفاع والاقتصاد والثقافة والبيئة، ما عزز مستوى التعاون بين البلدين.
وتأتي زيارة الشيخ ابن زايد إلى فرنسا بعد أيام من إعلان وزارة الدفاع الإماراتية، في 30 يناير/ كانون الثاني الماضي، إدخال أول مقاتلة “رافال” للخدمة، ضمن الدفعة الأولى من الصفقة الدفاعية الكبرى مع فرنسا، وفق “وام”.
وتبلغ قيمة الصفقة، التي تم توقيعها أواخر 2021، نحو 16.6 مليار يورو، وتشمل إنتاج 80 طائرة رافال مزودة بأحدث التقنيات الدفاعية، ما يجعلها واحدة من أبرز الصفقات العسكرية في تاريخ العلاقات بين البلدين.
وتُعد فرنسا رابع أكبر شريك تجاري للإمارات بين دول الاتحاد الأوروبي، وتحتل المرتبة السادسة في استقبال الصادرات الإماراتية غير النفطية. كما تأتي ثالثا بين أكبر مصدري الواردات للإمارات من دول الاتحاد الأوروبي، وفق بيانات نشرتها “وام” في 2023.
على صعيد الاستثمار، تُعد فرنسا أكبر مستثمر أوروبي في الإمارات بإجمالي استثمارات أجنبية مباشرة بلغ 4.4 مليارات دولار بنهاية 2020، ما يعادل 20 بالمئة من إجمالي استثمارات دول الاتحاد الأوروبي في الدولة.
في المقابل، بلغت الاستثمارات الإماراتية في فرنسا 3.3 مليارات دولار بنهاية 2021، وفق المصدر ذاته.
اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم