syriahomenews أخبار سورية الوطن
د.إبراهيم إستنبولي
شنّ بعض السوريين حملة شعواء على الشاعر أدونيس على خلفية زيارته لتركيا للمشاركة في مؤتمر هوميروس الدولي للأدب والفن حيث تم تكريمه هناك ومنح جائزة هوميروس للشعر من قبل حاكم الولاية…
وقد اتهمه البعض بالخيانة من منطلق أن تركيا دولة معتدية ولعبت دورا سلبيا في الأحداث السورية وتحتل أراض سورية…
التعليق
١. أعتقد أنه لم يعد دقيقًا تصنيف أدونيس على أنه مواطن سوري أو عربي الخ… بل يجب التعامل معه على أنه مواطن عالمي أو إنسان معولم وأنّ موطنه الحقيقي بات الشعر والشعر فقط… ولذلك فهو ليس سوريا ولا فرنسيا ولا تركيا أو إيرانيا…
٢. لو أن الندوة الشعرية جرت في نيويورك أو أي مدينة أمريكية أخرى أو في لندن أو باريس أو طهران الخ ولو أن أدونيس كرِّم هناك وتسلّم جائزة أو درعًا – لا أظن أنه كان تعرض لمثل هكذا هجوم وتخوين… الخ علما أن لتلك الدول سياسة عدوانية تجاه سوريا وهي تحتل أراض سورية في نظر هذه الفئة من السوريين أو تلك…
٣. لا يجوز اختصار الوطن في الأزمات الوطنية الكبرى وتقزيمه ليصبح على مقاس وجهة نظر سياسية واحدة…
فهذه روسيا على سبيل المثال انقسمت ذات حقبة إلى حمر وبيض… وبعد سبعين سنة ونيف اكتشفوا أن هؤلاء وأولئك لا يحق لهم احتكار تمثيل روسيا فتصالحوا…
لهذا أعتقد أنه حان الوقت للخروج من زاروب السياسة الضيقة إلى فضاء الثقافة الرحب…
غدا ستتصالح الأنظمة وستتوقف الأصوات المرتفعة والمستعجلة لتخوين هذا أو ذاك…
وأخيرًا: أعتقد أن التاريخ سوف يذكر أدونيس بالإيجاب غالبا ولكنه لن يأتي على ذكر الكثير من الشتامين والغوغاء أيا كانوا وبغض النظر عن حسن النية عند البعض منهم…
(سيرياهوم نيوز1-صفحة الكاتب11-6-2022)
