ناصر النجار
تنطلق يوم غد مباريات الأسبوع العاشر من ذهاب الدوري الكروي الممتاز وهي المرحلة ما قبل الأخيرة من نهاية الذهاب.
الكثير من الأحداث التي حصلت هذا الأسبوع المتعلقة بالدوري والمباريات وما فيها من تفاصيل ساخنة، وفي أهمها الاجتماع الذي عقده رئيس الاتحاد الرياضي العام ودعا إليه رؤساء أندية الدرجة الممتازة بكرة القدم وأندية الدرجة الأولى بكرة السلة.
والغاية من الاجتماع ردم الهوة الحاصلة بين فرق الدوري وبين اتحادي القدم والسلة نظراً للحساسية المفرطة التي أفرزتها المباريات ونظراً لتباين وجهات النظر بين كل الأطراف.
الاجتماع في عنوانه العريض كان ودياً إلا أن المناقشات كانت حادة وكل طرف يغني على ليلاه!
المسألة الأولى كانت التحكيم والقرار التحكيمي، والمسألة الثانية كانت العقوبات والغرامات المالية التي تصدر عن لجنة الانضباط والأخلاق.
المناقشات كانت حادة ولم يتوصل أي أحد من الأطراف إلى حل مقبول، والجميع يدفع الكرة باتجاه الآخر، فالأندية تريد تحكيماً بلا أخطاء ودورياً بلا عقوبات، واتحادا القدم والسلة يعرفان أن هذا من المستحيلات ولا يمكن لأحد في العالم أن يتقبله أو أن يصل إليه، فمن الجنون أن تلغى العقوبات في المنافسات الرياضية ومن غير المنطق أن نصل إلى تحكيم خال من الأخطاء، لذلك من الصعوبة أن تلتقي الأطراف وأن يصلوا إلى حل مقبول لأن الفكر الذي يحمله كل طرف مغاير لفكر الآخر وعلى ضوء ذلك خرج الجميع من الاجتماع كما دخلوا، كل طرف لم يحقق ما يريد، لكن رئيس الاتحاد الرياضي العام شدد على مسائل مهمة في طليعتها أن رئيس النادي «أي ناد» لا يحق له النزول إلى أرض الملعب، وإذا خالف رئيس النادي فنزل إلى أرض الملعب فيعامل معاملة الإداري، أي إن أي عقوبة تصدر بحق أي رئيس ناد يخالف تعليمات المباريات هي عقوبة شرعية على غير ما يروج له بعض الجهلاء من عدم جواز معاقبة رؤساء الأندية مع العلم أن النظام الداخلي لاتحاد كرة القدم لم يمنح رؤساء الأندية الحصانة.
المشكلة المطروحة اليوم أن رئيس نادي الحرية اتهم اتحاد كرة القدم بالفساد واتهم الحكم بتلقي رشوة، وهذا سيعرضه للعقوبات إن لم يقدم الدليل على هذه الاتهامات.
أما رئيس نادي الساحل الذي قرر الانسحاب من الدوري من أجل إلغاء هدف لفريقه بلقاء الطليعة، تبين لجميع المراقبين ومحللي التحكيم أن قرار الحكم بإلغاء الهدف كان صحيحاً ولا غبار عليه، وهذا ما يؤكد ضبابية الرؤية التي بنى عليها رئيس نادي الساحل قراره بالانسحاب من الدوري.
الأحكام المتسرعة كلفت الناديين عقوبات كانا بغنى عنها ولو أنهما فكرا بهدوء وحكمة لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه من تشنج وأخطاء وعصبية.
الكثير من المراقبين عللوا ما حصل من تطورات أنها كانت بسبب وضع الفريقين المتدهور على سلم الترتيب فأرادا إحداث ضجة لتحويل الأنظار عن الواقع السيئ للفريقين إلى مكان آخر وهو اتحاد الكرة ولجانه وحكامه.
وإذا كان نادي الحرية خسر مباراة بظلم تحكيمي فقد خسر قبلها ثماني مباريات والمشكلة أن الأندية تنظر إلى أخطاء الحكام فقط، ولا ترى أخطاء فريقها الكثيرة وهذا يدل على قصر في الثقافة الكروية وضعف في تحليل الأداء، الحكم قد يخطئ في صافرة أو اثنتين، لكن اللاعب قد يضيع عشر فرص في مباراة واحدة ولا نجد هنا وجهاً للمقارنة.
أما موضوع العقوبات الانضباطية والغرامات المالية فهو أمر لا مفر منه، فأي مخالفة يجب أن تواجه بعقوبة مناسبة، ولا حجة لأي ناد عندما يعاقب أحد لاعبيه بأن النادي تكلف على هذا اللاعب عشرات الملايين ثم يحرم من جهوده، والمشكلة هنا ليست بالقرار الانضباطي، إنما باللاعب المخالف وبطبيعة العلاقة بين اللاعب وإدارة ناديه.
وحول عقوبات الجمهور فإن المحرك الرئيس لهذه الجماهير كما تبين للجميع هي كوادر الأندية واللاعبين، فالشرارة الأولى تصدر من إداري أو مدرب أو لاعب لتنتقل إلى المدرجات، ما يمارسه البعض على أرض الملعب من ضغوط على الحكم ينقلب على الفريق عقوبات وبعضها شديدة بسبب هذه المخالفات الممارسة، وفي النظر إلى مجمل العقوبات نجد أن أغلبها صدرت على الكوادر الإدارية والفنية واللاعبين.
بالمحصلة العامة يجب أن يحتكم الجميع إلى القانون وأن يهتم كل باختصاصه، بدءاً من رئيس النادي إلى الإداري والمدرب واللاعب، وعدم الخوض بأمور خارج الاختصاص، وكذلك بقية مفاصل اللعبة، كرة القدم لعبة جماعية، وتطورها وارتقاء مستواها ونجاح مسابقاتها يتحقق من خلال تعاون الجميع وليس من خلال تناحرهم وتقاذف المسؤوليات.
تطورات فنية
من التطورات الفنية التي خلفتها مباريات الأسبوع التاسع استقالة مدرب الوحدة حسام السيد، الإدارة قبلت الاستقالة، وتم تعيين محمد اسطنبلي، والوحدة لم يحقق المطلوب حتى الآن وهو في المركز ما قبل الأخير من الدوري ولم يحقق إلا فوزاً واحداً كان على الوثبة مقابل أربعة تعادلات ومثلها خسارات.
والجيش على الشاكلة ذاتها بعد أن قدم الكادر الإداري والفني استقالتهما بعد الخسارة أمام الفتوة يوم الاثنين بهدف، لكن رأت الإدارة أن يتابع المستقيلون عملهم حتى نهاية الذهاب وبعدها لكل حادث حديث.
مباراة القمة
قمة مباريات هذا الأسبوع سيشهدها ملعب الجلاء بين الفتوة وجبلة، المتصدر مع الوصيف وجهاً لوجه والفارق بينهما خمس نقاط لمصلحة الفتوة الذي يريد الابتعاد أكثر والانفراد بالصدارة، ومن الطبيعي أن يكون مسعى الضيف للفوز لتقليص الفارق إلى نقطتين، ووقتها سيشتعل الدوري ويصبح أكثر إثارة وتشويقاً من ذي قبل.
العرض الذي قدمه الفتوة أمام الجيش لم يكن مرضياً بل إن البعض يميل إلى أن فوزه كان بفعل الحظ وأن الجيش طالب بركلتي جزاء ولولا خطأ حارس الجيش لما فاز الفتوة، على العموم قد يكون الفتوة يملك بعض الأعذار في هذه المباراة لكونه متعباً من رحلة عمان ومنهكاً نفسياً بعد خروجه من البطولة الآسيوية صفر اليدين، لكنه يجب أن يكون مقنعاً بمباراة جبلة لأنها الامتحان الأهم لقدرات الفريق وكوادره ولأن المباراة تساوي بطولة بحد ذاتها.
جبلة يسير الهوينى ولا يستعجل الخطوات وهو ماهر على أرضه، لكنه خارجها غير ذلك، بدليل أنه أخفق في المباريات التي لعبها خارج أرضه كالتعادل مع أهلي حلب ومع الوثبة والخسارة أمام الجيش، جبلة لعب ست مباريات على أرضه ونال أغلب نقاطه على أرضه، ويدرك أن لقاء اليوم صعب جداً مثلما لقاؤه الأخير مع حطين، لذلك فإن مصير جبلة من المنافسة سيتحدد بلقاء الفتوة بصورة مباشرة، وهذا ما يدركه مدرب الفريق عمار الشمالي الذي يعرف كل خبايا نادي الفتوة ومن أين تؤكل الكتف كونه عاصر الفريق في الموسم الماضي، المهم لدى جبلة أن يحافظ على الفارق على أقل تقدير وألا يبتعد الفتوة كثيراً، والفوز مطلبه والمقارنة قد لا تكون صحيحة على الورق لأن لكل مباراة ظروفها وتفاصيلها المحيطة.
حطين يستقبل الوثبة في مباراة مهمة لكل منهما تندرج تحت بند التعويض، فكلاهما تعثر في المباريات الثلاث السابقة، وآن أوان تصحيح المسيرة، حطين يطمح بالعودة إلى وصافة الدوري والوثبة يسعى لاستعادة مكانته بين كبار الدوري، قد يكون حطين بوضع أفضل على ملعبه وبين جمهوره ولكن الوثبة لن يكون سهل المنال، والمباراة بجعبة حطين والتعادل وارد.
الطليعة بعد انتصارات متتالية يحل ضيفاً على أهلي حلب في مباراة قوية، من الطبيعي أن يكون طموح الفريقين الفوز وخصوصاً صاحب الأرض الذي يحتاج إلى تضميد جروحه النازفة جراء سقطته الآسيوية وسقطاته في مباريات الدوري، لم يتغير شيء في أهلي حلب بعد تبديل المدرب فكل شيء على حاله، سواء بالتشكيلة أم أسلوب اللعب، المباراة متباينة الأهداف لكنها متكافئة التفاصيل وقد يستعيد فيها أهلي حلب شيئاً من هيبته.
في حمص لقاء قوي بين كبيرين، الكرامة يستقبل تشرين على أمل استمرار نتائجه الإيجابية، الفريقان يشبه بعضهما بعضاً لدرجة قريبة، والأداء الجيد يغلب على نتائجهما، لذلك سيحاول الفريقان تحقيق المعادلة المطلوبة، الفوز قريب من الفريقين وكذلك التعادل، والمطلوب مباراة جميلة ونظيفة ترضي أذواق المتابعين.
الجيش يحل على الساحل ضيفاً في مباراة صعبة على الفريقين فكلاهما يحاول تجاوز أذى الخسارتين السابقتين بفوز يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، على الورق الجيش أفضل، لكن هل يجسد لاعبو الجيش أفضليتهم على أرض الملعب.
قمة المؤخرة تجمع الوحدة مع الحرية ومن المؤسف أن نقول كلاماً كهذا عن فريقين لهما تاريخ وإنجازات وبطولات ويملكان المنشآت العملاقة والاستثمار الجيد، الحرية أقلع بمباراة حطين ونال أول نقطة له في الدوري ويطمح للمزيد، والوحدة يريد تعويض ما فات بفوز سيكون بمتناول اليد إن أحسن الفريق التعامل مع المباراة والمباراة يوم السبت على ملعب الفيحاء.
من ذاكرة الوطن
الفتوة مع جبلة في الموسم الماضي فاز الفتوة ذهاباً بهدف باسل مصطفى وتعادلا في الإياب بهدف لمثله، سجل للفتوة سعد أحمد ولجبلة محمود البحر من ركلة جزاء.
فاز أهلي حلب بذهاب الموسم الماضي على الطليعة 3/2 سجل أوكيكي هدفين الثاني من ركلة جزاء وسجل مصطفى الشيخ يوسف الهدف الثالث وسجل للطليعة خالد دينار ومحمد زينو من جزاء، وفي الإياب تعادلا بلا أهداف.
تشرين والكرامة تعادلا في الموسم الماضي باللقاءين بلا أهداف.
في ذهاب الموسم الماضي فاز الوثبة على حطين بهدفين سجلهما أنس بوطة ومحمد قلفاط، وتعادلا في الإياب بلا أهداف.
الجيش تفوق على الساحل مرتين في موسم 2020-2021، ففي الذهاب فاز بهدف مؤمن ناجي وفي الإياب فاز 5/1، سجل محمد الواكد ثلاثة أهداف وأحمد رجب وعمر سعد الدين وللساحل عبد الكريم حسن بالموسم نفسه تفوق الوحدة على الحرية في المباراتين 1/صفر، سجل في الذهاب عدي جفال وفي الإياب عبد الهادي شلحة.
سيرياهوم نيوز1-الوطن