- عبد الكافي الصمد
- السبت 30 كانون الثاني 2021
الانتقادات التي وُجّهت إلى الجيش وُجّهت أيضاً إلى قوى الأمن الداخلي، إذ طرحت أوساط سياسية أسئلة عن «أين ذهبت، وماذا فعلت القوة الضاربة في قوى الأمن الداخلي التي وصلت من بيروت إلى طرابلس مساء يوم الأربعاء الماضي، وهل لو كان هناك الحدّ الأدنى من التنسيق الأمني المسبق بين الأجهزة الأمنية، أما كان بالإمكان تلافي الكارثة التي ضربت المدينة ليل الخميس؟».
وأشارت إلى أنه «في بيروت، أقام الجيش والقوى الأمنية طوقاً أمنياً واسعاً حول المراكز الحكومية، ومنعت المحتجين من الاقتراب منها لمسافة بعيدة، فلماذا تركت المراكز الرسمية والحكومية في طرابلس معزولة من أي حماية لإبعاد المخربين عنها؟».
وفيما أسهمت التعزيزات الأمنية التي وصلت أمس إلى طرابلس في تخفيف حدّة التوتر فيها، وإبعاد المحتجّين عن محيط مبنى السرايا، فإن مصادر سياسية وجّهت عبر «الأخبار» انتقادات لمجلس الدفاع الأعلى «لتأخره في الانعقاد من أجل بحث ما يحصل في طرابلس وغيرها من تطوّرات خرجت عن السيطرة، وأدت إلى كسر هيبة الدولة وكشف عجزها»، مضيفة إنّ «صراعات الأجهزة الأمنية وعدم تنسيقها في ما بينها أدى إلى تدهور الوضع أكثر في طرابلس».
ميقاتي يروّج للأمن الذاتي «إذا لم يقم الجيش بحمايتنا وحماية أبناء طرابلس»
لكن أحداث طرابلس لم تكشف فقط هزال الجهات الرسمية، السياسية والأمنية، في حمايتها من المخاطر التي تهدّدها، بل كشفت أيضاً عجز وغياب قواها السياسية كليّاً عن مسرح الأحداث، وعدم وجود أي مرجعية سياسية تستطيع الذود عن المدينة كما الحال في مناطق أخرى.
ولفت المراقبون إلى أنّ «تراجع حضور ونفوذ تيّار المستقبل أخيراً في طرابلس كما في الشارع السنّي، وهو الذي لم يستغل سيطرته على هذا الشارع وإمساكه به لسنوات منذ عام 2005، في تحقيق الحدّ الأدنى من الإنماء والتماسك، وعدم قدرة أو رغبة آخرين كالرئيس نجيب ميقاتي والنائب فيصل كرامي والنائب السابق محمد الصفدي وغيرهم في ملء الفراغ الذي تركه تيار المستقبل خلفه، ودخول بهاء الحريري وسواه على خط منافسة تيّار المستقبل في البيئة السنّية، لغايات وأهداف مختلفة، ترك المدينة والشارع السنّي معلّقين في الهواء، بلا أي أفق أو أمل بغدٍ أفضل».
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)