تعرضت الكثير من المواقع والمباني الأثرية في محافظة طرطوس لأعمال التخريب والسرقة والتنقيب غير المشروع، من قبل ضعاف النفوس مستغلين الوضع العام للمنطقة بعد سقوط النظام البائد، حسبما أكد رئيس دائرة الآثار في طرطوس المهندس مروان حسن لصحيفتنا “الحرية” ، ومن هذه المواقع: مبنى دائرة آثار طرطوس، متحف طرطوس، متحف أرواد، قلعة المرقب، عمريت، أما بقية المناطق فقد لوحظ انتشار ظاهرة أعمال الحفر بقصد التنقيب عن الآثار في العديد من المواقع المنتشرة على مساحة المحافظة.
وبيّن حسن أن الدائرة سارعت لاتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية الآثار، حيث قامت بإعلام المديرية العامة للآثار والمتاحف بحالات التعدي في حينها وتوثيقها بشكل مبدأي، إضافة لإعلام الجهات المختصة (محافظة طرطوس– قيادة الشرطة..)، وتنظيم الضبوط اللازمة حسب الحالة، كما تمّ تشكيل لجان لجرد التعديات التي حصلت في متحف أرواد ومركز الزوار في قلعة المرقب، و يتم العمل على تكثيف الجولات وأعمال المراقبة من قبل الحراس والمراقبين الجوالين والإعلام الفوري لأقرب مخفر شرطة الذي يقوم بدوره بالكشف على الموقع لجهة اتخاذ الإجراءات اللازمة أصولاً.
وبين حسن أن خطة الدائرة لعام 2025، تتضمن اقتراحات شعبة التنقيب العمل على توثيق الأضرار التي تعرضت لها المواقع والتلال الأثرية وتنظيم مستودعات الكسر الفخارية المعدة للدراسة.
وفي مجال الترميم، فقد تضمنت اقتراحات الخطة أعمال ترميم البوابة الرئيسة في قلعة المرقب وبعض الأجزاء الأكثر تضرراً نتيجة الزلزال الذي ضرب المنطقة في بداية عام 2023، وأعمال ترميم في جزيرة أرواد – وأعمال ترميم في متحف طرطوس – بالإضافة لإعداد دراسات أولية لأعمال ترميم وتأهيل بعض المباني الرئيسة في مدينة طرطوس القديمة، وترميم وتجميل الواجهات الرئيسة بالمظهر اللائق الذي ينسجم مع قيمتها التاريخية والأثرية.
وهذه الاقتراحات والدراسات مرتبطة بتأمين التمويل اللازم لتنفيذها علماً أن معظم الدراسات الآنفة الذكر قد تمّ إعدادها أو قيد الدراسة حالياً.
وفي مجال التقانة والمعلوماتية فقد تمّ اقتراح عدة مشاريع أهمها إنشاء قاعدة بيانات خاصة بالمواقع الأثرية ضمن محافظة طرطوس، وتأمين تغذية الدائرة ومتحف طرطوس بالطاقة البديلة و تأمين نظام مراقبة لمتحف طرطوس و صيانة مانعات الصواعق. هذا بالإضافة لاستكمال المشروع المهم بخصوص التوثيق الإلكتروني للقطع المتحفية وخصوصاً متحف طرطوس، مع ضرورة تأمين التمويل اللازم.
ولخّص حسن الصعوبات التي تعوق عملهم، بعدم توافر الإمكانات المادية اللازمة للقيام بأعمال الترميم وتأهيل المواقع الأثرية بالشكل اللائق، وعدم توافر آليات الخدمة اللازمة لتنفيذ المهام الموكلة، بالإضافة لعدم كفاية مخصصات المحروقات للآليات المتوفرة حالياً، وهذا ينطبق على الدرّاجات النارية المستخدمة من قبل المراقبين الجوالين من حيث حاجتها للصيانة وعدم كفاية مخصصات المحروقات لإنجاز الجولات اللازمة وتكثيفها، إضافة لعدم توفر التجهيزات اللازمة من حواسيب وطابعات ولوازم القرطاسية، عدم توفر الكهرباء (باستثناء توقيت الوصل خلال الدوام الرسمي)، في مقر الدائرة والشعب والمتاحف لإنجاز الأعمال بالمستوى المطلوب.