آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » عدو جدك ..أبداً ضدك

عدو جدك ..أبداً ضدك

 

 

مالك صقور

 

سألت الكثيرين من زملائي و أصدقائي وغيرهم من الذين قرأوا رواية (جسر على نهر درينا) للكاتب اليوغسلافي إيفو أندريتش :

ماذا تتذكرون من هذه الرواية ؟ فكانت الإجابات تقريبا واحدة : ” أكثر ما نتذكره أمرين أثنين : أولاً الخازوق ، وهذا أمر شنيع لايمكن أن ينساه أي قارئ ..الأمر الثاني : هو اختطاف الأطفال الرضع حتى سن الخامسة من أمهاتهم ، وتربيتهم التربية العسكرية البربرية الهمجية القاسية الخالية من أي شفقة أو رحمة ، وهؤلاء الأطفال الذين لم يسمح لهم بمعرفة الأم والأب ، نشأوا على البطش والتوحش ، وبوحشيتهم وبطشهم جعل كل الشعوب التي كانت تحت سيطرة الهيمنة العثمانية تكّن البغض و الكراهية والحقد على الأتراك السلاجقة العثمانيين ، وحتى على الإسلام ، لأن العثمانيين كانوا يحاربون باسم الإسلام والهجوم المباغت على حلب الآن يذكر بما فعله الاستعمار التركي قبل قرون ، وحتى الآن .

أقول الهجوم المباغت هذا كان من غدر تركيا وتواطئها مع الكيان الصهيوني بقيادة ومباركة أميركية . هذه القطعان الهمجية الهائجة المرتزقة وأغلبهم من اللقطاء الذين تدربوا في الكيان الصهيوني وفي تركيا وفي أوكرانيا ؛ وحضرّوهم وهيأوهم لحين الطلب . فبعد أن فشل العدو الصهيوني فشلاً ذريعاً في الدخول إلى لبنان وتكبده خسائر لاتحصى في ضباطه وجنوده وآلياته ؛ استجدى أمريكا أن ترسل وسيطاً من أجل وقف إطلاق النار . وفي اليوم الذي وقف إطلاق النار في لبنان ، بدأ الهجوم المباغت الغادر على مدينة حلب . ولهذا دلالته الكبيرة من أن العدوان واحد والعدو واحد ، وإن كانت هذه المجموعات الإرهابية تحت تسميات مختلفة إلاّ أن الذي أوجدها وربّاها ورعاها ودربّها هي الولايات المتحدة الإميركية والكيان الغاصب الصهيوني على الأراضي التركية . وقد اتضح أن هذا العدوان مخطط له ومبيّت منذ زمن بعيد . وحتى قبل عملية طوفان الأقصى ، وذلك لضرب مواقع روسيا في سورية وإشغالها قليلاً عن حربها في أوكرانيا .ولقطع طريق الإمداد من إيران إلى حزب الله . والأهم من كل ذلك طمع التركي القديم بمدينة حلب . فقد نشرت بعض مواقع التواصل على الشابكة خريطة تركية تضم حلب والموصل وكركوك . ويقول الناشر : “استعدنا حلب ، وباقي الموصل وكركوك “.والأمر الرابع المهم أيضا زعزعة الاستقرار في سوريا ، والانتقام منها ، وهذا ماهدّد به مجرم الحرب حاكم الكيان الصهيوني ، سورية بعدم اللعب بالنار. ولكن لن ينجح هذا المخطط ، فالأوضاع الدولية والإقليمية ليست كما كانت عام 2011 والبيئة الحاضنة ليست كما كانت سابقاً ، ولم يعد تنطلي عليهم فتاوى القتل والفتك والتنكيل ، كما أن بعض الدول العربية والإسلامية التي دعمت سابقا ، أنكرت اليوم هذا العدوان الغادر من تركيا وإسرائيل وأميركا ، وأعلنت تضامنها مع سورية ووحدة أراضيها

صحيح ..أنهم دخلوا ، ونجسوا شوارع الشهباء ، وصحيح أن الإعلام الباغي المضلل قد أثار الرعب والهلع في قلوب الناس الآمنين ، لكن بعد يوم ويومين امتصوا الصدمة ، وهاهوذا الجيش البطل على الأبواب .

وإن قال الأستاذ ميخائيل عوض : ” سورية عامود السماء يستدعيها الزمن لمهمة الريادة ” ، فقد قلت قبل عقد من الآن : ” سورية – هل تعلمون الجذر الحقيقي لهذه التسمية ؟! سورية – تعني ( الربة الكبرى ) أو ( الآلهة العظمى ) في اللغات القديمة … وقد اجتمعت أبالسة الأرض وشياطينها كي تنال من الربة العظمى ، ولكن هيهات هيهات أن ينال الشيطان من الرحمن ” ..

ولنتذكر دائماً المثل القائل : عدو جدك أبداً ضدك ..

كما أذكّر بالمثل الأغريقي القديم : ” الطريق إلى جهنم معبّد بالنيات الحسنة

(موقع اخبار سورية الوطن)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إجراءات متسرعة تحتاج لمراجعات متأنية

عبد اللطيف شعبان     ما صدر من تعليمات شفهية مستهجنة ومستغربة في الأيام الأخيرة عن مديرية صحة طرطوس، التي تقضي بإلغاء عشرات المنشآت الصحية ...