آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » لن تمروا…..

لن تمروا…..

 

 

باسل علي الخطيب

 

 

” لا يفتي قاعد لمجاهد “…..

و قد قرأت تعليقاً لأحدهم عن الصواريخ التي أطلقتها المقاومة اليوم باتجاه ضواحي تل أبيب، و وصفها بأنها (ضربات خجولة)….

أأنتم ستعلمونهم كيف يقاتلون؟؟!!..

اقاعد خلف شاشة سيعلم من يواجه دبابة كيف يقاتل؟؟!!..

 

ما تعرضت له المقاومة خلال الأسبوعين الماضيين، كان ليجعل أقوى جيوش العالم تنهار، بل أنه قد يسقط دولاً بقدها و قديدها، الطيران الحريي الصهيوني و الطيران المسير لا يغادر الأجواء اللبنانية، عدا عن وسائل المراقبة الاخرى الكثيرة، و في هذا الوضع أن تطلق صاروخاً واحداً من لبنان باتجاه الكيان هو معجزة بحد ذاتها، فكيف أن تطلق رشقات متواصلة و مستمرة تغطي نصف فلسطين المحتلة تقريباً؟؟!!…

 

هذا الذي تنجزه المقاومة اللبنانية هو الإعجاز بعينه، نعم، تعرضت المقاومة لضربة قاسية، فقدت أغلب قيادات الصف الأول من القادة، و تأثرت لفترة منظومة القيادة و السيطرة…..

بضعة أيام، تلت استلم البدلاء مواقعهم القيادية، استلموها تحت النار، دون أن يكون هناك تواصل فيما بينهم، و عادت منظومة القيادة و السيطرة إلى العمل، و بدأ الهجوم المعاكس للمقاومة، هذا يدل على أن الهيكلية العسكرية للمقاومة هي هيكلية مؤسساتية، و أن كل الاحتمالات كانت موضوعة على الطاولة في أي حرب مع الكيان، بما فيها ما حصل خلال الاسبوعين الماضيين…

 

إذاً، حصل الإنتقال إلى الخطة (ب) أوتوماتيكياً و بدأت المقاومة عملية استعادة زمام المبادرة، على فكرة الخسائر التي تعرضت لها المقاومة مؤخراً لم تؤثر على ديناميكية عمل مجموعة المقاومة البرية في الجنوب، هناك قواعد اشتباك واضحة و صريحة عند هؤلاء (قتلوهم حيث ثقفتموهم)….

و هذه المجموعات المدربة بشكل عالي جدا و المسلحة تسليحاً ممتازاً، مع الخبرة التي يمتلكونها و البأس الشديد و التعطش للثأر، تعمل بشكل منفرد كل في قطاعه، و الهدف واضح و صريح و بسيط: لن يمروا…..

 

نعم، حصل تهويل إعلامي كبير أن هناك اجتياحاً برياً سيحصل الليلة الماضية، و قد اعلن عنه الناطق العسكري باسم الجيش الصهيوني، ماحصل حقاً لم يكن سوى (اجتياحاً إعلامياً ونفسياً)، والغاية ضعضعة بيئة المقاومة أكثر استكمالاً لغارات الطيران….

الذي حصل بكل بساطة هي عملية استطلاع بالنار قام بها الصهاينة، ليختبروا البنية العسكرية للمقاومة في الجنوب، و لكن عملية الاستطلاع بالنار هذه كانت مكلفة و أوقعت خسائراً في الصهاينة….

ظني أن التهويل بهذه العملية كان الغاية منه الضغط على الوحدات البرية للمقاومة في الجنوب كي تعيد انتشارها أو تكشف تحركاتها، و قد كانت المقاومة واعية لهذا الأمر، كانوا أشباحاً و بقوا أشباحاً، و عندما ظهرت تحركات في نقاط معينة من قبل جيش العدو، تعاملوا معها كما يجب و عادوا أشباحاً، و في هذا الأثناء، لم تكف المقاومة عن قصف مستعمرة المطلة، هذا يدل على النظرة الإستراتيجية في إدارة المعارك، و يدل على أن منظومة القيادة السيطرة عادت لتعمل بشكل فعال….أما لماذا تحديدا (المطلة)، فهذه المستعمرة أقرب مستعمرة في أصبع الجليل للحدود، و فيها تحشدات عسكرية كبيرة للصهاينة، و تعتبر أسهل نقطة للعبور إلى الجانب الآخر…

 

في الحروب لا يكون معيار الخسارة أو الربح مقدار الخسائر أو الأذيات التي تتعرض لها، إنما يكون معيار خسارة الحرب أو ربحها هو مقدار تأثير الاذية عليك و قدرتك على استيعاب تلك الأذية أو عدم استيعابها…

نعم، لا يمكن مقارنة القدرات العسكرية بين المقاومة و الجيش الصهيوني، يضغط الصهاينة على البيئة الاجتماعية للمقاومة، لإضعاف المقاومة و إجبارها على التنازل، المقاومة تعمل على ذات الخط، التأثير على البيئة الاجتماعية للعدو… ونعم أيضاً لايمكن مقارنة الخسائر التي تتعرص لها البيئتان، مع الأخذ بعين الاعتبار هنا وحشية العدو ، واقتصار ضربات المقاومة على أهداف عسكرية أو اقتصادية، اليوم اطلقت المقاومة عشرة صورايخ باليستية باتجاه ضواحي تل أبيب، دقائق تلت، ومليونا صهيوني صاروا في الملاجيء، نعم الخسائر قليلة، ولكن الحياة الاقتصادية والاجتماعية توقفت، وعشرات الآلاف يتم علاجهم من آثار الصدمة والرعب…

كم تستطيع البيئة الاجتماعية الصهيونية احتمال ذلك؟..

وهذه ليست إلا الضربة الأولى وعلى مكان واحد…

 

نعم، اليوم بدأت الحرب، المقاومة استعادت زمام المبادرة، (عمليات خيبر) بدات، وان تطلق المقاومة على هذه العمليات اسم خيبر فالرسالة واضحة، الصهاينة قد صعدوا عاليا على تلك الشجرة، و سيبحثون قريبا عن من يساعدهم على النزول…

 

كفوا عن لغة الإحباط ولغة التثبيط، كفوا عن التنظير، هؤلاء خلقوا للميدان، تلك المقاومة لم يكن اسمها (حزب السيد)، بل كان اسمها حzب الله، وليس لأحد ادرى منهن بعد الله بكيفية إدارة المعركة…

 

وخذوا علماً، ليس هناك اخطر و اشرس من خصم ليس عنده مايخسره، وهذه هي حال المقاومة الآن، كل مايمكن أن تخسره المقاومة من قادة وسادة قد خسرتهم، ولسان حال المقاومين كلهم: لا ذقنا طعم الحياة بعدك ياسيد، أو نتأر لك ونهزمهم….

(سيرياهوم نيوز-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أيّ كائنات بشريّة تحكم «إسرائيل»؟

    نبيه البرجي   حقاً، أي نوع من الكائنات البشرية يحكم «اسرائيل». لا حاجة بعد كل ذلك الخراب للضربة النووية. الفيلسوف الكاثوليكي غابرييل مارسيل ...