| محمد منار حميجو
كشف مدير إدارة مكافحة المخدرات العميد نضال جريج أن عدد قضايا المخدرات التي تم تسجيلها خلال العام الحالي وصلت إلى 4991 على حين وصل عدد المتهمين إلى 6408 متهمين، مشيراً إلى أنه في العام الماضي تم تسجيل 9260 قضية، في حين وصل عدد المتهمين إلى 11730.
وفي لقاء خاص لـ«الوطن» أوضح جريج أنه في الفترة الأخيرة تم ضبط الكثير من عمليات تهريب المخدرات استخدم فيها المهربون وسائل فنية كان من الصعب كشفها إلا أنه بخبرة وجهود عناصر مكافحة المخدرات تم كشف هذه الوسائل وضبط الكميات المهربة وإلقاء القبض على المهربين.
وضرب مثلاً عن بعض الوسائل الفنية التي استخدمها مهربو المخدرات منها ضبط كميات من المخدرات كانت مخبأة ضمن قواعد أوان منزلية بطريقة فنية بحيث بإمكان الشخص أن يكشف عن عدة طبقات في هذه الأواني من دون أن يكتشف كميات المخدرات المهربة، مضيفاً: من أحد الأساليب المستخدمة التي تم كشفها إخفاء المخدرات ضمن حبة الحمص وهي حبة اصطناعية لا يمكن كشفها بالعين المجردة.
وأكد أن الجهود في مكافحة المخدرات دائمة ومستمرة ولا تقف عند حد، مشيراً إلى أنه دائماً مهربون المخدرات يلجؤون إلى أدوات متطورة وحديثة لتهريب المخدرات وبالتالي فإن الجهود في مكافحتها مواكبة لهذا التطور الذي يستخدمه المهربون لضبط تهريبها.
المتعاطي مريض
وفيما يتعلق بموضوع تعاطي المخدرات أوضح جريج أنه خلال الحرب على سورية أصبح هناك تزايد في تعاطي المخدرات نتيجة أن الحرب ساهمت في خلق البيئة والأرضية المناسبة لتزايد حالات التعاطي، مشيراً إلى أنه في المقابل موضوع الزيادة ليس كما يُصور في وسائل التواصل الاجتماعي بأن هناك انتشاراً واسعاً لتعاطي المخدرات، فهذه الوسائل لا يوجد فيها مصداقية ولا مرجعية لها فيما تنشره لأنها تعتمد على معلومات غير دقيقة.
وأضاف: إدارة مكافحة المخدرات دائماً تصدر إحصائيات حول عدد قضايا المخدرات والكميات التي تم ضبطها، وبالتالي هي المرجع في هذا الموضوع وليس صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد جريج أنه بعدما تم تحرير الكثير من المناطق تم لحظ أن هناك تناقصاً في موضوع تعاطي المخدرات، مشيراً إلى أن المناطق التي فيها انتشار للإرهابيين ينشط فيها تعاطي المخدرات باعتبار أن هناك علاقة بين تجار المخدرات والإرهابيين، فالتجار يبحثون عن حام لهم لترويج كميات المخدرات والإرهابيون يبحثون عن الأموال التي يمكن تحصيلها من تجار المخدرات لتمويل أعمالهم وبالتالي فالمصالح متفقة بين تجار المخدرات والإرهابيين.
جريج أشار إلى أن فئة الشباب هي دائماً المستهدفة في مسألة تعاطي المخدرات وخصوصاً ما بين 15 إلى 25 سنة، مشيراً إلى أن هناك عدة عوامل من الممكن أن ينجر بسببها الشاب إلى تعاطي المخدرات، منها التفكك الأسري والعوامل النفسية والاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى تاريخ الأسرة في التعاطي أيضاً ورفاق السوء.
وأكد جريج أن القانون اعتبر أن المتعاطي هو مريض وأنه بإمكانه أن يراجع المصح مباشرة لمعالجته من دون أن يتم تحريك دعوى الحق العام بحقه، وهناك الكثير من الأشخاص يجهلون ذلك.
وأكد العميد جريج أن سورية ما زالت بلد عبور بحكم موقعها الجغرافي وهي بعيدة كل البعد عن زراعة وصناعة المخدرات.
إستراتيجية للحد من المخدرات
وأشار العميد جريج إلى أن سورية عضو فعال في جميع المكاتب والهيئات الدولية المتخصصة في مكافحة المخدرات وأهمها مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة والهيئة الدولية للرقابة على المخدرات، منوهاً بأن التعاون الدولي قائم وآخرها مشاركة سورية في العملية الدولية لمكافحة الاتجار بالمخدرات التي أطلقت في دولة الإمارات العربية المتحدة منتصف الشهر الحالي والتي نظمها مكتب الإنتربول، وبمشاركة 19 دولة من أنحاء العالم.
ولفت إلى أن الإستراتيجية المطبقة في سورية للحد من انتشار آفة المخدرات تعتمد على سياستين: خفض الطلب ومكافحة العرض، فالأول يعتمد على موضوع التوعية والمعالجة المنوط بوزارة الصحة وكذلك التأهيل المنوط بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بينما الثاني يعتمد على الضبطيات والمصادرات وكذلك الاتفاقيات الدولية وقانون مكافحة المخدرات الذي تصل العقوبة في بعض الجرائم إلى الإعدام منها صناعة وزراعة المخدرات.
معالجة إذاعات البحث
وفيما يتعلق بموضوع إذاعات البحث بين جريج أن هذا الموضوع تم ضبطه وأن إذاعة البحث أصبحت مقرونة بالموافقة القضائية، كاشفاً أن وزير الداخلية أصدر مؤخراً تعميماً شدد فيه على أن تتم إذاعة البحث بناء على الرقم الوطني.
ولفت إلى أن إذاعة البحث لا تتم بناء عن ذكر اسم الشخص أثناء التحقيق مع شخص آخر فقط بل لابد أن يكون هناك عدة أدلة أخرى تؤكد أنه الشخص المقصود، مشيراً إلى أنه يوجد مرحلتان لمعالجة إذاعة البحث: الأولى إما أن يراجع القضاء للحصول على كتاب يتم بموجبه كف البحث عنه، في حين الطريقة الثانية هو أن يسلم الشخص نفسه للجهة التي طلبته التي بدورها تعرض ملفه على القضاء، وبالتالي فإن معالجة إذاعات البحث تتم حصراً عبر القضاء.
وشدد على ضرورة التوعية وأن يكون هناك مستوى من الوعي والدراية والثقافة حول هذه الآفة وخطورتها، مؤكداً أن موضوع معالجة المخدرات لا يناط فقط بإدارة مكافحة المخدرات بل يبدأ أيضاً من الفرد ذاته ومن ثم مسؤولية المجتمع بكامله في الحد من هذه الآفة.
بالأرقام
وحسب إحصائيات إدارة مكافحة المخدرات التي حصلت عليها «الوطن» بلغت كمية الحشيش المخدر الذي تم ضبطه في العام الحالي حوالي 1,4 طن وأكثر من 6,4 ملايين حبة كبتاغون وأكثر من 95 ألف حبة دوائية نفسية.
وسجلت الإحصائيات ضبط أكثر من 6,2 كيلوغرامات من الهيروئين و13 غراماً من الكوكائين و2,2 كيلوغرام من بذور القنب الهندي وأكثر من 23,7 كيلوغراماً من ميتا إمفيتامين.
وفي العام الماضي سجلت الإحصائيات ضبط أكثر من 4,1 أطنان من الحشيش المخدر وأكثر من 15,3 مليون حبة كبتاغون وأكثر من 4,6 كيلوغرامات من الهروئين و270862 حبة دوائية نفسية و340 غراماً من الكوكائين في حين سجلت الإحصائيات 113,2 كيلو غراماً من بذور القنب الهندي و6,6 كيلوغرامات من الأمفيتامين و329 غراماً من ميتا إمفيتامين.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن