تُعتبر الندبات، سواء كانت ناتجة عن حب الشباب، جروح، أو عمليات جراحية، من المشكلات الجلدية التي تؤثر بشكل كبير على نضارة البشرة وثقة المرأة بنفسها. ومع تطور الطب التجميلي، لم يعد التخلص من هذه الآثار حلمًا بعيد المنال، بل أصبح ممكنًا بفضل مجموعة من التقنيات المتقدمة مثل المايكرونيدلنغ، الليزر، والبلازما الغنية بالصفيحات. في هذا المقال، نقدم لكِ نظرة شاملة على أبرز طرق علاج الندبات وكيفية اختيار العلاج الأنسب لنوع بشرتكِ وندباتكِ.
ما هي الندبات؟
الندبة هي نتيجة طبيعية لعملية شفاء الجلد بعد التعرض لأي إصابة، سواء كانت جرحًا، حرقًا، أو التهابًا. عند تعرض الجلد للضرر، يبدأ الجسم بإنتاج نسيج ليفي جديد يتكون أساسًا من بروتين الكولاجين، لكنه يختلف في تركيبه عن نسيج الجلد الطبيعي، مما يؤثر على مرونة البشرة ويجعل الندبة واضحة. تختلف أنواع الندبات بين المتضخمة، الكلويدية، المتقلصة، وغيرها، ولكل نوع خصائصه التي تحدد طريقة علاجه.
المايكرونيدلنغ: علاج فعال وغير جراحي
يُعرف المايكرونيدلنغ أو “الوخز بالإبر الدقيقة” بأنه إجراء تجميلي يستخدم جهازًا يحتوي على إبر دقيقة تُحدث ثقوبًا صغيرة في الجلد لتحفيز إنتاج الكولاجين وتجديد الأنسجة. هذه التقنية مناسبة لمعالجة ندبات حب الشباب والمسام الواسعة، وتتميز بأمانها وفاعليتها لمعظم أنواع البشرة. يُنصح بالخضوع من 3 إلى 6 جلسات بفواصل شهرية، مع ملاحظة التحسن بعد الجلسة الثانية.
الجراحة التجميلية لعلاج الندبات
تلجأ الجراحة التجميلية في الحالات التي تكون فيها الندبات بارزة جدًا أو تؤثر على حركة العضلات والملامح، أو تسبب إزعاجًا نفسيًا. وتشمل أنواع الندبات التي تُعالج بالجراحة:
الندبات المتضخمة: ندبات مرتفعة تُعالج بتقنيات تسوية وتقليل حجمها جراحيًا.
الندبات الكلويدية: ندبات تمتد خارج حدود الجرح الأصلي، وتحتاج أحيانًا لعلاج جراحي متكامل مع حقن الكورتيزون والليزر.
الندبات المتقلصة: تنجم عادة عن الحروق وتؤثر على مرونة الجلد، حيث تُستخدم الجراحة لتحرير الجلد واستعادة حركته.
ندبات العمليات أو الحوادث المشوهة: تُعاد تشكيل الجلد لإخفاء أثر الندبة بطريقة دقيقة وآمنة.
علاجات تجميلية أخرى للندبات
التقشير بالليزر: يستخدم أشعة ليزر لإزالة الطبقة العليا من الجلد وتحفيز تجدد الخلايا. يوجد نوعان رئيسيان: ليزر الإربيوم المناسب للبشرة الحساسة، وليزر ثاني أكسيد الكربون القوي لعلاج الندبات العميقة. يتطلب العلاج من 3 إلى 5 جلسات مع بعض الاحمرار المؤقت بعد كل جلسة.
تسحيج الجلد: تقنية قديمة تستخدم فرشاة سلكية أو عجلة معدنية لتقشير الطبقة الخارجية من الجلد، تساعد على تحسين مظهر الندبات، لكنها قد تسبب احمرارًا أو تفاوتًا في اللون مؤقتًا.
التقشير الكيميائي: حل أبسط وأكثر لطفًا، حيث يوضع محلول كيميائي على الجلد لتقشير الطبقة العليا تدريجيًا، مما يكشف عن بشرة جديدة أكثر نعومة. عادةً تكفي جلسة واحدة، وقد تحتاج حالات معينة إلى اللجوء لليزر لاحقًا.
نصائح للعناية بعد الجلسات العلاجية
حماية البشرة من الشمس: استخدمي واقيًا شمسيًا بمعامل حماية 50+ بانتظام، خصوصًا بعد الجلسات.
تجنب المكياج: امتنعِ عن وضع المكياج لمدة 48 ساعة بعد الليزر أو المايكرونيدلنغ.
الترطيب المكثف: اختاري كريمات مرطبة خالية من العطور لتهدئة البشرة.
تجنب التقشير الكيميائي: لا تلجئي إلى تقشير كيميائي آخر لمدة أسبوعين على الأقل بعد الجلسة.
بفضل التطورات الحديثة في مجال التجميل، بات بالإمكان اليوم علاج معظم أنواع الندبات بطرق فعالة وآمنة. ومع ذلك، يبقى اختيار التقنية المناسبة يعتمد على نوع الندبة، عمقها، ونوع بشرتك. لذا من الضروري استشارة طبيب جلدية أو تجميل مختص لتقييم الحالة بدقة واقتراح أفضل الحلول التي تحقق لكِ بشرة صحية ومتجانسة تضفي عليكِ جمالًا وثقة بالنفس.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم