آخر الأخبار
الرئيسية » شكاوى وردود » مع ارتفاع أسعار الحطب والمازوت وغياب الكهرباء… معركة التدفئة غير متكافئة مع برد الشتاء

مع ارتفاع أسعار الحطب والمازوت وغياب الكهرباء… معركة التدفئة غير متكافئة مع برد الشتاء

مع حلول الشتاء، بات تأمين التدفئة داخل المنازل في اللاذقية حلماً بعيد المنال، بعدما باتت أبسط وسائل التدفئة عبئاً ثقيلاً على كاهل المواطنين، وخاصة في ظل الارتفاع الجنونيّ في أسعار الحطب والمحروقات، والتقنين كهربائي الذي يصل إلى أكثر من خمس ساعات، ما جعل البرد سيد الموقف، فيما يقف الأهالي عاجزين أمام واقعٍ قاسٍ يهدّد صحتهم وأمانهم.

الدفء لمن يستطيع إليه سبيلاً

الكثير من المواطنين الذين تحدثوا لـ”تشرين” عبّروا عن استيائهم من هذا الوضع الذي يزداد سوءاً عاماً بعد عام، إذ يؤكد أبو أحمد، وهو موظف في إحدى الدوائر الحكومية أن أسعار الحطب أصبحت خارج قدرة أي مواطن عادي، وسعر ليتر المازوت وصل إلى 20 ألف ليرة، متسائلاً: كيف يمكننا تدفئة أطفالنا بدخل شهري لا يتجاوز 400 ألف ليرة؟.

فيما أعرب أبو محمود عن خيبة أمله :”كنا نعتمد على الحطب كبديل أرخص، لكنه الآن أصبح مكلفاً مثل المازوت، وحتى إن وجدناه، فأسعاره خيالية لا يمكن تحملها.”

وأكد أن سعر طن حطب الزيتون تجاوز 6 ملايين ليرة، بينما وصل حطب السنديان إلى 5.5 ملايين، ما يضع المواطن أمام خيارات شبه مستحيلة.

في ظل تقنين كهربائي قاسٍ يمتد لأكثر من خمس ساعات، أصبحت التدفئة بالكهرباء خياراً غير متاح، إذ أكد خالد، أحد سكان مدينة اللاذقية، أنه حتى المدفأة الكهربائية لم تعد تنفع مع هذا التقنين، وأضاف: نلجأ الآن إلى ارتداء طبقات إضافية من الملابس أو استخدام الأخشاب القديمة، في محاولة لتخفيف وطأة البرد على أطفالنا.

أزمة الحطب.. ما بين الحرائق والاحتكار

لم تأتِ أزمة الحطب من فراغ، بهذه الجملة يبادر أبو محمود الهواري، تاجر حطب في اللاذقية لشرح واقع الحال، مبيناً أن الحرائق التي اجتاحت غابات الساحل خلال السنوات الماضية قلّصت الموارد بشكل كبير، لكن المشكلة الكبرى هي غياب الرقابة، حيث يحتكر بعض التجار الكميات المتوافرة ويرفعون الأسعار بلا رقيب أو حسيب.

ويضيف الهواري: هناك تفاوت كبير في أسعار الحطب بين القرى والمدن، يصل أحياناً إلى أكثر من مليون ليرة للطن الواحد، بسبب صعوبات النقل والاحتكار.

الحلول الممكنة بين الانتظار والواقع

يرى الدكتور بسام محمد، أستاذ الاقتصاد في جامعة تشرين، في حديث لـ”تشرين” أن هذه الأزمة ليست جديدة، لكنها تفاقمت بسبب غياب سياسات اقتصادية مدروسة، مشيراً إلى أن الحرائق والكوارث الطبيعية زادت من حدة المشكلة، لكن غياب الدعم الحقيقي للمازوت والحطب، بالإضافة إلى الاحتكار، جعل الأزمة أكبر مما يحتمله المواطن العادي.

وأضاف: الحلول ممكنة، تحتاج إلى إجراءات عملية تشمل: ضبط الأسعار ومنع الاحتكار من خلال رقابة فعالة على الأسواق، زيادة توزيع المازوت المدعوم بشكل عادل بين المواطنين، دعم مشاريع الطاقة البديلة لتخفيف الاعتماد على الوقود التقليدي.

أمام شتاء قاسٍ وآمال معلّقة بين برودة المنازل وأسعار تشعل الجيوب، يقف أهالي اللاذقية أمام معركة غير متكافئة مع شتاءٍ قاسٍ. يعلّقون آمالهم على استجابة حكومية عاجلة، فهل تتحرك الجهات المعنية لإنقاذهم من هذا البرد القارص؟ أم إن هذا الشتاء سيظل شاهداً على معاناة جديدة في فصول أزماتهم المتتالية؟.

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_تشرين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

العمال المياومون ينتظرون رواتبهم … قرار وزارة المالية يبقي مؤسسة المياه بحالة العجز في السويداء

أدى قرار وزارة المالية بعدم تخصيص الموازنة الاستثمارية لمؤسسة المياه بأي مبالغ مالية إلى إبقاء ٩٨٣ عاملاً من عمال المؤسسة المياومين في مهب الريح وفي ...