آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » أبو دبّاح زرقاء اليمامة ..!

أبو دبّاح زرقاء اليمامة ..!

سلمان عيسى
لم يتمكن أبو دبّاح من الصمود طويلاً أمام تحذيرات زوجته التي ضاقت ذرعاً بانتقاده اللاذع للمختار والجمعية الفلاحية، إذ سرعان ما أزال «اللصاقة» التي وضعتها الأخت أم دبّاح على فمه، وهي تردد «جوزي وأعرف أن لسانه طويل، ولا يوفر كلمة مثل المنشار، عالطالعة والنازلة».
بعد أن أزال اللصاقة، أخذ نفساً عميقاً، وصاح: «الله يستر»، اعتقد أن الكثيرين سمعوا، أو شاهدوا شيئاً لم يره غيره، وكأنه زرقاء اليمامة، ثم ردد «الله يستر»، استنفر الجالسون معه وسألوه: ماذا ترى، ولماذا كل هذا الخوف الطالع من عينيك؟!
قال: أرى أطناناً من سماد اليوريا قادمة إلينا، وهي مخصصة لمحصول القمح، «أكداس فوق أكداس»، وأرى صهاريج محملة بالمازوت متجهة إلى الحقول والآبار لتشغيل المحركات وسقاية القمح، أرى الكهرباء تنير الحقول، وتشغل الآبار التي لا تعمل على الديزل.. صاح الجميع: أسعد الله بشائرك، فقد جلبت لنا ما نحب أن نراه، ونحب أن نسمعه أيضاً!
وحدهما رئيس الجمعية الفلاحية والمختار بقيا صامتين، وبعد أن طلب الحضور سماع رأيه قال رئيس الجمعية بكثير من الحزن والأسى: لعن الله الحصار و«سيزر»، تصوروا أن محافظة حماة مثلاً مازالت تحتاج إلى خمسة آلاف طن من سماد اليوريا من أجل القمح فقط، وهي تحتاج أيضاً ومن أجل القمح تسعة عشر مليون ليتر من المازوت لم يصل منها إلا مليون واحد فقط، أما الكهرباء فإن استخدامها قليل في إدارة محركات السقاية.
صمت الجميع، وأعاد أبو دبّاح اللصاقة على فمه، بعد أن تمتم ببعض كلمات، سمع منها «سيزر وزوجتي يحاصرانني)!.
(سيرياهوم نيوز-تشرين18-3-2021)
x

‎قد يُعجبك أيضاً

آن الآوان لتعديل قانون الانتخابات؟

  علي عبود للمرة الأولى يفعلها مجلس الشعب ويقترح فقدان عضوية ثلاثة فائزين بالدور التشريعي الرابع لفقدانهم أحد شروط العضوية في المجلس، وهو حملهم لجنسية ...