آخر الأخبار
الرئيسية » مختارات من الصحافة » ناشيونال إنترست: هل يقلب الرئيس بيزيشكيان صفحة في السياسة الخارجية لإيران؟

ناشيونال إنترست: هل يقلب الرئيس بيزيشكيان صفحة في السياسة الخارجية لإيران؟

بصرف النظر عن القيود التي يفرضها عليه الإصلاح، فإن انتخاب بيزيشكيان خطوة في الاتجاه الصحيح. ولكن التوقعات بما قد يتمكن من إنجازه لابد وأن تكون واقعيةـ حسب الكاتب جو بويز في صحيفة ناشيونال إنترست.

رغم أن السلطة النهائية لاتخاذ القرار في الجمهورية الإسلامية تقع في يد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، فإن الرئيس يشرف على الشؤون اليومية للحكومة ويمكنه التأثير على السياسة الداخلية والخارجية. وعلى هذا فإن فوز بيزيشكيان قد يشير إلى إمكانية إجراء إصلاحات تدريجية ولكنها مهمة في إيران.

وكان الرئيس الذي سبقه ابراهيم رئيسي شخصية قوية قادرة على تنمية علاقات جيدة مع جميع فروع الحكومة. كما سمح له انحيازه التام للمؤسسة بالعمل كمنفذ فعال ولكن ليس كصانع للسياسة. وسادت في فترة ولايته أزمات متعددة؛ منها كوفيد 19 والركود الاقتصادي والتضخم.

وعندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، يُعتقد أن الحرس الثوري الإيراني هو صانع القرار الأساسي. ومع ذلك، يمكن للرئيس التأثير على السياسة، وحتى العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران. ويأتي فوز بيزيشكيان الانتخابي وسط مخاوف متصاعدة من حرب إقليمية أوسع نطاقا بسبب الصراع في قطاع غزة.

قبل وفاة رئيسي، خاضت الولايات المتحدة وإيران حربا بالوكالة في الشرق الأوسط بينما انخرطتا أيضا في جهود دبلوماسية لإدارة الصراع. ولعب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي قُتل إلى جانب رئيسي، دورا حاسما في هذه الجهود، وكان دبلوماسيا محترفا، ويتحدث اللغة العربية بطلاقة، ولديه خبرة دبلوماسية كبيرة في الشرق الأوسط. تولى نائبه علي باقري كاني منصب وزير الخارجية المؤقت واستمر في المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة لتجنب المزيد من الهجمات. ومع ذلك، أوقفت وفاة أمير عبد اللهيان توسيع هذه المحادثات حتى بعد الانتخابات في الولايات المتحدة.

كما أدى الصراع في غزة إلى كشف حرب الظل الطويلة الأمد بين إيران وإسرائيل عندما أدى الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في سوريا إلى ضربات انتقامية من قبل إيران. وتم حل الموقف إلى حد ما عندما شنت إسرائيل ضربة رمزية مستهدفة على إيران، لكن احتمالات التصعيد لا تزال عالية. في حين أن الوضع لا يزال متقلبا، لا يوجد قلق فوري من أن يكون لوفاة رئيسي تأثير أمني أكبر. وعلى الرغم من دعم جماعات مثل حماس وحزب الله والحوثيين، الذين هم جزء من “محور المقاومة” ضد إسرائيل، فقد صرحت إيران مرارا بأنها تريد تجنب حرب أوسع وأصدرت تعليمات لوكلائها وحلفائها الإقليميين بعدم استفزاز الغرب.

وعلى هذه الخلفية من التوترات الإقليمية، كانت إيران تحاول زيادة الضغوط على الغرب. وبعد وقت قصير من وفاة رئيسي، التقى المسؤولون الإيرانيون بمندوبين من “محور المقاومة” لتنسيق الخطط لتصعيد هجماتهم، بهدف إجبار الولايات المتحدة على إقناع الإسرائيليين بقبول وقف إطلاق النار الدائم دون إشعال حرب إقليمية. وفي أعقاب ذلك، زاد حزب الله من عدد الصواريخ التي يطلقها على إسرائيل، فيما تمكن الحوثيون من إغراق سفينتين كانتا تمرتان عبر البحر الأحمر.

تم تصميم نهج بيزيشكيان الانتخابي لجذب الناخبين الشباب الإيرانيين وسكان المناطق الحضرية من خلال تحرير الاقتصاد وتوسيع العلاقات مع الغرب والحد من القيود السياسية والاجتماعية. بينما حرص منافسوه على الالتزام الصارم بمبادئ الثورة الإسلامية. ويتعين على بيزيشكيان أن يحقق توازنا بين الجانبين دون أن ينفّر الفئة التي انتخبته لتحقيق الإصلاحات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. علما أنه مؤيد للحرس الثوري الإيراني ومناهض لإسرائيل وداعم لمحور المقاومة. ولكن نجاحه في الانتخابات يدل على أن النظام مستعد لقبول الإصلاحات. ولكن إلى اي مدى قد يصل هذا الاستعداد؟

لقد جعل بيزيشكيان استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة والغرب بشأن برنامج الأسلحة النووية أولوية له على مستوى السياسة الخارجية، على أمل ضبط العلاقات وتخفيف العقوبات. ومن المتوقع أن يقوم بيزيشكيان بتعيين محمد ظريف كوزير للخارجية أوعباس عرقجي، نائب السيد ظريف.

كما صرح بيزيشكيان أنه ينوي مواصلة سياسة رئيسي في تعزيز العلاقات الوثيقة مع روسيا والصين. وكان سابقه، رئيسي، قد سعى لتخفيف العزلة الدبلوماسية لإيران وتحسين وضعها الاقتصادي، عن طريق الانضمام إلى مجلس شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس في وقت سابق من هذا العام. كما وقع اتفاقية برعاية صينية مع المملكة العربية السعودية لاستعادة العلاقات الدبلوماسية والحد من التوترات. ولكن حتى الآن لم تأت هذه الاستراتيجية أكلها، ولذلك ينبغي على بزشكيان إيجاد التوازن في السياسة الخارجية.

ولكن ما هي فرص نجاح بيزيشكيان في تحويل مسار الأمور؟

إن الطريق لن يكون سهلا على بيزيشكيان لأن الهيئة التشريعية يهيمن عليها المتشددون الذين يبدون متشككين في أجندته. وقد تؤثر الجفوة بينه وبين خامنئي على طموحاته في مجال السياسة الخارجية، حيث أصدر خامنئي تحذيرا مبطنا لبيزشكيان مفاده: إن أي شخص يعتقد أن كل الطرق المؤدية إلى التقدم تمر عبر أمريكا يجب أن لا يحظى بالدعم.

وبالنظر إلى عدم القدرة على التنبؤ بما يمكن أن يكون عليه الحال مع ترامب، يسعى بيزيشكيان إلى استراتيجية أكثر تصالحية. ورغم أن بايدن أعلن وفاة خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2022، كان هناك تقدما في العلاقات بين البلدين في سبتمبر 2023، حين أفرجت إيران عن خمسة أمريكيين لجزء من تبادل للسجناء شهد حصول إيران على 6 مليار دولار من أصولها المجمدة.

إن انتخاب بيزيشكيان، أياً كانت حدوده كإصلاحي، يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح. ولكن التوقعات بشأن ما قد يتمكن من إنجازه لابد وأن تكون واقعية. فهو يتمتع بسلطات محدودة، ولابد وأن يعمل في ظل نظام ينقسم فيه النفوذ بين جهات فاعلة متعددة قد تتعارض مصالحها مع مصالحه. وسوف يضطر أيضا إلى التخطيط لكيفية التعامل مع الولايات المتحدة التي قد يتغير اتجاه سياستها الخارجية بشكل جذري في الأشهر القليلة المقبلة. (روسيا اليوم)

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

التلغراف: سقوط الأسد يكشف عن الضعف الحقيقيّ لروسيا”

نشرت صحيفة التلغراف البريطانية مقالاً بقلم تشارلز مور، بعنوان “سقوط الأسد يكشف الضعف الحقيقي لروسيا”. أشار الكاتب إلى أن سقوط حكم الأسد في سوريا هو ...