الرئيسية » كتاب وآراء » نقاش اعمق حول امريكا ولوبياتها وهندسة الفوضى العالمية

نقاش اعمق حول امريكا ولوبياتها وهندسة الفوضى العالمية

 

ميخائيل عوض

“حكومة العالم الخفية” يراها الباحثون صناعة جماعات تعمل بسرية شديدة كمثل؛ محافل الماسونية العالمية، ومنتديات الصهيونية العالمية، ومؤتمر بيلدربيرغ، ومجلس الشؤون الخارجية في أميركا، وتشاثام هاوس ببريطانيا، ومنتدى دافوس الاقتصادي، وتكتلات العائلات المالية الكبرى كآل روتشيلد وآل مورغان.
وتذهب الكثير من النظريات والدراسات لاعتبار ان الحكومة الخفية هي من تدير العالم واحداثه تجري بناء لقراراتها.
السؤال الابتدائي؛ هل من حكومة خفية؟ من الأعضاء فيها؟ ماذا يريدون؟ ما هي قدراتهم ووسائطهم لتحقيق غاياتهم؟
السؤال الاكثر اهمية؛ هل هي الحكومة الامريكية ام امريكا نفسها تحت امرتها وتعمل لصالحها؟.
العالمية طور اعلى من حقب تطور الحياة البشرية التي تدرجت من المشاعية البدائية الى العائلة فالعشيرة فالقبيلة فالشعب والقوم والامة وارتقت الى التشكيلات قارية ما فوق قومية وزمننا هو زمن العالمية.
العالمية طور تاريخي اعلى.
اما العولمة فهي محاولة قسرية لاغتصاب العالمية وتنميطها بالقيم الامريكية.
وامريكا نفسها منتج النظام الانكلوساكسوني” عدواني اغتصابي احتكاري عنجهي تدميري وتفتيتي فرداني وربحي”.
العالمية كطور يستوجب ادارة عالمية ما يقتضي وجود تجارب واليات لاختبار الحكومة العالمية تبدا بالتجريبية من القوى والجماعات صاحبة المصلحة والسطوة بهدف جعل الحكومة العالمية اداتها في تطويع العالمية.
فالمنطقي وجود حكومة خفية او عدة حكومات خفية لإدارة مراحل طور العالمية.
التاريخ يجري على تقاطع وتفاعل وتعارض المصالح المادية للبشر والتكتلات المصلحية.
اصحاب المصلحة بالعالمية وحكوماتها متعددون منذ القدم؛ كالأديان؛ التي نزلت من السماء والاديان الوضعية جاءت لتنظيم علاقة الانسان بالإنسان وبالطبيعة وكلاهما عالمي اي سعي لتنظيم وادارة العالمية.
الماسونية وشقيقاتها وانشقاقاتها والنورانيون ولوبيات المال والسلاح والشركات المتعدية الجنسية والفوق قومية بحكم طبائعها ولتحقيق مصالحها ساعية الى السيطرة على العالمية بحكومة او حكومات خفية او علنية.
الماركسية نظرت لها والبلشفية حاولت تجسيدها على نمطها.
الرسمالية والمالية التجارية منها بطبيعتها ومصالحها عالمية.
الحكومة الامريكية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتفردها في ادارة النظام العالمي جسدت الحكومة العلنية للعولمة ومارست السياسات وافتعلت الحروب ومولتها وادارتها لتحقيق غاية اللوبيات المعولمة” لا تحقيق مصالح الامة الامريكية التي مازالت في طور التشكل ولم تكتمل”.
بل اكثر؛ سعت لتعميم قيمها ونظامها وانماطها في الحياة والادارة واخلاقياتها ولم تتردد في تسويق وفرض المثلية الجنسية وتدمير الاسرة والعبث بالجنس البشري وافتعلت الجوائح والامراض وتحكمت بالأعمار والجنس والقيم ولن تتوانى عن الابادة واشهرت قرنها الامريكي ومليارها الذهبي ولم تدخر وسيلة لتحقيقها.
الادارة الامريكية عمليا كانت اما واجهة الدولة العالمية الخفية او هي كانتها علنية وخفية.
ماذا عن صراعات امريكا وانقسام دولتها الخفية او ربما تأثيرات انقسام الدولة العالمية الخفية وانعكاساتها على امريكا ومستقبلها بل مستقبل العالم والعالمية؟
موجب البحث والاسئلة؛
محاولة اكتشاف اسرار لم تكتشف ما يجعل فهم التطورات الجارية ومنها حرب غزة ومالاتها ورهانات نتنياهو صعب قبل فهم الاسرار..
والاسئلة كمثل؛ من له مصلحة بتدمير الجيوش والدول؟ لماذا نظرية حرب الحضارات ونهاية التاريخ؟ من يقف خلف الثورات بلا قيادات والدول بلا حكومات؟ لماذا الفوضى وخلاقة!؟ من ولماذا ترويج المثلية وتشريعها وتدمير الاسرة وتغير جنس البشر واللعب بالجينات؟؟
فالجاري عالميا في حقبة الفوضى لا تبدو نتيجة فواعل موضوعية على مقولة ابن خلدون؛ الفوضى حقبة ضرورية لتدمير القديم وتخليق الجديد ولا هي مطابقة للمقولة الماركسية؛ عندما تتوازن الطبقات في صراعها تعود البشرية الى البربرية ” الفوضى والتوحش”.
فالجاري ومنذ زمن هيمنة امريكا على النظام العالمي هو فوضى مشغولة!؟ اي ان هناك من يهندس الفوضى فما المصلحة؟ وهل الفوضى لذاتها ام لهندسة نظم وقيم جديدة؟ وهل تتحقق الفوضى العالمية ما لم تضرب امريكا نفسها؟ وهل باتت الفوضى وصفة الحكومة العالمية الخفية لأمريكا اولا لتعميمها بعد تعميم النظام والقيم الامريكية في حقبة العولمة المتداعية؟
غدا وبعده؛ بعد محاولات تدمير الدين وقيمه والحضارات وارثها والجنس البشري
هندسة الفوضى لتحقيق ماذا؟.
ماذا عن القوميات والدول المستهدفة؟
هل تصير الانتخابات الامريكية فرصة الفوضى الخلاقة في امريكا نفسها؟
…/ يتبع
(سيرياهوم نيوز ٢-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هكذا تكلم زينون….(1)

  بقلم:باسل علي الخطيب   هل سبق وشاهدتم سلسلة افلام رامبو بطولة سيلفستر ستالوني؟… تلك كانت أحد المحاولات الأمريكية عبر هوليود للخروج من عقدة الهزيمة ...