فرح أم حزن !!!

 

سعاد سليمان

هل هو الحب الذي يدفع أهالي الطلاب اليوم للتجمع أمام مراكز امتحانات أولادهم , وافتراش الرصيف ريثما ينتهون من تقديم الامتحان ؟!!!
هل هذه الظاهرة العجيبة تعني فقدان الأمان , والايمان ..
في زمن غص بنا , وغصصنا منه , وبترهاته , وقصصه التي لا تمت لنا بصلة , ونحن الشعب البسيط المحب الراضي , والمرضي رغم كل المنغصات , وكل العقبات , والعقوبات , والصعوبات التي مررنا بها على مر السنوات الطوال .
اليوم , وكما في كل يوم امتحاني , للشهادتين الثانوية , والاعدادية , وبينما يمتحن الطلاب داخل مراكز الامتحان , نرى تجمعات الأهالي عند الأبواب ..
يصنعون من الأرصفة مقاعد , يملؤونها صخبا , وازدحاما , وقلقا بانتظار لقاء الابنة , أو الابن , وقد خرج من الفحص سعيدا , أو حزينا …
في السيرفيس الذي يغص بركابه كان الحديث العام عن الفحص , وكأننا من كوكب آخر قادمون !!
سيدة تتحدث بموبايلها , وبصوت مرتفع , تنشر السعادة , وهي تنقل الخبر العاجل :
ابنتها انهت الفحص اليوم بفرح , وهما الآن في طريق العودة إلى البيت بعد انتظارها أمام مركز الفحص , حيث سيتم الاحتفال عند الوصول !!
سألتها , وأنا تحت صدمة الموقف , والتعجب الشديد :
هل كان أهلك يقومون بمثل ما تقومين به اليوم ؟
أجابت , وهي تضحك , وتهز رأسها : لا .. طبعا , وتؤكد أنها لا تريد لابنتها سوى هذه الشهادة .. البكالوريا .. إذ لا تريدها أن تتعب !!ولا أن تعمل !!
هي صورة عجيبة في زمننا العجيب هذا ..
لن أتحدث عن تمزيق الكتب , ورمي الأوراق فوق الأرصفة , وفي الشوارع ..
في ردة فعل لفرح , أو لغضب من طلاب يمارسون الغباء , أو الغضب , أو الفرح بطرق عجيبة بعيدة عن الاخلاق , والتربية التي يجب أن يتعلموها , ويتقنوها قبل الكيمياء , واللغة الأجنبية و .. و !!
(سيرياهوم نيوز-٢)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

زنازين مصر تفيض بالصحافيين

محمد صلاح   القاهرة | ألقت قوات الأمن المصرية بلباس مدني القبض على المترجم ورسام الكاريكاتور أشرف عمر، من منزله فجر الأحد، واصطحبته معصوب العينين ...