حسين فحص
أداءٌ ضعيف تقدّمهُ المنتخبات العربية أخيراً على الساحة القارية. خروجٌ جماعي مبكر من كأس الأمم الإفريقية، تلاهُ بقاء ممثلَين فقط في كأس آسيا يضعان علامات استفهام كبيرة، وسط مخاوف من انخفاض أسهم الكرة العربية أكثر في المستقبل القريب
عرفت كرة القدم العربية ازدهاراً متقطّعاً على امتداد العقود. قدّم عرب إفريقيا نُسخاً لا تنسى في كأس الأمم، وسيطرت المنتخبات العربية التابعة للقارة الصفراء على بطولة آسيا في العديد من المناسبات. تنافسَ أبناء القارّتين على تشريف المنطقة مراراً، لكنّ النسخة الحالية قد تشهد حقبة مخيّبة، آسيوياً وإفريقياً.مع خروج المغرب قبل أيام من بطولة كأس أمم إفريقيا، سجّلت المنتخبات العربية رقماً من الصعب التغاضي عن مؤشراته السلبية، حيث ودّعت، بأكملها، البطولة من الدور ثمن النهائي.
خروج “أسود الأطلس” المفاجئ جاء استكمالاً لسلسلة من الإقصاءات المتتالية للمنتخبات العربية، فكانت البداية بوداع مبكر لتونس والجزائر من دور المجموعات، ثم خروج مخيّب لمنتخب مصر من دور الـ 16، بلا أيّ فوز، ووداع “حزين” للمنتخب الموريتاني أمام الرأس الأخضر في ثمن النهائي، قبل خروج المغرب أمام جنوب إفريقيا من دور الـ 16 إثر الخسارة بهدفين نظيفين.
وصفَ البعض عدداً من المنتخبات العربية ـ الإفريقية بعدم مجاراة تطوّر الكرة في القارّة السمراء
إقصاء جماعي مبكر للمنتخبات العربية من دور الثمانية حدثَ للمرة الثالثة في تاريخ كأس الأمم الإفريقية، بعد نسختَي 1992 و2013، وفتحَ تباعاً سلسلة من التساؤلات والاتهامات.
وصفَ البعض عدداً من المنتخبات العربية ـ الأفريقية بالاستهتار وعدم مجاراة تطوّر كرة القدم في القارة السمراء، كما التمسك بالماضي دون إعطاء الأهمية لبروز منتخبات جديدة مثل الرأس الأخضر. فيما توجّهَ آخرون لانتقاد الجوانب الإدارية والفنية، بدءاً برؤوس الاتحادات، مروراً بمدرّبين “لا يمتلكون خبرات سابقة في الكرة الإفريقية”، وصولاً إلى اللاعبين، والأخطاء والإصابات…
وكان هناك فئات كبيرة، من داخل المنتخبات وخارجها، قد ندّدت بسوء الظروف المناخية وعدم إقامة مباريات ودية في ساحل العاج قبل انطلاق البطولة لتحضير اللاعبين ذهنياً، فيما صوّبت أخرى سهامها نحو قرارات تفضيل اللاعبين المحترفين على المحليين، أو العكس.
تحليلات واتهامات كثيرة طاولت جميع المنتخبات العربية في إفريقيا، لن تغيّر الواقع ولن تنسي الوسط الكروي العربي ما حدث بسهولة، وخاصةً أن الفشل في كأس الأمم انسحب إلى القارة الصفراء أيضاً، ما زادَ الإحراج حرجاً.
كانت هذه النسخة واعدة بالنسبة إلى منتخبات عرب – آسيا، إثر نجاح 8 منها في الوصول إلى دور الستة عشر من الكأس. ومع ذلك، سرعان ما تبدّد التفاؤل على العتبات الإقصائية، حيث أسفرت منافسات دور الـ 16 في كأس آسيا عن خروج 6 منتخبات عربية دفعة واحدة، هي: الإمارات، العراق، فلسطين، السعودية، البحرين وسوريا، فيما نجح منتخبا قطر والأردن في مواصلة المشوار الآسيوي بعدما ضمنا التأهّل إلى الدور ربع النهائي من البطولة القارية. ومن المفارقة أن يكون المنتخبان العربيان المستمران، قد تأهّلا من دور الـ 16 بعد إقصائهما منتخبَين عربيّين آخرَين، هما: فلسطين والعراق تباعاً.
المنتخبات العربية خيَّبت جماهيرها، لتُعلَّق الأماني على عاتق آخر المحاربين. سيلاقي منتخب الأردن نظيره الطاجيكستاني اليوم، (13:30 بتوقيت بيروت)، قبل أن يتواجه منتخبا قطر وأوزبكستان اليوم أيضاً، (17:30 بتوقيت بيروت). مباراتان حاسمتان تحملان آمال العرب، من شأنهما التوصل إلى نتيجة من اثنتين: إما حفظ ماء الوجه، أو تدوين أحد أسوأ فصول كرة القدم العربية في تاريخ مجلّدات المسابقات الإفريقية والآسيوية، إن لم يكن أسوأها.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية