آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » رحيل الرمز وولادة الإسطورة!

رحيل الرمز وولادة الإسطورة!

 

 

علي عبود

 

أوجز رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وصف المشهد الذي صدم اللبنانيين باستشهاد السيد حسن نصر الله بـ (رحيل الرمز وولادة الأسطورة، فيما تستمرّ المقاومة).

نعم، تحول سيد المقاومة إلى أسطورة لحظة استشهاده، وكان على يقين إن من تربوا في ظل قيادته على قدر عال من التأهيل والخبرة والشجاعة كي يستمروا في المقاومة رافعين لواء: الإستشهاد أو النصر.

وإذا كان الشهيد نصر الله رمزا للمقاومة في المنطقة، بل والعالم في حياته، فقد تحول إلى أسطورة ستعيش في حياة الأجيال القادمة مثل أساطير المقاومين في مخنلف مناطق العالم (عبد الناصر، وغيفارا، ومانديلا وكاسترو وهوشيه مينه..الخ).

ولأنه كان رمزا للمقاومة فقد قرر في الثامن من تشرين الأول، أي بعد ساعات قليلة من عملية طوفان الأقصى إطلاق جبهة الإسناد فورا لأن غزة لا يجب ان تترك وحدها، وسرعان ماتحولت الجبهة الى جبهة حرب كانت معاركها في داخل فلسطين المحتلة وليس على حدودها فقط.

ومن وثق بخيارات السيد حسن يعلم الآن بأن المعركة التي بدأها العدو لن تتوقف، ولن يرتدع العدو عن ارتكاب مزيد من المجازر الا بالمقاومة الفاعلة التي تلحق الخسائر الجسيمة بقوته العسكرية والأمنية والإقتصادية، وخاصة التكنولوجية..الخ.

نعم، سيد المقاومة الشهيد نصر الله كان رمزا ولا يزال، وتحول باستشهاده إلى أسطورة لأنه قاد المقاومين في مسيرة نضالية ضد الأعداء على مدى ثلاثين عاما من نصر إلى نصر، من هزيمة العدو عام 1996 حتى تحرير جنوب لبنان عام 2000 وإلى النصر المؤزر عام 2006 وهزيمة الإرهابيين في سورية منذ عام 2012 وصولًا إلى معركة الإسناد والبطولة دعمًا لفلسطين وغزة والشعب الفلسطيني المظلوم في 8/10/2023.

صحيح أن سيد المقاومة غادر شهيدا ساحة المعركة في لحظة فاصلة من تاريخ الصراع مع العدو “الإسرائيلي”، وصحيح أن محور المقاومة خسر قائدا استثنائيا ورمزا لن يتكرر، لكن الصحيح أيضا أنه مستمر بين رفاقه المقاومين كرمز وأسطورة معا، وسيستمرون بالنضال ضد العدو رافعين قوله الذي كان يردده أمامهم وأمام العالم: الإستشهاد أو النصر.

لقد رحل سيد المقاومة مطمئنا وواثقا بقدرة من سيستأنف المسيرة فهو ترك خلفه مدرسة من العز والكرامة ومسيرة حافلة من الإنتصارات وهو القائل دائما: ولّى زمن الهزائم وجاء زمن الإنتصارات.

كان السيد نصر الله المقاوم الوحيد طيلة الصراع العربي ـ الصهيني منذ عام 1948 الذي كرّس في عقول المؤمنين بقضية فلسطين، أن هزيمة الاحتلال “الإسرائيلي” ليست مستحيلة، وأن قوة الإرادة والتصميم يمكن أن تصنع المعجزات، وتدشن زمن الإنتصارات بعد زمن طويل من الهزائم، فقد كان الشهيد نصر الله كما وصفه المرجع الشيعي الأعلى في العراق، السيد علي السيستاني (أنموذجاً قيادياً قلّ نظيره في العقود الأخيرة).

الخلاصة: لو قُدّر لرمز المقاومة السيد حسن نصر الله الذي تحول باستشهاده إلى أسطورة.. مخاطبة أبطال المقاومة والمصدومين برحيله المفاجئ من جبهة القتال ضد العدو لقال لهم: ليس الوقت للحزن الآن ولا للبكاء، الوقت للنهوض ولإكمال المسيرة والصمود.

(موقع سيرياهوم نيوز-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مرسوم العفو العام والواجبات الشخصية

    بقلم د. حسن أحمد حسن     تعددت مراسيم العفو العام التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد حفظه الله وحماه، وكان آخرها المرسوم ...