الرئيسية » السياحة و التاريخ » سلطنة عمان: حيث يلتقي التراث العريق بالطبيعة الخلابة

سلطنة عمان: حيث يلتقي التراث العريق بالطبيعة الخلابة

عبدالرزاق الجمل

خلال زيارتي الأخيرة لسلطنة عمان، وتحديدًا محافظة ظفار في موسم الخريف، عشت تجربة سياحية فريدة من نوعها. لقد أسرني جمال الطبيعة التي تتمتع بها هذه المحافظة، والتي تفوق بكثير كل ما كنت قد سمعته وقرأته عنها.

تتميز هذه المحافظة بتنوع طبيعي فريد يجذب الزوار من كل حدب وصوب. فمن الجبال الشاهقة إلى الشواطئ الرملية الذهبية، ومن الأودية الخضراء إلى العيون المتدفقة، كرزات وطبرق وأثوم وحمران، وصولاً إلى شاطئ المغسيل ووادي دربات، ترسم المحافظة لوحة فنية خلابة لا مثيل لها في منطقة الخليج.

فيما يتعلق بالعيون، تعد عيون ولايتي صلالة وطاقة مقصداً سياحياً رئيسياً في السلطنة، إذ يأتي الزوار للاستمتاع بجمالها الطبيعي، والتقاط الصور التذكارية، والتنزه حولها. إلى جانب أن بعض العيون تحتوي على مرافق ترفيهية، مثل المطاعم والمقاهي، مما يجعل زيارتها تجربة ممتعة.

كما تتنوع هذه العيون من حيث الحجم والشكل والموقع، ما يجعلها مشهدًا بديعًا يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

يشهد موسم الخريف في صلالة وطاقة تحولًا شبه جذري في المناخ، ومعه تتحول الولايتان إلى واحة خضراء تزدان بالأزهار والنباتات. في الخريف، تتساقط الأمطار، ما يؤدي إلى تشكل الشلالات والبحيرات الصغيرة، وينتشر الضباب الكثيف الذي يكسو الجبال، فيخلق منظرا بديعا لا يضاهى.

وبشكل عام، تتميز سلطنة عمان بتنوع طبيعي فريد، حيث تضم جبالًا شاهقة وصحاري واسعة وأودية عميقة وشواطئ خلابة.

أما مسقط، عاصمة السلطنة، فتتميز بمعالمها التاريخية والتراثية، مثل القلاع والحصون والأسواق التقليدية. وعلى ذكر الأسواق، لا يمكن أن تكتمل زيارتك للعاصمة دون أخذ جولة في سوق مطرح الذي يعتبر مقصدا سياحيا رئيسيا يتوافد إليه الزوار من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بأجوائه التقليدية وشراء الهدايا التذكارية.

يمكن القول إن جميع مقومات السياحة متوفرة على أكمل وجه في سلطنة عمان، ونذكر منها على إلى جانب ما تقدم:

ـ الفنادق والمنتجعات الفاخرة التي تقدم مجموعة واسعة من الخدمات والمرافق التي تلبي احتياجات الزوار.

ـ المطاعم والمقاهي التي تقدم تشكيلة متنوعة من الأطباق المحلية والعالمية. من المهم زيارة مطعم روزنة في العاصمة مسقط. يقع المطعم في مبنى تقليدي يعكس الطراز العماني الأصيل، ويخلق أجواءً دافئة ومريحة للضيوف.

ـ الأنشطة الترفيهية التي تشمل الغوص والسباحة وركوب الخيل والتخييم والرحلات.

ـ المهرجانات والمناسبات الثقافية التي تعكس التراث العماني العريق.

أما كرم الضيافة العمانية، فحدث ولا حرج، إذ يشتهر الشعب العماني بالكرم وحسن التعامل مع الزوار، سواء كانوا من المواطنين أو الوافدين. كما يتميز العمانيون بطيبتهم وهدوئهم، وإلى جانب ذلك، هم دائمًا مستعدون لتقديم المساعدة للآخرين. وقد لمست كل هذا بنفسي في الزيارة التي استمرت 22 يوما.

إن أردت أسبابا أخرى تجعل من سلطنة عمان وجهة سياحية مثالية لك، إليك أهمها:

الأمن والاستقرار: على النقيض من الأوضاع المضطربة التي اعتدت عليها في بلدي اليمن، وجدت في سلطنة عمان نموذجا مكتملا وفريدا من الأمن والاستقرار. فالأمن هناك ليس مجرد شعار، وإنما واقع ملموس يعيشه المواطن والمقيم على حد سواء.

التنوع الثقافي: إذ تجمع سلطنة عمان بين الأصالة والحداثة، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الثقافة والتاريخ. لا بد من التذكير هنا بأهمية زيارة المتحف الوطني الذي يقع في قلب العاصمة، ويعد نافذة على تاريخ وحضارة عمان، من خلال عرضه مجموعة واسعة من القطع الأثرية والتاريخية التي توثق مراحل تطور الحضارة العمانية منذ العصور القديمة وحتى العصر الحديث.

التكلفة المعقولة: مقارنة بالعديد من الدول السياحية الأخرى، وخاصة دول الخليج، تعتبر تكلفة السياحة في سلطنة عمان معقولة جدا.

جودة الطرق: وهو من الأمور التي لفتت نظري بشكل كبير، إذ تتميز سلطنة عمان بشبكة طرق حديثة ومتطورة تساهم في تسهيل الحركة المرورية وتنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية في السلطنة.

ختامًا، تعتبر سلطنة عمان وجهة سياحية فريدة من نوعها، تجمع بين جمال الطبيعة وكرم الضيافة وتنوع الثقافة. في حال كنت تبحث عن وجهة للاستمتاع بكل ذلك، فإن السلطنة هي الخيار الأمثل لك.

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أسرار وخفايا حرب تشرين 1973.. صفحة ناصعة في التاريخ العربي.

  كتب د. المختار   نعيشُ هذه الأيام الذكرى /51/ لحرب تشرين/ اكتوبر التحريرية عام 1973م. الصفحة الأنصع في تاريخ العرب الحديث والمعاصر، خططت لها ...