تعدّ تجربة الأديب جوان جان إحدى التجارب المهمة في الكتابة المسرحية المعاصرة ككاتب وناقد مسرحي، فقد ألّف العديد من النصوص للكبار والأطفال وتخصصه بالكتابة لأبي الفنون دفعت بالكثيرين من صنّاع المسرح إلى تحويل معظم نصوصه إلى عروض داخل سوريا وخارجها، واليوم يستعين الفنان رائد مشرف بنصه المسرحي “آخر ليلة.. أول يوم” لتقديمه في الفترة القادمة على خشبة المسرح والذي يحاكي قصصاً من الحياة الزوجية الواقعية.
* بين الطموح والحب
عن العرض المسرحي يقول الكاتب جوان جان بأن العمل ذو طابع اجتماعي معاصر ولمسة كوميدية نابعة من مجموعة من المواقف المتتالية التي تتعرض لها شخصيتا المسرحية وهما طبيب في الأربعينيات من عمره، متوسط الحال أقرب ما يكون إلى الفقر، متزوج من امرأة تطمح لأن تصبح كاتبة تلفزيونية شهيرة، فتلجأ إلى المخرجين وأصحاب شركات الإنتاج الذين يحاولون استغلال أنوثتها من دون أن ينجحوا في ذلك، فتبقى حبيسة أحلامها محملة زوجها مسؤولية إخفاقها ومتهمة إياه بأنه لم يقف إلى جانبها في محاولتها لإثبات وجودها ككاتبة كما كان يعدها في أيام الخطبة، في الوقت الذي يتهمها فيه الزوج بأنها تهمل بيتها وتهمله شخصياً، وهي تمضي أوقاتها جرياً وراء المخرجين وشركات الإنتاج ، وهذا الأمر ليس هو السبب الوحيد في خلافاتهما التي لا تنتهي، فهناك عشرات الخلافات التي يحفل بها حوار المسرحية بين الطرفين اللذين تبدأ المسرحية بهما.
ويضيف جان بأن العرض يبدأ في اللحظة التي يكونان فيها على وشك الاحتفال بعيد زواجهما الخامس، لتبدأ سلسلة من الجدالات بينهما لا تنتهي حول أمور بسيطة وبديهية، تشكّل بمجموعها تراكمات أدت إلى وصولهما إلى قناعة مفادها أنه من الأنسب لكليهما الانفصال، وقد قررا الطلاق فعلاً في اليوم التالي لاحتفالهما بعيد زواجهما، لكن حوارات المسرحية تكشف وجود حالة من الحب العميق بينهما رغم ما يظهرانه من كره وبغض لبعضهما. العرض من تمثيل عهد ديب ورائد مشرف وإنتاج مديرية المسارح والموسيقا.
*صراع الأشياء البسيطة
يختصر الفنان رائد مشرف فكرة العرض بأنها حكاية بين زوجين تهدد حياتهما فكرة الانفصال، وأن الصراع المستمر بينهما حول أشياء بسيطة للسيطرة على الآخر أو إحساس كل منهما بضياع حلمه المهني نتيجة الزواج على الرغم من الحبّ الذي يجمعهما، صحيح أن الفكرة متكررة ولكن فيها تأكيد على انتصار رابط الحب الذي يؤجل أي مسارات أخرى.
ويؤكد مشرف أن العرض دعوة للحفاظ على المؤسسة الزوجية وضرورة استثمار الحبّ واللجوء إليه في اللحظات الصعبة والتكاتف لمواجهة مصاعب الحياة.
يُذكر أن “جوان جان” من مواليد “دمشق” عام 1970، خريج المعهد “العالي للفنون المسرحية” بدمشق قسم النقد والدراسات 1993، نفذ أغلب أعماله على خشبات سوريا والعديد من البلدان العربية، وصدر له العديد من الكتب منها “وراء الستار، مقالات نقدية في المسرح السوري”، “مسرح بلا كواليس، إطلالة على الحركة المسرحية السورية”، “قراءات في النص المسرحي السوري”، شارك في عضوية لجان التحكيم والتقييم في معظم مهرجانات المسرح المحلية وفي أيام الشارقة المسرحية، فضلاً عن إلقاء محاضرات في مختلف المدن السورية والعربية مثل الأردن، الإمارات، الكويت، مصر وتم تكريمه في العديد من الفعاليات، وهو رئيس تحرير مجلة “الحياة المسرحية” حالياً.