الرئيسية » كتاب وآراء » كيف نستفيد من دروس الزلزال….؟

كيف نستفيد من دروس الزلزال….؟

 

باسل علي الخطيب

 

نعم و قولاً واحداً، حياتنا ما قبل 6 شباط غيرها ما بعد 6 شباط، هذا الزلزال كان نقطة فاصلة في حياة هذا الجيل من السوريين….

ما كان يعرفه بعضنا على أنه واقع نظري صار يعرفه الكل واقعاً عملياً، بعد أن خبروه و خبروا تداعياته…

 

الشعوب الحية و العاقلة تتعلم من تجاربها، حلوها و مرها، و كذلك الأمر الدول المسؤولة، هذه تجربة و محنة مريرة مررنا بها، و مازالت حتى تاريخه آثارها، و علينا كلنا كدولة و كمجتمع وأفراد، أن نستفيد من كل أمر حصل خلال هذه المحنة…..

 

قلنا و نعيد و نكرر أننا في منطقة نشاط زلزالي دائم و أبدي، و أن المنطقة سبق و تعرضت لزلازل كبيرة، و ستتعرض في المستقبل حكماً لهكذا زلازل، و بما أنه قولاً واحداً لا يمكن التنبؤ بالزلزال، كما يجمع كل المختصين في العالم، و أقصد بالتنبؤ التالي: تحديد التوقيت بدقة، تحديد المكان بدقة، تحديد الشدة بدقة، علينا أن نلجأ كلنا كدولة و مجتمع و أفراد إلى خطة للحماية و التوقي و الاحتساب من الزلازل، لتقليل قدر الإمكان من الآثار التخريبية المادية و النفسية التي قد تنتج عند حدوث الزلازل….

 

أول الدروس المستخلصة، أنه من الأسباب الأساسية لحالة الفوضى و الهلع و الخوف التي أصابت الأغلبية و ما نتج عنها من آثار نفسية، يعود بالدرجة الأولى إلى فوضى و عشوائية المعلومات، و الكم الهائل من الإشاعات و التحذيرات و التهويل، الذي كانت تبثه كل تلك الصفحات إياها، و كل أولئك المدعين و المنجمين….

 

كان يجب تشكيل خلية أزمة علمية منذ اليوم الأول للزلزال، تضم مختصين في هذا المجال في مجال علوم الجيولوجيا و الزلازل و خبراء نفسيين و مختصين من الإعلام، و يكون لهذه الخلية موقع على كل وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث تقدم تقاريراً دورية يومية، أو عدة تقارير في اليوم عن الوضع الزلزالي، تجيب فيها على استفسارات و مخاوف الناس……

 

يجب وضع خطة إخلاء لكل المنشآت العامة في حال حدوث زلزال في المستقبل، و تحديداً المدارس، و أركز بالدرجة الأولى على المدارس، خطة الإخلاء هذه بالنسبة للمدارس توضع من مختصين في الدفاع المدني، و يخصص يوم دراسي كامل في كل مدرسة للتدرب عليه من قبل الكادر الإداري و التعليمي و الطلاب، مع تخصيص ساعة درسية كل أسبوع أو كل أسبوعين على مدى فصل دراسي كامل، يتم فيها الشرح للطلاب من قبل مختصين جيولوجيين و مختصين نفسيين كل ما له علاقة بالزلازل….

 

إحدى المعضلات التي واجهتنا كمختصين في التعاطي مع زلزال 6 شباط، هو عدم وجود معطيات أو بيانات أبداً عن الزلزال السابق الذي حدث في نفس المنطقة عام 1939، و عليه كل البيانات و المعلومات و الملاحظات التي تم تسجيلها قبل و أثناء و بعد هذا الزلزال يجب أن تؤرشف، و تكون في متناول كل المختصين، أضف إلى ذلك يجب أن تكون هناك ورشة عمل كاملة، تضم مختصين في مجال علوم الجيولوجيا و الزلازل و الجيولوجيا الهندسية، و الهندسة المدنية و المعمارية و خبراء نفسيين، و خبراء في مجال الإعلام تناقش كل هذه البيانات و تدرسها و تستخلص الاستنتاجات و تقترح التوصيات…

 

حان الوقت لإيلاء البحث العلمي في بلدنا الحق الذي يستحقه، الدول تقدمت بامتلاكها ناصية العلوم عبر الإنفاق على الأبحاث و الدراسات و تقريب العلماء و الباحثين و تأمين حياة كريمة لهم، الدول لم تتقدم بإقامة المنتجعات و الفنادق…

حان الوقت لتتحول جامعاتنا إلى مراكز أبحاث و ليس إلى مجرد مراكز توزيع شهادات، من جامعاتنا لا يتخرج مختصون، إنما يتخرج حملة شهادات، و هذا ليس ذنبهم، إنما ذلك بسبب ضعف مستوى البحث العلمي أو سوء تطبيقه…

 

ستحصل الزلازل، و هي حصلت و تحصل، و هي قدر مكتوب، و قد قال السيد الرسول عليه و آله الصلاة و السلام : اعقلها و توكل، كلا الأمرين( الإعقال و التوكل) واجبان و ملزمان، و بعض ما قلناه أعلاه هو من مبدأ اعقلها…..

(سيرياهوم نيوز1-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

روح تشرين التحرير وتجدد الإرادة واليقين

    بقلم: ل. د. حسن أحمد حسن   بطاقة معايدة بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لحرب تشرين التحريرية أيه تشرين التحرير كم أنت غال وعزيز ...