آخر الأخبار
الرئيسية » تربية وتعليم وإعلام » أبحاث كلية الإعلام بين الواقع والصورة

أبحاث كلية الإعلام بين الواقع والصورة

 غصون سليمان :

في معركة الوعي ثمة تفاصيل كثيرة تخترق جدار الحقيقة، تضيء هنا وتخمد هناك، لكن الدخان يبقى عالقا في مكان وزاوية معينة ،ما يثير جدلا مهما كان صغيرا .
ولطالما المكاشفة بفعلها الإيجابي او السلبي هي نوع من الإتقان وجزء مهم من انعكاس صورة الواقع ،فإن للإعلام بوسائله المختلفة الباع الأكبر في التنوير والتعمية على السواء .
ففي وجبة العروض الدسمة التي قدمتها ورشة عمل جامعة دمشق للبحث العلمي مؤخرا ،وحملت عنوان نحو تشاركية بحثية تطبيقية، كان لكلية الإعلام حضورها الخاص من خلال فن وتقنية عرض الدكتورة نهلة عيسى نائب عميد كلية الإعلام والتي بدأت بعتبها الكبير على وزارة الإعلام لأنها لم تتقدم بمشاريع بحثية، رغم ان خبرة السنوات العشر من الحرب العدوانية أثبتت أن الإعلام كان بمثابة طلعة الطيران الأولى التي مهدت لكل الخراب الذي نعيشه لغاية اللحظة ،
كما أثبتت أن إعلامنا الوطني رغم كل الجهود التي بذلها وقدمها وهي موضع تقدير واحترام،إلا أنه يعاني مشكلات بنيوية ،وتحتاج الى حلول سريعة وعاجلة لردم الفجوة بينه وبين الشعب السوري .
وذكرت عيسى أن العمر البحثي لكلية الإعلام ليس طويلا ،فقد كان قسما في كلية الآداب عام ١٩٨٤ ونعتز بذلك مع الوفاء للرحم الأول.
ولكن منذ العام ٢٠١٠ أصبحت كلية الإعلام مستقلة وأول رسالة ماجستير انجزت فيها كانت عام ٢٠١١،وأول رسالة دكتوراه نوقشت كانت عام ٢٠٢٠،فعلى مدى عشر سنوات استطاع طلاب الكلية انجاز أكثر من خمسين رسالة بحث ماجستير ودكتوراه، استهدفت كل مايتعلق بالعملية الاتصالية ،فيما يعني المرسل والرسالة والمستقبل،مايعكس نشاط وتفاعل هذه الكلية مسؤولين وطلابا من خلال أقسامها الأربعة؛ قسم الصحافة والنشر ،الإذاعة والتلفزيون،العلاقات العامة والإعلان، والقسم الرابع الذي تتميز به كلية الإعلام عن جميع الكليات في الوطن العربي والاقليم عامة بأن لديها قسما للاعلام الجديد”الاعلام الالكتروني “.

71.jpg

وبينت عيسى ان البحوث في كلية الإعلام تتداخل مع بعضها البعض لأن التميز في الرسائل يكون بناء على الوسيلة التي تحدد هذا التمايز وان كان العنوان واحدا ،رغم أن هناك بعض الأقسام لديها موضوعاتها الخاصة بها فيما عملها يتداخل مع جميع وزارات ومؤسسات الدولة ،لأن الإعلام هو الحامل الرئيسي لكل الانشطة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في عصرنا الراهن ،ماجعل من محاور الأبحاث متشابكة مع جميع الوزارات والجهات المعنية كما ذكر آنفا.
وقالت الدكتورة عيسى بأن الاعلام هو جزء هام وأصيل من عمل جميع المؤسسات العامة والخاصة ،وبدون حضور الإعلام الآن فكأنه لاشيء يحدث ،
فما تعرضه تلك الوسائل أصبح أثرا ودليلا على الحدوث ،ومالا تعرضه وما تحجب عنه الكاميرات والأقلام هو ليس موجودا حتى ولو كان حربا عالمية .
ولعل الخلل الكبير الذي مازلنا نعاني منه كمجتمع سوري أنه مايزال ينظر إلى الإعلام نظرة متواضعة والحقيقة انه لم يعد بهذا الوصف ،بل أصبح هو السيد، والعلاقة بينه وبين عالم السياسة علاقة تزاوج وعلاقة مصلحة، وعلاقة توريط أحيانا ،إذ غالبا مايورط الإعلام السياسة ،وماسمي بالربيع العربي كان طرفا أساسيا ورئيسا في تشكيل الصورة الذهنية ،وأحيانا توريط دول فيما سمي ربيع الخراب الذي نعيشه .
وحول المحاور البحثية التي عملت عليها كلية الإعلام فقد تناولت تأثيرات وسائل الاعلام المختلفة على الجمهور باعتبار التأثير من أهم عناصر العملية الاتصالية ،
مصداقية وسائل الاعلام ،لأن المصداقية تحدد حجم التأثير .
الأطر الاخبارية، الأشكال والقوالب التي تقدم بها الرسائل الاعلامية ودورها في عمليتي الاقناع والتأثير .
أيضا الصورة في الإعلام المعاصر ،حيث بتنا في عصرنا الراهن نعيش واقع الصورة وليس صورة الواقع حسب رأي الدكتورة عيسى ،فكل مانعتبره حقائق واقعية ،هو في الحقيقة حقائق تلفزيونية لايمكن دحضها ولانفيها أو الاتيان بغيرها ،مايعني ان كل مانتعامل معه باعتباره واقعة ،هو واقع مصنوع فائق الواقعية ،ماجعل الواقع الطبيعي ينسب الى واقع الصورة.
كما تم العمل على الحملات الاعلانية والإعلامية، والمسؤولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات العامة والخاصة وهو فن مايزال جنينا وليدا في سورية للأسف،رغم دوره الكبير في الاقتصاد العالمي ،داعية في هذا السياق إلى وجوب أن تنتبه له جميع مؤسساتنا خاصة في عملية التسويق ،والتسويق هنا لايقتصر على المهام والضرورات التجارية ،وإنما تسويق الصورة الذهنية عن سورية ،مؤسساتها،شركاتها،تراثها المادي واللامادي .إضافة إلى إنجاز محاور بحثية عديدة تتعلق بالإعلام الجديد وتأثيراته الاجتماعية والسياسية ،حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الواقع الأهم في عمليات التفاعل الاجتماعي والسياسي وحتى الدبلوماسي، حسب تأكيد نائب عميد كلية الإعلام.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

محمد عفيف… مدرسة في الإعلام المتجدّد

        رنا الساحلي * العلاقات الإعلامية مثلها كمثل هيكلية «حزب الله» التنظيمية المدنية والعسكرية. إن استهدف كبيرها وقائدها، يُستكمل العمل، فالفريق كله ...