الرئيسية » كتاب وآراء » ماذا يعني قصف حزب الله لعمق حيفا.. هل هي بداية النهاية؟

ماذا يعني قصف حزب الله لعمق حيفا.. هل هي بداية النهاية؟

الدكتور خيام الزعبي

قالها رجال الله بكل صدق وبكل تلقائية ” إن المقاومة لن تموت… الذين أكدوا بأن زمن الهيمنة على وطننا قد انتهى، اليوم المقاومة وحلفاؤها على أرض العزة والصمود ينتصرون ويسطرون أروع ملاحم البطولة، وأصبح يسود روح الأمل والتفاؤل بالنصر القريب‏، في حين اعترف الكيان الصهيوني بفشل عدوانهم وأكثر من ذلك حجم الخسائر البشرية والاقتصادية وحتى المعنوية التي تعرضوا لها بشكل غير مسبوق من قبل المقاومة اللبنانية .

أن تقصف الصواريخ الإسرائيلية أهدافاً متعددة في العمق اللبناني، وفي مثل هذا التوقيت الحساس، فهذا يعني،  ان حزب الله يشكل خطراً حقيقياً ووجودياً على دولة الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الحاضر وفي المستقبل، وبالمقابل تعلم إسرائيل علم اليقين أن المقاومة لم ولن تكرّس معادلة السكوت على دماء شهدائها، وسيكون رداً قاسياً ليؤدي إلى تبديل موازين القوى في المنطقة.

على خط مواز، ان الاعتداء الاسرائيلي على لبنان دليل واضح علي فشل السياسة الاسرائيلية في الشرق الاوسط و خاصه فشلها في غزة والذي وضعها أمام سيناريو مرعب والذي سيؤدي إلى رد فعل عنيف داخل الدولة العبرية وخارجها، وفي الوقت نفسه أثارت انزعاج المسؤولين الأمريكيين الذين أعربوا عن قلقهم من افتقار إسرائيل إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق في الجنوب اللبناني.

مع مضي أكثر من شهر على اندلاع الحرب بين إسرائيل والمقاومة اللبنانية، تزداد المخاوف الواسعة من تمددها لساحات أخرى، أبرزها الجبهة العراقية واليمنية والسورية والإيرانية، هذا من شأنه تسعير الحرب وتحويلها لصراع إقليمي كبير، وهو ما سينعكس سلباً على مختلف الأطراف بما فيها اسرائيل التي لا زالت تعاني من تبعات الأزمة التي تعصف بها ، سواء من خلال الهزائم المتلاحقة التي يتم النظر لها من داخل الحزب الحاكم على أنها نتيجة طبيعية للفشل السياسي الداخلي.

بالنسبة للإسرائيليين لم تعد إسرائيل آمنة ولا يتوفر فيها عنصر الاستقرار والأمن ومبررات البقاء والمستقبل الذي ينشدونه مع التآكل المتسارع لنظريتها الأمنية، وذلك لان المواجهات العسكرية لم تعد محدودة، بل أصبحت ضربات المقاومة تستهدف كل إسرائيل وبشكل موجع، وبذلك فقد الجيش الإسرائيلي قدرة الردع، وظهرت حقيقة ضعفه، وبالتالي لم يعد “المشروع الإسرائيلي” بأبعاده الدينية التاريخية مغرياً وعنصر جذب لليهود للبقاء.

تطورات الايام الأخيرة في الجنوب اللبناني نزلت كالصاعقة على القيادة الإسرائيلية، فالقراءة الإسرائيلية المتعمقة تقول بوضوح إنه لا يوجد أي سبب يجعل المتحدث العسكري الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي الذي أوكل إليه مهمة القيام بالعمل الدعائي لصالح إسرائيل، سعيداً هذه الأيام لما يجري في الجنوب اللبناني تحديداً، لأنه بحسب محللين عسكريين فإن رجال المقاومة يتقدمون ويحققون مكاسب كبيرة في عدد من جبهات القتال ويكبد جيش الاحتلال ومن وراءهم يومياً خسائر فادحة في المعدات والأرواح ، ويبدو أن الخوف من أي إنتصار للمقاومة على جيش الاحتلال بات له التأثير المباشر على أفيخاي أدرعي إذ أكد أكثر من مرة ” إن من مصلحة إسرائيل هزيمة المقاومة اللبنانية”، وهذا لا يخلو من تخوفه ورعبه من حزب الله. في إطار ذلك يمكنني التساؤل، هل سيسقط أفيخاي أدرعي بتهوره أم يجر ذيول الهزيمة والإذلال؟ وهو الثمن الذي سيدفعه نتيجة كذبه س وسعيه الفاشل لإسقاط المقاومة.

على خط مواز، فإن الخطأ الأكبر الذي وقع فيه أفيخاي أدرعي هو سوء تقديره لقوة خصومه، وقدرة المقاومة اللبنانية على الصمود، برغم الدعم الأمريكي-الغربي للكيان الصهيوني، فضرب تل أبيب أعطى رجال المقاومة مؤشر ودفعة قوية في هذه الحرب، لذلك وجد الجميع أن حزب الله الله كان واضحاً ودقيقاً عندما قال ” إن موازين القوى أصبحت للمقاومة ونتنياهو أصبح عاجزاً عن تحقيق أهدافه”، فالمؤشرات كلها اليوم في هذه الحرب تؤكد أن إسرائيل العدوانية ومن ورائها على عتبة النهايات.

مجملاً…. أن الأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة في كل ما يتعلق بالقتال في الجنوب اللبناني، وهنا، فإن الملفات المتداخلة في المنطقة ستخضع لما قد يحدث في الفترة المقبلة وتتأثر بها، وجميع الإحتمالات واردة والمقاومة تواصل انتصاراتها، والتي قامت بقلب الموازين, وأسقطت حسابات أمريكا والغرب، لذلك نقول ونحن على يقين ثابت ومستقر لا يمكن إركاع وخنوع حركات المقاومة من خلال تحالفات بين دول ورؤساء لا يربط بينهم سوى الحقد على محور المقاومة ومواقفه وإنجازاته لإنهاء دور إسرائيل  في المنطقة.

وأختم بالقول…. اليوم أفيخاي أدرعي ليس بخير وسنودعه فريباً بعد أن خسر رهانه لذلك نرى إن سياسته تجاه المقاومة في حالة يرثى لها ، وإن المقاومة باتت اليوم مفتاح المنطقة وقلبها والطريق الوحيد لوضع الإقليم على المسار الآمن، لذلك سنتوقع في الأسابيع المقبلة أن يكون هناك تحول كبير بالساحة اللبنانية وتطورات كبيرة تعمل على تضييق الحرب على الجنوب اللبناني ، كما أن هناك بعض الدول ستخسر رهانها بالحرب على لبنان، فالأحداث والوقائع الميدانية تشير إلى إنهيار كبير بين صفوف الجيش الإسرائيلي، يقابله صمود رجال المقاومة وإصرارهم على تحرير دولتهم من الإرهاب .

 

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إخوتنا الأكراد: لن تفيدكم مظلّة أميركا لأن سورية تُمطر حُبّاً

  بقلم:باسل قس نصر الله لاشك أنه كانت في سورية خلال فترة الإنّفصال (1961 – 1963)، تَبِعات وردود أفعال وتوجّهات، ومنها علاقة السلطات مع الأكراد ...