آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » من يوقف هذا الأنحطاط ؟!!

من يوقف هذا الأنحطاط ؟!!

 

 

مالك صقور

 

 

وجدت الأخلاق مذ أدرك الكائن البشري أنه إنسان . لكن علم الأخلاق ظهر كعلم عند الأغريق القدامى وأطلقوا عليه ( إتيكا).. أي علم الأخلاق .وقد ورد هذا حتى في إلياذة هوميروس . كما تناول سقراط و أفلاطون وأرسطو علم الأخلاق ، ولهم باع طويل في هذا العلم العظيم . في مرحلة متقدمة من التاريخ . وكان يعتبر علم الأخلاق هو الفضيلة الوحيدة التي تستحق الدراسة ، فهو علم فلسفي بامتياز.. وكانت مهمة علم الأخلاق الأولى : ضبط سلوك الإنسان ، وتعليمه مبادئ الخير والعدالة والمساواة ومحاربة الشعوذة ، والكذب ، والنفاق ، والشذوذ ..

وإذا كان لنا في الأنبياء أسوة حسنة . وإذا كان الأنبياء جمعياً قدوة للجميع ، وإذا كان الجميع يُقر بسمو أخلاق النبي العربي (ص) ؛ الذي جمع علم الأخلاق وصفات الخير ، ومزايا الكمال ، والعدل والزهد ، والتواضع ، والشهامة ، والرجولة ، والمروءة ، والكرم ، وصلة الرحم ، والرحمة ، والصدق ، والعطف على اليتامى والمساكين وأبناء السبيل . ولهذا كله وصفه الله سبحانه ومدحه في القرآن الكريم (( إنك لعلى خلق عظيم )).. والرسول (ص) يقول : ( إنما بعثت ُ لأتمم مكارم الأخلاق ) .

ولقد حفظنا صغاراً قصيدة أحمد شوقي وما زلنا نردد :

صلآح أمرك للأخلاق مرجعه

فقوم النفس بالأخلاق تستقم

و

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

بلى ..

( إنما الأمم الأخلاق ) ..وهنا بيت القصيد ، ومربط الفرس أيضاً . ولم تكن فضيحة افتتاح أولمبياد باريس 2024 إلاّ المقدمة الرسمية العالمية لتكريس الانحطاط ، وتعميم ألإباحية التي ضد كل فضيلة و كل القيم الإنسانية و الذوق والذائقة الجمالية ، وضد كل تعاليم الأديان ، وضد إنسانية الإنسان . فتشويه لوحة ” العشاء الأخير ” ليس المقصود دافنشي ، بل المقصود هو تشويه السيد المسيح عليه السلام ، والإساءة للمسيحية ؛ وإلى جوهر المسيحية . ومن قرأ رواية ” شفرة دافنشي ” والتقط مابين السطور ، سيدرك أن المقصود هو تشويه صورة المسيح ، وأن السيد المسيح ماهو إلاّ بشر ، وقد تزوج مريم المجدلية ، وأولاده وأحفاد أحفاده ما زالوا يعيشون في فرنسا .. ولقد قلت وصرخت وكتبت حين صدرت رواية ” آيات شيطانية ” ، التي تشوه صورة الرسول الكريم (ص) وزوجاته وأصحابه ؛ وحين صدرت ” شفرة دافنشي ” وكذلك رواية ” عزازيل ” .. هذه روايات كانت المقدمة لما جرى في باريس .. ولك الحق أن تسألني كيف ولماذا ؟! أقول : عندما تنفي الدين المسيحي ، ثم تنفي الإسلام ؛ لن يبقى سوى ( الديانة اليهودية) .. وهذا ما تم الإعلان عنه في الترويج للديانة ( الإبراهيمية ) هذا أولاً . أما ثانيا ً : فإن الترويج (( للمثليين )) انتقاص من كرامة الإنسان وأخلاقه ودينه وذوقه ورجولة الرجل ، وأنوثة المرأة . وهنا يجب القول إن الشعوب الأوروبية مغلوبة على أمرها ، وليست هذه الشعوب مع حكوماتها ،التي انصاع بعضها للقرار الإميريكي الذي يؤكد على جميع دول العالم من أجل إقامة علاقات جيدة مع الدول العظمى ، يجب أن تقبل زواج المثليين ( امرأة من امرأة وزواج رجل من رجل ) . وحتى الآن يوجد حوالي ثلاثون دولة سمحت بزواج المثليين . واعتقد لو تم استفتاء شعوب هذه الدول لما وافقت على هذا الانحطاط الشنيع . لكن هيمنة الولايات المتحدة وتبعية حكومات تلك الدول ودونيتها هي التي سمحت بهذا الانحطاط .

ولكن ألا يوجد من يوقف هذا الانحطاط؟

يتبع..

(موقع سيرياهوم نيوز-١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إجراءات متسرعة تحتاج لمراجعات متأنية

عبد اللطيف شعبان     ما صدر من تعليمات شفهية مستهجنة ومستغربة في الأيام الأخيرة عن مديرية صحة طرطوس، التي تقضي بإلغاء عشرات المنشآت الصحية ...