- محمد ناصر الدين
- الإثنين 7 كانون الأول 2020
انتصر سلام لقصيدة النثر، وعانى كثيراً مع كوكبة من شعراء السبعينيات في غرسها في البيئة الشعرية المحافظة، فكرّت سلسلة المؤلفات الشعرية التي حرص في فترة صراعه مع المرض وعبر نداء مدوٍّ على صفحته على الفايسبوك على جمعها في «الأعمال الكاملة» ونذكر منها: «وردة الفوضى الجميلة» و«هكذا قلت للهاوية» و«حجر يطفو على الماء» و«هكذا تكلم الكركدن». انحياز سلام للقصيدة النثرية قابله أيضاً تعصبه لأعلى معايير الإبداع في كتابتها، إذ خاف عليها من الاستسهال والتنميط، «فالقصيدة النمطية هي قصيدة الشاعر «المديوكر» (وما أكثرهم!)، قصير التيلة. بائس الخيال والقدرات الشعرية. قصيدة سهلة المنال (بالنسبة إلى الشاعر والقارئ)، قصيرة العمر، بلا إضافة أو إبداع، لكن انتشارها على سطح الحياة الثقافية يوهم برسوخها، فيغوي أصواتاً جديدة كسولة، لتنضم إلى القطيع». برحيل رفعت سلام نفتقد الصوت العذب الذي يخاطب الموت عبر الوردة: «وفي صباح الموت، تزهر وردة من التراب…أقطفها وأمضي». الشاعر الذي أمضى حياته ينظر إلى جهة الشعر، قطف الوردة ومضى.
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)