الرئيسية » كلمة حرة » “غَزّةَ” وانتهاء هِدنَتِها !.

“غَزّةَ” وانتهاء هِدنَتِها !.

 

أَحمد يوسف داود

 

هل باتَ الكثيرونَ منَ السّادةِ العَربِ لايَجرَؤونَ على إِدانةِ (دَولةِ إسرائيلَ!) وأَفاعيلِها المُخزِيَةِ في نُزَلاءِ مَشفى (الشِّفاءِ) بِغزّةْ، مالم يَصلْهم الإِذنُ بِذلكَ من واشنطنْ؟!.

كنّا نَتَمنّى أَنْ نَسمَعَ أَصواتَ الإدانةِ عاليَةً، ولكنَّ كثيراً منها جاءَ على استحياءٍ، كأَنَّ في حُلوقِ أَصحابِها الكَثيرَ من الحَصا، أَو كأَنّما هم قد غَصّوا بِما يَخافونَ من أَنْ يَقولوهْ، بَينَما كانتِ المُظاهَراتُ الرافِضةُ لمَذبَحةِ ذلكَ المَشفى تَخرجُ يَوميّاً: حتى في أَميرِكا ذاتِها مُندِّدةً بسُلوكِ الجُنودِ الصَّهايِنةِ تِجاهَ الأطفالِ، وكبارِ السِّنِّ، والأُمّهاتِ اللَّواتي يُرافِقْنَ أَطفالَهنَّ في ذلكَ المَشفى، حَيثُ زادَ عَددُ القَتلى عنْ بِضعَةَ عَشرَ أَلفِ شهيدةٍ وشَهيدْ، ولم يَسلَمْ منَ المَذبَحةِ الصُّهيونيَّةِ إِلّا عَددٌ منَ (الأَطفالِ الخُدّجِ)، فيما كانَ القادةُ الصَّهايِنةُ يَزعَمونَ – كَذِباً – أنَّ جُنودَهم قد وَجَدوا آثاراً تَركَها (مُقاتِلو حماس)، وهُم في حَقيقَةِ الأَمرِ لم يَكونوا أَكثرَ منْ دَجّالينَ مُثيرينَ للسُّخرِيَةِ – حتّى منْ مُؤيّديهم! – حينَ عَرَضوا لِلعالَمِ عَرضاً يُشبهُ المَهزَلةْ: (بِضعةَ قِمصانٍ، وبَنادِقَ كلاشينكوفْ، وتَوافِهَ أُخرى..) زَعموا أنَّها لنَفَرٍ من مُقاتِلي حماس، وما شابَهَ ذلكَ، مِمّا أثارَ السُّخريَةَ حتّى لَدى مَنْ يُؤيِّدونَهم!.

وإذا شِئْنا الدّقَّةَ فإنّ حَصيلَةَ (المَذبَحةِ) التي قامَ بِها الجُنودُ الصّهايِنَةُ في غزّةْ، والتي أَصابتْ عُموماً مَنْ كانوا في ذلكَ المَشْفى، أيِ (الشِّفاءْ)، قد بَلغتْ، حتى بَدءِ (الهِدنَةِ المؤقَّتَةِ) يَومَ الجُمعَةِ الماضي أقلَّ بقَليلٍ منْ خَمسَةَ عشر ألفاً منَ الشُّهَداءِ، بَينَهم سِتّةُ آلافٍ ومئةٍ وخَمسينَ طفلاً، وأكثرُ منْ أربعَةِ آلافِ امرأَةٍ، بَينَما بَلغَ عَددُ المُصابينَ في المَشفى وفي غَزّةَ كلِّها مَعاً سِتّةً وثلاثينَ ألفَ مُصابْ: ثلاثَةُ أرباعِهم أَطفالٌ ونِساءٌ، والبَقيّةُ رجالٌ كبارٌ في السِّنّْ، حَسبَ إِحْصاءاتِ المَكتبِ الإعلاميِّ في حُكومَةِ غزّةْ!.

وتسمَحُ هذهِ الهِدنَةُ المُؤَقّتةُ بدُخولِ المِئاتِ من الشّاحِناتِ التي تَحمِلُ (المُساعَداتِ) الإنسانيّةَ والإغاثيّةَ الطبّيَّةَ والوَقودَ إلى كلِّ مَناطِقِ القِطاعْ، وهيَ – وقتَ البَدءِ بكِتابةِ هذهِ المَقالةِ – قد بَدأتْ فِعلاً بالدّخولِ إِلى القِطاعْ!.

ومَهما تَكنْ تَتِمةُ مُجرَياتِ هذهِ الهِدنَةِ المؤقّتَةْ، فإنَّ أَحَداً لايُمكِنُهُ القَولُ إنّ حَماسَ لم تَنتَصِرْ!.

ومازالتْ سَتُذكَرُ – وسوف تؤثِّرُ أَيضاً بِقُوةٍ – في الجَولاتِ القادِمةِ منَ العَمَليّاتِ التي منَ المُؤكَّدِ أَنَّ حَماسْ، وربَّما سِواها، ستَقومُ بِها في (تَوقيتٍ مناسِبٍ لَها).. وتُطرَحُ الآنَ دعوة – أو دعواتٌ – لِهِدنَةٍ تاليةٍ بعدَ انتهاءِ الهِدنةِ الأولى، بنَوعٍ جديدٍ منَ الشروطِ الصُّهيونِيّةِ التي لانَعلَمُ هل ستَكونُ مَقبولةً من حماس أمْ لا، وقد يَكونُ قَبولُها معَ بَعضِ التّعديلاتِ أمراً وارِداً، وما عَلَينا إلّا أَنْ نَنتَظِرْ!.

ملاحظة مُستَجِدّةْ:

مع انتِهاءِ كِتابةِ ماسبَقَ ذكرُهُ أُعلِنَ أَنّه تَمَّ تَمديدُ الهِدنَةِ يَومَينِ آخرينْ، أي حتّى نِهايةِ الشهرِ الحادي عَشرَ منَ هذا العامْ!.

واليَومُ (الجُمعةْ)، معَ

معَ انتِهاءِ الهِدنَةِ الثّانيَةْ، عادتْ (دَولةُ الكَيانِ الصَّهيونيِّ) إِلى الحَربِ على غَزّةَ من جَديدْ، فَنَتانياهو يُريدُ الهَربَ بذلكَ مِمّا كانَ قدِ ارْتَكبَهُ من سَرقاتٍ كُبرى فاضِحَةْ!. فلنَستَعِنْ باللهْ، والبقيّةُ تَأْتي!

(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“زهايمر” أبو عبود

“سليمان” استدان بالثمانينات ثلاثة ملايين من بعض أصدقائه، ووعد برد المبلغ خلال سنة رغم أنه لا يعمل أي شيء، وكان غريباً كيف أعطوه هذا المبلغ! ...