خلصت أبحاث أجرتها كلية الهندسة الزراعية في جامعة دمشق إلى أن استخدام الفيرمي كمبوست أو ما يعرف “السماد الدودي” بعمليات زراعة المحاصيل يقلل بصورة ملموسة من استهلاك مياه الري، ويسهم في تخفيض تكاليف الإنتاج.
وبينت الدكتورة في الهندسة الزراعية إسراء البوش، المشرفة على إعداد البحوث والمدرسة في قسم المحاصيل الحقلية بالكلية لـ سانا أن الاستخدام المنتظم للفيرمي كمبوست بنسب معينة يزيد مقاومة النبات للآفات، ويقلل نمو الأعشاب الضارة، ويسرع معدلات إنبات البذور ونمو وتطور الشتلات السريع، ما يسهم في زيادة إنتاج محاصيل الحبوب والبقول.
وأوضحت الدكتورة البوش أن استخدام الفيرمي كمبوست يطور الممارسات الزراعية السليمة عن طريق تجديد آليات التسميد، حيث يسهم بمضاعفة المردودية، وزيادة خصوبة الأراضي، وتحسن خواص النباتات وسهولة امتصاصها للعناصر الغذائية.
وتتمثل فوائد استخدام هذا السماد وفقاً للبوش في أنه يعتمد على الأكسدة الحيوية للمخلفات الزراعية بمشاركة الديدان الأرضية والكائنات الحية الدقيقة، حيث تقوم الديدان بالتغذية على المخلفات في ظل توفر الظروف المناسبة، بينما تعمل الكائنات الحية على طحن وتحليل المواد العضوية وتغيير تركيبها الفيزيائي والكيميائي، ما يحول تدريجياً نسبة الكربون في التربة إلى نيتروجين، لنحصل على نسيج رخوي في التربة قادر على الاحتفاظ بالماء، ويحتوي العناصر الغذائية الكبرى والصغرى القابلة للامتصاص من النبات.
وأشارت الدكتورة البوش إلى أن الأبحاث الثلاثة حول السماد الدودي نفذت في مزرعة أبي جرش بكلية الهندسة الزراعية خلال أعوام 2022، 2023، 2024، شارك الأول منها في المؤتمر العلمي 14 للهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، وشرح كفاءة هذا السماد ومستخلص الأعشاب البحرية في زيادة تحمل بذور الذرة الصفراء الهجينة للإجهاد المائي، ونتائج استخدامه في زيادة ارتفاع النبات ومساحته الورقية، وفي عدد الحبوب بالعرنوس ووزنها، فضلاً عن تحسين قدرة المحصول على تحمل الجفاف وإنتاج غلة جيدة.
أما البحث الثاني وفقاً للبوش فحمل عنوان تقييم التباين الوراثي لبعض أصناف العدس السوري تحت تأثير إضافة الفيرمي كمبوست، وبينت نتائجه الفروقات بين استخدام السمادين المعدني والدودي، حيث أوصت الدراسة بزراعة صنف إدلب مع تسميده بالفيرمي كمبوست بعد إجراء تحليل التربة ضمن نسب محددة.
أما البحث الثالث فحمل عنوان دراسة علاقات الارتباط المظهري للبيقية “محصول علفي” تحت تأثير الفيرمي كمبوست، حيث بينت الدكتورة البوش أنه خلص إلى أن استخدام هذا السماد أدى إلى تحسن ملحوظ في معظم الصفات المدروسة، عدا صفتي ارتفاع النبات والمجموع الخضري.
وتشجع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” المزارعين في سورية على استخدام سماد الفيرمي كمبوست كإحدى الممارسات الزراعية الذكية مناخياً للتكيف عبر تطوير أسمدة صديقة للبيئة، حيث يواجه المزارعون تحديات كبيرة، وخاصة من ذوي الحيازات الصغيرة والذين يعانون بالفعل من تراكمات تأثير الحرب على سورية، كارتفاع أسعار المدخلات الزراعية ومحدودية توفرها وندرة المياه وتدمير البنية التحتية الزراعية وغيرها.
سيرياهوم نيوز 2_سانا