آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » عندما يرتقي القادة العظماء مدارج الشهداء

عندما يرتقي القادة العظماء مدارج الشهداء

 

 

بقلم د. حسن أحمد حسن

 

 

نعم لقد ارتقى سماحة السيد حسن نصر الله شهيداً على طريق القدس… ارتقى القائد الجهادي المقاوم الأكثر رعباً في قلوب أعداء الله والإنسانية… ارتقى صاحب الوعد الصادق والقول الأصدق المقترن بالفعل والأداء على أرض الواقع… ارتقى سماحة السيد لكن طيفه وشخصه وروحه ما تزال تطارد التوحش الأكثر دموية في القرن الحادي والعشرين… ارتقى حفيد آل رسول الله، وبعض البقية الباقية من حملة الشعلة الكربلائية التي ما هانت ولا لانت، ولا ضعفت ولا استكانت وهيهات لأعدائها أن يفلحوا في النيل من بقائها متقدة هيهات… ارتقى الفارس الذي كان ينتظره جميع الفرسان والقادة وبقية الناس ليطل عبر الشاشة فيقول كلمة الفصل منطوقة أو إيحاء…. ارتقى من ما تزال حركة سبابته في معرض الخطاب تستدعي عقد جلسات العصف الذهني التي تضم فيمن تضم صفوة النحبة من أصحاب الاختصاص والخبرة الأغنى والمعرفة الأوسع في العسكرة والاستراتيجيا وعلم النفس ولغة الجسد، وبعد كل جلسة عاصفة بالآراء المتناقضة حيناً والمتوافقة حيناً آخر يستنتج الجميع وبالاستناد إلى الواقع القائم ومعطياته أن ما أجهدوا أنفسهم واستنفروا في سبيل التكتم عليه وإخفائه جيوشاً من الإمبراطوريات الإعلامية فإذا به يظهر جلياً في توصيف سماحة السيد وفي أحاديثه وخطاباته… حركة تلك السبابة المباركة لطالما أدخلت الرعب في قلوب قادة المحور المعادي أولا، وإلى أرواح وعقول المستوطنين المستجلبين من شتى أصقاع المعمورة لاحقاَ، والجميع يعلن ويؤكد أنه يتابع خطابات سماحة السيد وإطلالاته لأنه يثق بكلامه، ويصدقه أضعاف ما يصدق قادة تل أبيب وجنرالاتها المسكونين بالخوف مما قد يعلن عنه سماحة السيد من قرارات، أو خطوات وإجراءات لمواجهة العربدة الصهيونية، وهم يعلمون علم اليقين أنه صادق الوعد الفاعل لما يقوله… نعم لقد ارتقى سماحته كما كان يتمنى ويشتهي شهيداً عزيزاً كريماً سيداً أبياً مكتنزاً كل معالم السيادة وعزة النفس والكرامة المرتبطة بشهاب قدسي يعيد ألق ثقافة انتصار الدم على السيف وعلى من يظنون أنهم أحرزوا قصب العلا في إطفاء نور الله، أن يتيقنوا أن اغتيال القائد رقم واحد في هذا الطرف من أطراف المقاومة أو ذاك لا يغير المعادلة، وقد سبق لتل أبيب أن اغتالت الأمين العام السابق لحزب الله سماحة السيد عباس الموسوي، وظن المسؤولون الصهاينة أنهم بذلك قد أخمدوا جذوة المقاومة فإذ بأوارها يشتد، ولهيب لظاها يستعر أكثر فأكثر، ففوهة بندقية الحق لم تضل بوصلتها قط ولن تضل، بل ستبقى متجهة إلى صدور الأعداء ونحورهم ورؤوسهم المحشوة كبراً وتيهاً وغطرسة، وآن لكل ذلك أن يصل محطته الأخيرة ببركة دماء الشهداء الأبطال وقوافل رجال الحق المقاومين المؤمنين بأن ضريبة المواجهة والعزة والكرامة مهما ارتفعت تبقى أقل بكثير من ضريبة الذلة والخنوع والخضوع والاستسلام…

نعم يا سيدي الشهيد! نعم يا سيد الشهداء على الطريق إلى القدس! نعم يا سيد شهداء المقاومة! نعترف ونقر بأننا مكلومون محزونون…ونقر ونعترف بأن الرزء عظيم والخطب جلل، وأن الضربة تجاوزت الحدود الممكنة لتحمل الألم والأوجاع فالشهيد المرتقي هو سماحة السيد حسن نصر الله رحمه الله وأكرم وفادته وحسن مآب… نقر ونعترف أن الفاجعة أكبر من أي كلام، وفي الوقت نفسه فلأننا عشاق نهجك ومحبوك بصدق ويقين يتحتم علينا أن نعترف ونقر ونعلن بأن الوفاء لدمائك الطاهرة يتطلب العض على الجراح الدامية الراعفة مهما كانت بليغة، وحمل دمك أمانة ونهجك بوصلة لاستكمال الرسالة وإبقاء الراية التي استشهدت في سبيل عزتها خفاقة مرفوعة…. الوفاء لدمائك الزكية وأنفاسك العابقة بالإيمان واليقين بالنصر يفرض على كل من يحبك أن يعتصر الأمل من بوتقة الألم، مستعيداً في أية لحظة ضعف أو تردد معالم تلك الابتسامة التي كانت ترتسم على وجهك السمح فتنشر بشكل عفوي وتلقائي الأمل في نفوس الملايين من عشاق نهج المقاومة القادرة المقتدرة المصممة على الدفاع بإباء ورجولة عن حقنا في الحياة أعزاء كرماء غير هيابين من جبروت التوحش الصهيو ـــ أمريكي وكل من يدور في فلكه الآسن…

نعم يا سيدي الشهيد! المنطقة برمتها اليوم في بؤرة الاستهداف أكثر من أي وقت مضى، والوفاء لدمائك الطاهرة يتطلب من الجميع الارتقاء إلى مستوى المسؤولية لتحقيق أمنيتك والصلاة في المسجد الأقصى، وإلى أن يأتي هذا اليوم المأمول سنحبس الدموع في المحاجر ونتابع الجد والعمل على مدار الساعة، ولحظة دخول الأقصى محررين ومصلين يحق لنا أن نذرف الدموع لأنك الأجدر والأحق بالصلاة إماماً في رحاب الأقصى والقدس المطهرة من رجس قتلة الأنبياء والمرسلين.

(موقع سيرياهوم نيوز-١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مرسوم العفو العام والواجبات الشخصية

    بقلم د. حسن أحمد حسن     تعددت مراسيم العفو العام التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد حفظه الله وحماه، وكان آخرها المرسوم ...