آخر الأخبار
الرئيسية » منوعات » تكامل الطب النفسي والعلاج السلوكي

تكامل الطب النفسي والعلاج السلوكي

ما من أحد على هذه الكرة الأرضية لم يمر بظروف قاهرة معينة جعلته يغرق في بحر من الهموم والأعراض النفسية الضاغطة لأسباب كثيرة وربما بدون أسباب حياتية محددة فالأسباب العضوية لها دور كبير في تغيير المزاج واختلال كيمياء المخ المسؤولة عن المزاج السعيد أو حتى الحزين وذلك بحسب الدراسات العميقة للطب النفسي.

في المجتمعات الشرقية زيارة الطبيب النفسي مخجلة نوعا ما وتضع الشخص الذي يعاني من أزمة نفسية معينة في مأزق أمام المجتمع الذي يطلق الأحكام بالجنون والاضطراب العقلي على كل من يزور الطبيب النفسي أما عند المجتمعات الغربية نجد زيارة الطبيب النفسي ضرورة لكل فرد وكل عائلة ربما لديها استشاري نفسي للحفاظ على حياة نفسية هادئة وسليمة بعيدة عن الضغوطات.

هناك أوجه تشابهٍ عديدة بين الطبيب النفسي والمعالج السلوكي ، فالاثنان مدربان على علاج من يُعانون من مشاكل في صحتهم النفسية. و لكن هناك فروقات مهمةٌ بينهما ، فإذا أردت مساعدةً ما في مشكلة نفسية لمن تتوجه ، إلى الطبيب النفسي أم إلى المعالج السلوكي؟
الطب النفسي هو جزء من الاختصاصات الطبية الذي يُركز على تشخيص وعلاج الأمراض النفسية والعاطفية والسلوكية والوقايةِ منها. والطبيب النفسي هو طبيب درس في كلية الطب والجراحة العامة -خمس سنوات- وبعدها نال الاختصاص بالطب النفسي وأيضا تلقى تدريباً خاصاً في الطب النفسي والصحة النفسية واضطرابات الإدمان. وهو مُخوَلٌ بتقييم الحالة النفسية والجسدية للمشكلة النفسية. وهو قادر على عمل العلاج النفسي (Psychotherapy ) ووصف الأدوية والعلاجات النفسية وغير النفسية أيضاً.
تعليم وتدريب الطبيب النفسي يُمكنه أيضاً من فهم العلاقات المعقدة والمتشابكة بين الأمراض الجسدية والنفسية والعاطفية وبين التاريخ المرضي للعائلة والدور المحتمل للجينات ، وذلك لتقييم البيانات النفسية والجسدية والوصول إلى تشخيص متكامل للحالة وبالتالي العمل مع المريض على خطة علاجية واضحة ومتكاملة.

أما المعالج السلوكي فيمتلك شهادة متقدمة في علم النفس (دكتوراة اكاديمية) وغالباً تكون في علم النفس الاكلينيكي، والمعالج النفسي لديه تدريب مكثف على الأبحاث والفحوصات التقييمية للحالة النفسية وهو أنهى أيضا تدريباً لمدة عام او عامين على طرق العلاج و الاختبارات التحليلية وطرق حل المشاكل والعلاج السلوكي.

كثير من الناس يخافون من أن ياخذوا الدواء النفسي الذي يصفه الطبيب من مضادات الاكتئاب وأدوية معالجة الإدمان وأمراض الفصام والوسواس القهري وغيرها خوفا من الإدمان عليها أو من الأعراض الانسحابية للدواء في حال التوقف فجأة عن تناوله في الوقت الذي من الممكن أن يحل الدواء جزءا كبيرا من الأوجاع التي يعاني منها المريض لو اقتنع أن ما يمر به له أسباب عضوية لها علاجها الدوائي
بينما المعالج السلوكي يعالج المشاكل النفسية بالعلاج النفسي Psychotherapy وبعض التداخلات السلوكية.
لو اجتمع الطب النفسي مع العلاج السلوكي معا لدراسة حالة معينه لعلاجها بالتأكيد سيتم علاج هذه الحالة بأروع السبل نظرا لأهمية الاختصاصين بالطب النفسي والعلاج السلوكي في تشخيص الحالة ورسم خطة علاجية تستهدف الدماغ والمفاهيم الخاطئة التي يحملها الشخص الذي يعاني من أزمة نفسية معينة.

سيرياهوم نيوز 2_الثورة
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حلب ليست فقط «قدوداً»… حلب «قدّها وقدود»!

حين تم “تسجيل القدود الحلبية على قائمة التراث الإنساني في اليونيسكو” في عام 2021 ابتهجت قلوبُ السوريين انتشاءً بالموسيقا الحلبية الراقصة على إيقاعٍ كونيٍّ يجعل ...