حديث الشارع التركي هذه الأيام ومنصاته التواصلية وصحافته يركز على الخطوة الذكية التي قررها الرئيس رجب طيب أردوغان تجاه مدينة صغيرة صوّتت في مناطق الزلزال لخصمه السياسي في الانتخابات الأخيرة وبنسبة “80%” لأن غالبية مكوناتها من التعبيرات العلمانية واليسارية.
رغم ذلك أصدر أردوغان أمرا تنفيذيا سريعا يقضي بأن يتم تجهيز وافتتاح مستشفى جديد يخدم البلدة وبأسرع وقت ممكن على أن يتم الإفتتاح قبل يوم 28 من الشهر الجاري.
تلك الخطوة هي حديث الشارع التركي تماما خصوصا وأن انتقادات واسعة ومثيرة برزت للناخبين الأتراك في مناطق الزلزال الذين قرّروا التصويت لأردوغان.
وأعنت وزارة الصحة أنها تجاوبت فورا مع أوامر الرئيس وزوّدت المستشفى بكافة الأجهزة الطبية المطلوبة فيما تم تشطيب المرافق وبسرعة، الأمر الذي يعبر عن ذكاء في خطاب حملة الرئيس أردوغان يقال أنها صدمت خصومه وسط تقلّبات الاستعداد للجولة التالية من الانتخابات والمقررة بعد غد الأحد.
وطبعا من يزور أنقرة وإسطنبول هذه الأيام يدرك بأن الجميع في حالة ترقب وسط قناعة شبة مرجحة بأن فرصة المعارضة في الفوز ضعفت إلى حد بعيد والانطباع بأن الجولة الثانية وبالرغم من الوضع المعيشي الصعب وتراجع سعر الليرة إلى معدلات قياسية شبه محسومة لصالح الرئيس أردوغان بعدما حسم تحالف الجمهور الذي يقوده بوضوح انتخابات المجلس البرلماني بأغلبية 322 مقعدا مقابل أقل من 200 مقعدا لتحالف الأمة المعاكس.
وفيما تزين لافتات ضخمة لصالح المرشح أردوغان شوارع المدن الكبرى ورفعت فعلا في وقت قياسي لاحظ المتابعون أن لافتات وصور مرشح المعارضة لانتخابات الرئاسة نفسها القديمة ولم تخضع لأي تجديد وسط حتى قناعة الأوساط الدبلوماسية بأن أردوغان استثمر جيدا في الديمقراطية التركية واستفاد جدا من “أخطاء الخطابات” العنصرية التي تبناها رموز في الحملة المخاصمة بعد الجولة الأولى.
ويبدو عموما أن حملة أردوغان تشتغل بهدوء شديد ونعومة فيما قررت حملة خصمه كمال كليتشدار أوغلو مساء الأربعاء ولإنعاش الفرصة والتذكير توجيه عشرات أو مئات من حافلات الدعاية الإنتخابية التي تصاحبها موسيقى صاخبة تبدد صمت الشوارع في الأسلوب المستحدث للترويج والدعاية بين جولتي الإنتخاب.
ويشعر حتى زوار أزمير واسطنبول وانقرة بتلك الحافلات المتوسطة التي تحمل سائقا وراكبا واحدا لكنها تطلق العنان لأناشيد وطنية وخطابات انتخابية بصوت مرتفع جدا وصاخب.
ويتوقع المراقبون المحليون تراجع نسبة التصويت في الجولة الثانية بحدود ما بين 5-7% عن عدد المصوتين في الجولة الأولى وقالت استطلاعات محلية انها تتوقع زخما إنتخابيا أقل بنسبة لا تقل عن 5% والسبب تراجع عدد المتحمسين جدا لصالح مرشح المعارضة وموقف محموعة سنان أوغان المنقسمة.
ويعتقد أن مجاميع التصويت لأردوغان ستذهب للصناديق بنفس الزخم وبحماس أكبر بسبب طبيعة تصريحات وتهديدات قادة أركان كيليتشدار أوغلو مع الأخذ بالإعتبار أن نسبة لا يستهان بها وتقدر ب3% قد تعيد التصويت لصالح أردوغان.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم