آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » حكومة المذكرات ..؟!

حكومة المذكرات ..؟!

 

سلمان عيسى

على عكس رئيس الحكومة السابق ، فإن رئيس الحكومة الحالي يحاول حماية وزراء حكومته من الانتقاد ..
في الحكومة السابقة كان الوزراء لا يملون من التصريحات الصحفية التي اوقعت الكثير منهم في اخطاء وعثرات بعضها مقصود والآخر ( عن غشمنة ) ، كانت غالبية تلك التصريحات تتعلق بارقام الدعم وكيف ان اسعار الخدمات التي تقدمها هذه الوزارة او تلك هي اقل بكثير من الارقام العالمية ، او اقلها عن دول الجوار ..
كان الوزراء يرفعون الاسعار في الكهرباء والمياه والخبز واسعار المحروقات والكتب المدرسية والجامعية ورسوم السكن الجامعي ورسوم التعاون والنشاط دون الرجوع الى اللجنة الاقتصادية و في عز الظلام ..
اليوم يعمد رئيس الحكومة الى توجيه مذكرات الى الوزارات ، بعد المداولات في اجتماعات الحكومة لدراسة واقع هذه الوزارة او تلك، وما اذا كانت اسعار الخدمات المقدمة تتوافق مع الواقع الحالي واقتراح الاسعار المناسبة .. وذلك لدراستها في اللجنة الاقتصادية ( على اعتبار ان جسمها لبيس ) وبالتالي اقرارها ورفعها لرئيس الحكومة لإصدار قرارات بشأنها . والغريب ان كتب رئيس الحكومة تطلب من الوزراء الاسراع في اعداد المذكرات على ان لا تزيد عن اسبوعين ، ما يعني اننا امام موجة جديدة من رفع اسعار الرسوم الجامعية في الجامعات العامة والخاصة ، وامام اسعار جديدة وشاملة للعلاج في المشافي الحامعية ، وهي تعتبر من المدارس المتقدمة في العلاج والتعليم ، ما يعني ايضا استحالة علاج اي فقير فيها .. وتركه يموت مرضاً وجوعاً وحسرة ..
وامام رفع جديد لأسعار مياه الشرب واجور الري وخدمات الصرف الصحي .. كل هذا على سبيل المثال لا الحصر .. وكل هذا حسب ما يروجون هو لاملاء خزائن الحكومة تمهيدا لرفع اجور وتعويضات اولادها من العاملين في القطاع العام ..
ان من يريد تحسين الدخول ودعم الزراعة لا يرفع اسعار الاسمدة ( يوريا وبوتاس ) ، ومن يرفع اسعار المازوت الزراعي بنسبة ١٥٠ % – من ٢٠٠٠ ليرة الى ٥٠٠٠ ليرة لليتر- ايضا ليس لنفس الهدف لأن ذلك سيدفعه ابناء الحكومة من جيوبهم وهذا سيهددهم بفقر مدقع سيرحمون بسببه كل الحكومات السابقة من بداية الازمة وحتى الآن .. هل يعقل ان يتم هذا مع بداية التحضير للزراعات المحمية وزراعة القمح والمواسم الشتوية الاخرى .. ؟ وهل يعقل ان يتم ذلك في منتصف موسم الزيتون خاصة ان عمليات العصر تصنف على انها من الصناعات الزراعية .. ؟ هل يناسب ذلك تربية الدواجن – لحم وبيض ، وتربية المواشي .. ؟ ام ان التهريب اقل كلفة على الخزينة العامة ؟
هناك الكثير مما يمكن ذكره والحديث عنه باستفاضة في الخدمات التي تقدمها كل الوزرات بشكل يثبت حقيقة ان هذه الحكومة منفصلة عن الواقع .. يهمها خزائنها حتى لو بقيت جيوب الناس .. موظفين وعمال وفلاحين ومن كافة شرائح المجتمع فارغة وهم يأنّون من الجوع والفقر والمرض ..؟!!
(موقع سيرياهوم نيوز-2)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

التضليل الإعلامي في زمن الحرب..أداة لتشويه الحقائق!!

  حسان نديم حسن لطالما كان الإعلام جزءًا أساسيًا من الحروب، حيث اعتُبر “نصف الحرب” كما يُقال. شهدنا ونشهد اليوم في مدينة حلب، حملات إعلامية ...