آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » ماكرون ديكاج (ارحل)!!

ماكرون ديكاج (ارحل)!!

 

 

 

فرنسا:عدنان عزام

 

 

ماكرون ارحل ! هذا ما يقوله  اليوم حزب فرنسا الابية للرئيس ايمانويل ماكرون و يردده خلفه ملايين الفرنسيين

و لترديد هذا الشعار سننزل الى ساحة الباستيل الشهيرة غدا السبت السابع من أيلول 2024 الساعة الثانية بتوقيت باريس ( الواحدة بتوقيت دمشق ) وقد طلب حزب فرنسا الأبية اليساري  ، من المجموعات البرلمانية الفرنسية  دعم محاولته عزل الرئيس إيمانويل ماكرون، بسبب ” إخفاقات خطيرة ” في تأدية واجباته الدستورية.

خلاف كبير بين  ماكرون وحزب فرنسا الأبية وحلفائه من الخضر والاشتراكيين والشيوعيين بسبب رفضه تسمية مرشحتهم لوسي كاستيه رئيسة للوزراء بعد الانتخابات البرلمانية غير الحاسمة في يوليو/ تموز الفائت.

ورغم أن تحالفهم “الجبهة الشعبية الجديدة” فاز بأكبر عدد من المقاعد، فإن النتائج لم تمنح أي كتلة الأغلبية في الجمعية الوطنية المنقسمة إلى حد كبير بين اليسار، ووسطيي ماكرون، والتجمع الوطني اليميني المتطرف وبرّر  نواب فرنسا الأبية  مشروع قرار العزل بأن “الجمعية الوطنية (المجلس الأدنى) ومجلس الشيوخ لم يقوما بواجبهما  في الدفاع عن الديموقراطية ضد ميول الرئيس الاستبدادية “.

 

وقالت زعيمتهم البرلمانية ماتيلد بانو إنهم أرسلوا الوثيقة إلى نواب آخرين لجمع التوقيعات.

علماً بأن  محاولة عزل إيمانويل ماكرون من خلال المادة 68 من الدستور الفرنسي  ستواجه عقبات كبيرة، لأن ذلك يتطلب موافقة ثلثَي أعضاء الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ مجتمعين.

 

 

صحيفة “لوفيغارو”  الشهيرة وصفت فرنسا بأنها “رجل أوروبا المريض”، وذلك في أعقاب انتخابات عام 2024

وقالت الصحيفة إن فرنسا تائهة بلا مشروع أو مؤسسات فاعلة

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن قرار الرئيس إيمانويل ماكرون المثير للجدل، بحل الجمعية الوطنية، أدى إلى إغراق البلاد في حالة من عدم اليقين، في الوقت الذي  كانت تستعد فيه لاستضافة الألعاب الأولمبية، وتتصارع مع الاضطرابات المتجددة في كاليدونيا الجديدة، وتواجه الركود الاقتصادي

وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم الإنفاق العام الكبير الذي تجاوز تريليون يورو منذ عام 2017، توقف النمو الاقتصادي في فرنسا عند أقل من 1%، حتى قبل التفكك، بينما يعاني القطاع الصناعي  ضعفا ملحوظا؛ إذ يصنع 36% فقط من السلع المستهلكة

 

وقالت إن حالة عدم اليقين السياسي، التي أعقبت قرار حل الجمعية الوطنية، تسببت برفض ألمانيا أي مساعدة

ومع احتمال أن تؤدي الزيادات الضريبية إلى الركود .

 

على المستوى الاجتماعي، تعاني فرنسا التدهور، حيث انتشار الفقر على نطاق واسع، وتدهور الخدمات العامة، وتصاعد العنف، ما أدى إلى شعور المجتمع بضيق عميق، وفق الصحيفة

وأكدت أن الانتخابات التشريعية عكست هذا السخط، لكنها لم تقدم أي حلول حقيقية، وأن جل ما قدمته هو مجرد زيادة الاعتماد على المساعدات الاجتماعية الممولة بالديون، أو التحول نحو الاستبداد وشددت الصحيفة على أن مواقف ماكرون غير المتسقة، خاصة فيما يتعلق بروسيا والتدخل العسكري في أوكرانيا، قوّضت مكانة فرنسا الدبلوماسية ومصداقيتها بين حلفائها؛ مما ترك البلاد محرومة من الدعم الخارجي

ومن الناحية السياسية، أطلق حل الجمعية الوطنية موجة من الخوف والكراهية والغضب؛ ما أدى إلى زعزعة استقرار المجتمع الفرنسي، بسبب تعمق الهوة بين التوقعات العامة، والنظام السياسي المرتبك، والحقائق الاقتصادية والدولية القاسية

 

 

وبالتأمل في هذه الأزمة، دعت الصحيفة الشعب الفرنسي إلى الاستماع لنصيحة الاقتصادي جون ماينارد كينز في ثلاثينات القرن العشرين، القائلة “أول شيء يجب عليك فعله عندما تكون في حفرة هو التوقف عن الحفر

 

 

ويقول حزب فرنسا الأبية إن الأمر لا يعود إلى الرئيس “لإجراء مقايضات سياسية”، مشيرًا إلى جهود ماكرون منذ يوليو/تموز الفائت، للعثور على رئيس وزراء يحظى بإجماع.

لكن العديد من الخبراء الدستوريين يرون أن دستور الجمهورية الخامسة الذي أقر عام 1958 وكتب على افتراض أن النظام الانتخابي سينتج أغلبية واضحة، غامض بشأن المسار الذي يجب اتخاذه في حال تعطل العمل البرلماني.

الاحتجاجات في فرنسا قد تأخذ طابعا ( خشناً )  وقد شاهدنا ذلك  في الأشهر الماضية اثر مقتل الشاب الفرنسي ذي الأصل الجزائري “نائل المرزوقي” البالغ من العمر 17 عاما برصاص شرطي فرنسي , إذ هاجم المحتجون مقار الشرطة والبلديات والمراكز التجارية، وأفرغوا محتوياتها وأشعلوا النيران فيما حولها.

لم يكن المشهد مجرد هبّة جماهيرية لمحاولة إصلاح الدولة وتحسين مسار سياساتها بقدر ما كان هجوما غاضبا من مهمشين قانطين من نظرة الدولة الدونية لهم، وعدم اعترافها بهم بوصفهم مواطنين كاملي الأهلية ضمن صفوفها.

بدت الصورة أقرب في تفاصيلها إلى مشهد انتفاضة سكان مستعمرة ضد أجهزة دولة احتلال ونخبتها أكثر من كونها انتفاضة قطاع من الشعب ضد حكومته، والأهم في كل ذلك أن هذه ليست الحادثة الأولى، فقد ذكّرت تلك الهبّة الجماهيرية بانتفاضة مماثلة وقعت عام 2005 على خلفية مقتل شابين مهاجرين صعقا أثناء مطاردة من الشرطة، وهي انتفاضة انطلقت من الأحياء المهمشة واضطرت حينها الجمهورية لإعلان حالة الطوارئ بداخلها.

 

ربما تُعَدُّ فرنسا هي الدولة الغربية الأكثر خوفا في العقود الأخيرة من “حرب أهلية” محتملة، يظهر هذا الخوف في السينما والأدب والمسرح وحتى على لسان بعض المسؤولين في أجهزة الدولة من حين إلى آخر. تبدَّى هذا الخوف أيضا في مضمون عريضتين وقَّع عليهما عسكريون في عام 2021، وأيَّد محتواهما أكثر من نصف الشعب، حذَّرتا الرئيس ماكرون من خطر حرب أهلية وشيكة. في غضون ذلك، تشير استطلاعات للرأي تعود إلى العام نفسه إلى أن 45% من الشعب الفرنسي يعتقدون باحتمال قيام حرب أهلية بالبلاد.

يدل ذلك كله على عمق الأزمة الوجودية في فرنسا التي يتخطى فيها مقدار ما تدره صناعة المخدرات سنويا ما تدره صناعة النشر. أزمة وجودية تفاقمت إلى الحد الذي جعلها معبرة عن نفسها بوضوح في سياسة البلاد الخارجية، إذ تبدو الجمهورية حائرة في مواجهة العالم، فلا هي تعرف موقعها من النظام العالمي الحالي، ولا هي ترسم مستقبلا واضحا، فقد مثَّلت فترة حكم الرئيس ماكرون وسياسته الخارجية مرآة كاشفة بحق لعمق أزمة بلاده الداخلية.

(موقع سيرياهوم نيوز-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

خطورة هيمنة الخطاب الديني 

    غسان كامل ونوس   أشرت منذ سنوات، وفي مناسبات عديدة، إلى خطورة هيمنة الخطاب الدينيّ، وأعود إلى القول ذاته، الآن، وأنا أسمع، وأتابع ...