يُعدّ هذا الكتاب من أبرز المؤلفات في علم النفس الوجودي، ألّفه الطبيب النفسي النمساوي فيكتور فرانكل استنادًا إلى تجربته القاسية في معسكرات الاعتقال النازية إبّان الحرب العالمية الثانية.
يطرح المؤلف من خلاله رؤية عميقة لمعنى الحياة، ودور هذا المعنى في تمكين الإنسان من تحمّل أقسى الظروف وأشدّها قسوة.
🔹 المحور الأول: تجربة المعتقل
يسرد فرانكل معاناته ومعاناة رفاقه في معسكرات الاعتقال، حيث عاشوا ظروفًا غير إنسانية قاسية. وقد لاحظ أنّ الأشخاص الذين كانوا يتمسكون بهدف أو معنى للحياة، كحبّ إنسان ينتظرهم أو رسالة يريدون إتمامها، كانوا أكثر قدرة على الصمود والاستمرار من أولئك الذين فقدوا الأمل.
🔹 المحور الثاني: العلاج بالمعنى
انطلاقًا من تجربته، أسّس فرانكل مدرسة في العلاج النفسي تُسمّى العلاج بالمعنى (Logotherapy). وترتكز على فكرة أنّ الإنسان لا يسعى بالدرجة الأولى وراء اللذة أو القوة، بل وراء المعنى. ويرى أنّ الإنسان قادر على أن يجد معنى حتى في الألم والمعاناة، إذا واجههما بإرادة ووعي.
🔹 أمثلة على مصادر المعنى:
الحبّ والارتباط بإنسان آخر.
إنجاز رسالة أو عمل أو إبداع ذي قيمة.
إيجاد مغزى للمعاناة نفسها، وتحويلها إلى قوة للنمو الروحي.
🔹 الرسالة الجوهرية للكتاب:
> “يمكن أن يُسلب كلّ شيء من الإنسان إلا شيئًا واحدًا: حرية اختيار موقفه في أي ظرف من الظروف.”
الخلاصة:
يدعو الكتاب القارئ إلى أن يدرك أنّ جوهر الحياة لا يكمن في الظروف الخارجية، بل في الموقف الداخلي الذي يتبناه الإنسان. فالمعنى هو الذي يمنح للحياة قيمتها، ويجعل الإنسان قادرًا على تجاوز الألم والمعاناة بروحٍ صامدة وأمل متجدد
(أخبار سوريا الوطن 1-)