الرئيسية » يومياً ... 100% » آرون بوشنيل ونشاز المزامير الهوليودية..!!

آرون بوشنيل ونشاز المزامير الهوليودية..!!

 

 

بقلم د. حسن أحمد حسن

 

هكذا ومن دون مقدمات وصلت للعالم أجمع رسالة الأمريكي “أرون بوشنيل” ببزته العسكرية تلتهمها ألسنة النار، فتداعت أعمدة البرج العاجي للهوليودية السياسية المعرشة في البيت الأبيض، وكل ما أنتجته السينما الأمريكية وعملت على تسويقه إمبراطوريات كي الوعي المجتمعي العالمي عبر عقود تبخَّر لحظة إشعال آرون الإنسان النار بنفسه معبراً عن رفضه الاستمرار بالمشاركة في الإبادة الجماعية المفروضة على الفلسطينيين تمهيداً لتهجيرهم القسري بعد أن يضمن نتنياهو و حكومته العنصرية تفحم اللحم البشري بأسلحة الفتك والدمار التي تمدُّ بها واشنطن تل أبيب…

شفافية أرون وروحه النقية لم تحتملا السقف الجديد للوحشية الصهيو ــ أمريكية، فغالبية الضحايا من الأطفال والنساء والرضع والخدج والعجائز والمرضى والكوادر الصحية والإعلامية ولا ذنب لأي منهم إلا أنهم يؤمنون بوجودهم الفلسطيني وحقهم في الحياة كبقية خلق الله…

لم يستطع آرون التحمل أكثر فاتخذ قراره الجريء بمساندة المظلومين وإغاثة الملهوفين المهددين بالموت وفق إمكانياته المتاحة، وهي على الرغم من محدوديتها إلا أنها كبيرة ومؤثرة وفاعلة، فقد تجاوز فيما أقدم عليه فضح الوحشية العسكرية الأمريكية والانحياز الأعمى المطلق لرأس الأفعى الصهيونية التي تنفث سمها في كل ركن وزاوية…

قرر بوشنيل تعطيل المزامير الهوليودية وحشرها في حظيرة انتهاء الصلاحية من سوق التداول الإنساني وأعرافه المرعية، وأبدع في تعرية خبث الاستخبارات الأمريكية المتكامل مع الدهاء الإنكليزي القاتل… أفرد جناحيه للتحليق في عالم القيم والمثل ليبلغ العالم من أقصاه إلى أقصاه عبر بث مباشر يوثق صرخته ومناداته بالحرية لفلسطين ممزقاً كل أقنعة الزيف والدجل عن الوجه النتن لإدارة بايدن وسدنتها في شتى أنحاء المعمورة.

الدخان المنبعث من البزة العسكرية المحترقة تكثف وتساقط كالقطران على وجوه كل المرتبطين بالعمل في البيت الأسود الذي يشغله بايدن طيلة السنوات السابقة، فافتضح الإجرام الأمريكي على حقيقته، وظهرت أنياب المسؤولين الأمريكيين وهي تقطر بدماء الأبرياء تسيل على أشداقها، وبقايا لحم الطفولة الفلسطينية يظهر متفحماً تتقاسم أشلاؤه ذئاب متوحشة مسعورة تسكنها نزعة القتل وسفك الدماء والرقص على جماجم الضحايا وضح النهار..

بضربة واحدة قاضية تجاوز آرون بوشنيل نفاق السردية الغربية من دون استعانة بسيناريست لكتابة النص، وباستغناء تام عن الممثلين والكومبارس ومعهم المخرج وحاشيته من فنيين متخصصين بالإضاءة والخدع السينمائية والمصورين وبقية فريق العمل وكل ما تتطلبه عمليات كي الوعي، واستطاع بجميل ما صنعه أن يوقظ الضمير الإنساني، وقد تجاوب بعض أنصار الحق والإنسانية مع رسالة بوشنيل بعد رحيله، فتظاهروا أمام سارة الكيان الإسرائيلي، وأحرقوا بزاتهم العسكرية الأمريكية مع الأوسمة والميداليات الممنوحة، وزرعت حديقة الكابيتول بـ:/13000/ علم فلسطيني كإشارة إلى الشهداء الفلسطينيين الأطفال، وعلى الرغم من ذلك كله لم ينخفض دعم بايدن وإدارته للقتلة المجرمين، ولم تتغير المواقف الأمريكية التي تؤمن الغطاء المطلوب لوحشية تل أبيب وشل إرادة المجتمع الدولي ومنعه من قول الحقيقة، والسؤال: كم عدد الآلاف التي يحتاجها البيت الأبيض من أمثال آرون بوشنيل لتقديمهم قرابين لتبديل الانحياز الأمريكي الأعمى للإجرام الإسرائيلي؟.

 

(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

آن الآوان لتعديل قانون الانتخابات؟

  علي عبود للمرة الأولى يفعلها مجلس الشعب ويقترح فقدان عضوية ثلاثة فائزين بالدور التشريعي الرابع لفقدانهم أحد شروط العضوية في المجلس، وهو حملهم لجنسية ...