رغم المخاطر والأوبئة والتحذيرات الصحية، ما زالت بعض المزروعات تُروى بمياه الصرف الصحي، فيما تعالت مطالبات المواطنين بحلول جذرية تقمع هذه الظاهرة وتوقف مخاطرها.
وأوضح رئيس دائرة الإنتاج النباتي المهندس أحمد مرعي لـ “البعث” أن مديرية الزراعة بريف دمشق وبكافة كوادرها الفنية تولي اهتماماً كبيراً لهذا الموضوع، واتخاذ كلّ الإجراءات الرادعة والتوعوية لمنع سقاية المزروعات بتلك المياه على مستوى المناطق، ويتمّ إجراء الكشوف الدورية من اللجان الفنية في المناطق لمتابعة سير العمليات الزراعية في الأراضي، وخاصة لجهة عملية الري، والتأكد من سلامة مصادر المياه المتاحة، وعند وجود أي مخالفة يتمّ تنظيم ضبوط مخالفات ري بمياه الصرف الصحي من اللجنة المكانية في المناطق، تتضمن أسماء المخالفين والمساحة التي تمّت فيها المخالفة، وتحال إلى القضاء لإجراء اللازم بحقهم أصولاً، مشدداً على أنه تتمّ فلاحة الأراضي المروية بمياه الصرف الصحي بآليات مديرية الزراعة كإجراء لردع للمخالفين، وعلى صعيد التوعية يتمّ عقد الندوات بمخاطر السقاية بمياه الصرف وأضرارها على البيئة والإنسان.
وأشار مرعي إلى أن إجمالي المساحة المكافحة من بداية العام حتى تاريخ إعداد هذا اللقاء نحو 7184 دونماً، و163 ضبطاً، فيما تنوّعت الزراعات ما بين محاصيل ونباتات رعوية وخضار صيفية، وإلى مدى خطورة السقاية بهذه المياه الآسنة لاحتوائها على ملوثات عضوية، أهمها النترات والنتريت والأمونيا والفوسفات والكبريتات، كما تصبح التربة غير صالحة للاستثمار بشكل كامل مع مرور الوقت بسبب إغلاق المسامات الموجودة بفعل تلك المياه الملوثة، ما يعني خروج تلك الأراضي من جادة الاستثمار مع مرور الوقت، ناهيك عن الأمراض الوبائية التي تنتشر بسببها.
وذكر المهندس الزراعي عامر مهنا أن أهم الحلول توفير مصافٍ لتنقية المياه وتكريرها وجعلها صالحة للاستخدام الزراعي، إضافةً إلى تغطية مجاري المياه، وفرض عقوبات رادعة بحق من يتمّ ضبطه يرتكب هذه المخالفة.