الصحراء الغربية مستعمرة إسبانية سابقة تعتبرها الأمم المتحدة “إقليما غير متمتع بحكم ذاتي”، وهي المنطقة الوحيدة في القارة الإفريقية التي ما زال وضعها بعد الاستعمار، معلّقا.
يسيطر المغرب على المنطقة ويعرض منحها حكما ذاتيا واسعا تحت سيادته، بينما يطالب انفصاليو جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) المدعومون من الجزائر بإجراء استفتاء حول تقرير المصير.
وصوّت مجلس الأمن الدولي الجمعة، وبمبادرة من الولايات المتحدة، لصالح دعم خطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء الغربية، معتبرا أنها الحل “الأكثر واقعية” للإقليم المتنازع عليه، رغم معارضة الجزائر.
صحراء على ساحل الأطلسي
تمتد الصحراء الغربية على مساحة 266 ألف كيلومتر مربعة على ساحل المحيط الأطلسي بين المغرب وموريتانيا والجزائر.
ويخترق المنطقة “جدار دفاعي”، كما تسميه السلطات المغربية، من الشمال نحو الجنوب على طول 2700 كيلومتر. ويقطن المنطقة الغنية بالفوسفات، 600 ألف شخص، ومياهها غنية بالأسماك.
وتعد العيون والداخلة والسمارة أهم مدن المنطقة، وتقع جميعها في المنطقة التي تخضع لإدارة المغرب.
ويؤكد المغرب أنه عمل على إنماء المنطقة من خلال استثمارات كبيرة. لكن جبهة بوليساريو تعتبر أن السكان الصحراويين لا يستفيدون من ثمار هذا الإنماء وتقول إن استغلال الثروات الطبيعية للمنطقة من طرف المغرب هو عملية “نهب”.
ويبلغ عدد اللاجئين الصحراويين المقيمين في مخيمات قرب مدينة تندوف بالجزائر قرابة 175 ألفا، وفق المفوضية العليا للاجئين. وتقع تندوف على بعد 1800 كيلومتر جنوب غرب الجزائر العاصمة، وهي قريبة من الحدود مع المغرب.
حرب
في 6 تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1975، لبى 350 ألف مغربي نداء الملك الراحل الحسن الثاني للتوجه في “مسيرة خضراء” تخترق حدود هذه المنطقة لتأكيد “انتمائها” للمملكة.
وفي السنة التالية في 1976، أعلنت جبهة بوليساريو المدعومة خصوصاً من الجزائر وكوبا وجنوب إفريقيا قيام “الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية”.
وعام 1979، سيطر المغرب على الغالبية العظمى لأراضي الصحراء الغربية بعد انسحاب موريتانيا من الجزء الذي كان يخضع لها جنوباً، وشيّد عدة جدران دفاعية لصد هجمات بوليساريو.
وبعد حرب استمرت 16 عاماً دخل اتفاق لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 1991 مع تحديد منطقة عازلة تراقبها قوات القبعات الزرق الأممية.
مباحثات متوقفة
في غياب حل نهائي، تدرج الأمم المتحدة الصحراء الغربية على لائحة “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”.
تراقب بعثة الأمم المتحدة (مينورسو) وقف إطلاق النار من خلال دوريات برية وجوية، وتضم البعثة ومقرها في مدينة العيون نحو 240 موظفاً.
في العام 2020، انتشرت قوات مغربية في أقصى جنوب الإقليم لطرد انفصاليين كانوا يقطعون الطريق المؤدي الى موريتانيا، معتبرين أنه غير قانوني.
ومنذ تعيينه موفداً للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية في تشرين الأول/أكتوبر 2021، قام ستافان دي ميستورا بزيارات عدة الى المنطقة من دون أن يتمكن من وضع النزاع على سكة الحل.
وتدعو الأمم المتحدة منذ سنوات عدّة المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا من أجل استئناف المفاوضات التي توقفت في العام 2019، للتوصل الى حل “إيجابي وسياسي واقعي”.
الخلاف الأساسي بين الرباط والجزائر
ويمثل ملف الصحراء الغربية الخلاف الأساسي بين المغرب والجزائر.
وقطعت الجزائر نهاية شهر آب/أغسطس 2021 العلاقات الدبلوماسية مع المغرب متهمة إياه بارتكاب “أعمال عدائية” ضدها، وهو قرار اعتبرته الرباط “غير مبرر”.
خطة المغرب
طرح المغرب في العام 2007 خطة للحكم الذاتي للصحراء الغربية حصلت خلال السنوات الأخيرة على تأييد ألمانيا وإسبانيا وبريطانيا.
في صيف 2024، أعلنت فرنسا تأييدها الخطة باعترافها ب”السيادة المغربية على الصحراء الغربية”.
وكانت الولايات المتحدة اعترفت في العام 2020 بسيادة المغرب على الإقليم المتنازع عليه. وجاء ذلك في إطار إبرام أيضا اتفاق تطبيع للعلاقات بين المغرب وإسرائيل.
أخبار سوريا الوطن ١-وكالات-النهار
syriahomenews أخبار سورية الوطن
