آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » وانتصرنا…

وانتصرنا…

 

باسل علي الخطيب

هذا خطاب النصر، القيه نيابة عن كل تلك الشفاه المتعبة، الجميلة، والمبتسمة….

خذوا علماً:
هذا سيكون أعظم انتصار في تاريخ سورية….

نعم، إنها الجولة الأطول في هذا الصراع، والأقسى…
يقول الخبر أن هناك بوادر لوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية…
حسناً، هي ساعة بعد إعلان الاتفاق….
ساعة؟؟!!..
دقيقة، دقيقة واحدة بعد الإعلان وستبدأ صاحبات الخرق الحمراء بالزعيق أن المقاومة هزمت والكيان انتصر….
طبعاً عندما أقول (صاحبات) لا اقصد الإناث منهن فحسب، فالاناث فيهن قلة، فأغلب صاحبات الخرق الحمراء من الذكور بمسميات مختلفة….
تبدأ من المشخصاتية و كراكوزات المسارح و مأجوري الأقلام، الذين لايفرقون بين أقلامهم واصابعهم الوسطى، فيستعملونها بنفس الطريقة مع انفسهم، مروراً بلاعقي الأحذية، في رواية اخرى، لاعقو المؤخرات، مروراً بكركوزات المنابر، مشايخ السلطان وايفانكا، عبيد اللات والعزى وسالومي الثالثة الأخرى، أولئك الذين فتاويهم وخطبهم غب الطلب في جيوبهم، وصولاً إلى كرخانات ذاك الإعلام الأعرابي الذي يضع شعاراً أن تعرف اكثر، وهو ليس إلا أن تفجر أكثر، أو أن تكون نذلاً اكثر، وصولاً إلى السياسيين ومنهم برتبة قادة دول، لايفرقون في شيء عن عبد الله الصغير إياه صاحب “ابك كالنساء ملكاً لم تحافظ عليه كالرجال”……

سبق وحدثتكم في مقالات عدة عن ذاكرة البغايا، ذاكرة البغايا أيها السادة قصيرة جداً، وهؤلاء أعلاه هم إياهن…
البعض يقول ذاكرة السمك…
هل تعرفون أن ذاكرة السمك لاتتجاوز الثلاث ثواني احياناً؟..
وتتعجب بعد ذلك أن البعض يسأل أحياناً لماذا لانتعلم؟؟!!..

على كل الاحوال، لست أعرف إن كانت بنود اتفاق وقف إطلاق النار سيتم اعلانها، وظني أنها لن تعلن بشكل شفاف أو كامل، وهذا سيكون طلباً صهيونياً، وستمرر المقاومة هذا الأمر إلى حين….

تسألون عن السبب؟…
دعونا نعود قليلاـ إلى الوراء…
ما هي اهداف هذه الحرب التي وضعها قيادات الكيان وعلى رأسهم (بي بي)؟…
القضاء على المقاومة، القضاء على كل تهديد للمقاومة على الكيان، تدمير سلاحها ونزع ماتبقى، ابعاد المقاومة عن الحدود، إعادة المستوطنين، تغيير الشرق الاوسط….

ألم تكن هذه هي الأهداف بعد نشوة النجاحات في الاسبوعين الأولين من اغتيالات و حادثة البيجر؟…

حسناً، مالذي تحقق منها؟…

لاشيء….

يقول بي بي أنهم دمروا 80 بالمئة من قدرات المقاومة
لماذا لاتكمل إذا على بقية العشرين والمقاومة ضعيفة إلى هذه الدرجة؟..
قبل يومين – لاتحسبوها فقط قبل يومين، احسبوها هكذا: بعد سنة ونيف من الحرب، وبعد شهرين من الحرب الشاملة – طالت صواريخ المقاومة أكثر من نصف مساحة فلسطين المحتلة، ونزل 4 ملايين صهيوني في يوم واحد إلى الملاجيء….
أين القضاء على قدرات وتهديد المقاومة؟؟….
كاميرات الجنود الصهاينة التقطت صوراً للصواريخ تنطلق باتجاه مستوطنات الكيان من الحافة الحدودية…
أين ابعاد المقاومة عن الحدود؟؟….
كل فترة تستعمل المقاومة نوعاً جديدا من الصواريخ بمديات وأحجام وقدرات تدميرية مختلفة وابعد واقوى، والعدد تتحكم به وفق الرؤية الاستراتيجية والتكتيكية للمعركة….
أين القضاء على سلاح المقاومة؟؟!!…
شهر ونصف وهم يراوحون على الحافة بنخبة قواتهم ولم يحتلوا ولو قرية، والقرية التي دخلوها انسحبوا منها خوفاً ورعباً، يلتقطون بضعة صور و يهرعون هاربين، متى كان الجيش الصهيوني يحاول التسويق لانجازاته ببعض صور (السيلفي)؟؟… وهاهم يعجزون بعد عشرة أيام عن احتلال مدينة صغيرة كالخيام….
سنوات وسنوات وهم يقصفون في سورية، وزادت الوتيرة في الفترة الأخيرة كثيراً، بل قصفوا المعابر كلها، هذا عدا تلك الحرب التي شنت علينا والحصار والعقوبات وكل مايخطر على البال من اذى….
هل تخلت سورية أو أوقفت الامداد أو الدعم اللوجستي أو السياسي أو الشعبي للمقاومة في لبنان او غزة؟؟…
وكل مانقص من تلك المخازن سيتم تعويضه من هذه المخازن والمصانع….

الكلام أعلاه كان جوجلة على عجالة، اتحدى الكل عدا (الرداحات الشاكيات الباكيات النواحات الزاعفات) أن يأتوا بحجة مغايرة أو اقوى….
وبناءً عليه مالذي حققه الصهاينة؟؟!!؟….
ستقولون دمروا القرى والبيوت، وقتلوا المدنيين وهجروهم؟..
إذا قولوا هذا الكلام لمليوني شهيد فيتنامي، ومليون ونصف شهيد جزائري…
على فكرة،امريكا خسرت في حرب فيتنام 58 الف قتيل، ولم تسقط فيها (طوبة) واحدة، ولكن من ربح الحرب و انتصر هم الفيتناميون، وتذكروا منظر طائرات الهليكوبتر وهي تهرع من السفارة في سايغون تقل السفير وبقية الهاربين على عجل…

نعم، هذه ضريبة أننا لانريد أن نعيش في (العصر الصهيوني)، يتحكم بنا أصحاب تلك الجدائل أو أصحاب اللحى العفنة، أو أصحاب السمو، أو أصحاب البيت الاسود…
هذه ضريبة أننا لانريد أن نكون كصاحبات الخرق الحمراء اعلاه….
ألم ندفع هذه الضريبة في سورية أضعافا مضاعفة؟؟!!..
كان بإمكاننا أن تقول في بداية الحرب للسيد الرئيس كما قالت اليهود لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا…
لكننا حاربنا وقد عرفنا وخبرنا أن دون ذلك تضحيات جسام و تحملنا، لأننا أدركنا أنه سوى ذلك سيأتي من يتحكم حتى بلون عيوننا ودقات قلوبنا و تمتمات شفاهنا ومستقبل اولادنا وتاريخ قبورنا….

سيقول قائل: ولكن انظر الى حالنا الآن، فقراء جياع متعبون منهكون بلا افق، و سيردف: وهل كل ذلك ذلك بسبب الحرب والحصار؟؟…
قولاً واحداً لا، يتحمل الفساد جزءً كبيراً منا حصل و يحصل، ولكن أسوأ أنواع المصائب أو النكبات هو الاحتلال، الاحتلال أسوأ من الفساد، وهنا أنا لا أفاضل بين السيء أو الأسوأ، أو أقول إما الفساد أو الاحتلال، إنما أقول إن كلاهما شر مطلق، وفي كليهما خراب البلاد، ولكن قد جرت حرب طويلة على أرضنا ومن حولنا، وكان من أهم مخرجاتها الفوضى العارمة، وفي الفوضى يرتع الفساد بشكل كبير، ومع هذا صمدت الدولة وهذا هو الأهم ، هذا الأساس أن الدولة بقيت، هذا يعني أن بذرة الخير والإرادة الصالحة موجودة في الدولة، هذه يعني أن مقدمات النهوض والعودة موجودة، وهي تحتاج ظروفها المناسبة، ويبدو أنها بدأت تلوح في الافق، و كلامي ليس من باب التحليل إنما من باب المنطق السياسي والتاريخي….

هذه الحرب كان لابد منها حتى تضع الكل عند حده، كان لابد للامور ان تصل إلى ذروتها، وقد عرفنا في دمشق كيف نتصرف، ادرنا الأمور بطريقة بارعة جداً، لم نتدخل فيها بشكل مباشر، لكننا كنا حاضرين دائماً، حاضرين دعماً وسنداً وتسليحاً للمقاومة، وحضناً شعبيا ورسمياً وسياسيا ودبلوماسياً لها، و قد كانت سورية الدولة والشعب هم من دفعوا أكبر الكلف في هذه الحرب، وقد ضحوا في سبيل الحفاظ على هذا الشرق شرقاً، أكثر من الكل وقبل الكل وبعد الكل….

نعم، نهوض سورية سيبدأ بعد هذه الحرب وعودتها إلى دورها الذي أرساه المرحوم حافظ الأسد ضابط ايقاع المنطقة و درتها، وهذا لن يكون في الزمن البعيد…
هل فهمتم وعلى سبيل المثال فقط الآن ذاك الاستجداء الذليل الاسبوعي الذي يقوم به أردوغان للقاء الاسد؟…

بالعودة إلى الاتفاق اعلاه، الصهاينة لايريدون اعلان البنود، لانه لن يتضمن بنداً له علاقة بنزع سلاح المقاومة، أو بالقرار 1501، وهذا غاية كل هذه الحرب الوحشية التي شنها الصهاينة، هذا يعني هزيمة كاملة للكيان، وضعوا خطوطاً تحت كلمة الكيان، أن الصهاينة ذهبوا إلى اقصى مايمكن أن يغعلوه، وهاكم النتيجة: بقيت دمشق دمشق، وبقيت المقاومة مقاومة….

الحرب التي بدأت على سورية في آذار 2011 ستنتهي غدا الاربعاء، موعد وقف إطلاق النار كما يروج، و ماكان للحرب على سورية أن تضع أوزارها إلا بهكذا حرب كبرى، وهذا كلام كتبته مراراً، والعبقرية السورية أننا خضناها بافضل شكل دون أن نخوضها، ونحن من سيحصد النتائج، وحلفاؤنا في المحور…
على فكرة، أعتقد أنه سيلي اتفاقية وقف إطلاق النار في لبنان اتفاق قريب جدا في غزة….

من اهم نتائج هذه الحرب أنها اصدقت الرؤية السورية حول كل ماحصل من حرب عليها طوال السنوات السابقة، هذه الحرب ابطلت وبشكل نهائي كل الأباطيل والأكاذيب والأدعاءات التي تم ضخها خلالها، وعرت الكل، عرت العميل والخائن والمعارض وابن الزنا وتجار القضايا والمواقف والناريخ والموروث والدين، عرت أصحاب اللحى العفنة وأشباه المثقفين وارباع الذكور والقيادات والأنظمة والكتبة والفريسيين وصاحبات الخرق الحمراء ولاعقي الأحذية…

أشعر بتفاؤل كبير، وهذه مرده ذاك الايمان أن الله صدق وعده، أشعر أن القادمات اجمل، وان هذا البلد وفي القريب العاجل سيعود اجمل مما كان، اجمل لأننا فيه ولأننا منه، ولأننا نستحق جزاء صبرنا وايماننا نحن وأهلنا في المقاومة، ولكن الأهم في ذلك أن نتعلم من كل الدروس والتجارب التي مررنا بها…
وخذوها مني، سيكون هناك طابور طويل من (اصحاب السمو والمعالي والفخامة) امام باب ذاك العرين فوق قاسيون..

قلت لكم نحن من سيرث هذا الشرق، وكم من مرة اخبرتكم، وفي احلك الظروف، وبعيد استشهاد السيد وقبل ذلك وبعد ذلك، وقد كانت كل السماوات ملبدة باحلك الغيوم والعواصف، وتذكروا ذلك جيدا، قلت لكم سننتصر، وهانحن ننتصر…
قطعاً سننتصر….

 

 

(موقع اخبار سورية الوطن-2)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سورية: هل اقترب الحسم في حلب؟

الدكتور خيام الزعبي من حق مدينة حلب أن تحبس أنفاسها هذه الأيام فربما أصبحت الفترة القليلة المقبلة حبلى بإنجازات كبيرة وعظيمة، حيث تشير الكثير من ...