فادية مجد:
مع ارتفاع أجور المعاينات الطبية، بتنا نرى كثيرين يعتمدون في علاج حالاتهم المرضية على تناول المسكنات، بغية تهدئة وجع أو صداع، ومن شعر بدوخة وأظهرت تحاليله المخبرية أنه يعاني فقر دم أو نقص كلس يلجأ مسرعاً لأقرب صيدلية لشراء الدواء وعلاج نفسه بنفسه.
والسؤال هنا ما هو تأثير تناول بعض الأدوية على صحتنا، والتي اعتدنا أخذها، كالمسكنات والفيتامينات والحديد والزنك والكلس، وهل الأدوية الهرمونية لها مضار، وقد تسبب الإصابة بالأمراض السرطانية، وماذا عن الواقيات الشمسية، وهل ارتفاع عامل الحماية فيها يحقق الحماية القصوى من الشمس، أم هي دعاية تجارية هدفها الربح؟ وما هي الأدوية التي يجب أخذها صباحاً أو مساء..
للإجابة عن تساؤلاتنا تواصلت صحيفة الثورة مع نقيب صيادلة طرطوس الدكتور شادي عيسى، والذي بدأ بالرد على تساؤلاتنا، والبداية من المسكنات فقال: ليس هناك علمياً معالجة لوجع الرأس، لأن وجع الرأس عرض لمرض آخر ، فعند تناول المسكنات نعالج العرض فقط، ويبقى المرض الأساسي من دون علاج، بالإضافة إلى أن استقلاب السيتامول بجسم الإنسان يتم عن طريق الكبد، أما مضادات الالتهاب غير ستيروئيدية فتكون عن طريق الكلى، وهذا يشكل عامل خطر عليهما بالاستخدام العشوائي والطويل والمستمر.
وذكر د.عيسى أنه بالنسبة لبعض الفيتامينات يجوز أن تصرف دون وصفة طبية، وهي مكلفة مادياً، مبيناً أنه في حال زيادة الكمية فإنها تطرح من الجسم، ويفضل استخدامها بعد وجبات الطعام مع شرب كأس ماء كبير مع الحبة مثلاً، وخاصة مع أدوية الكلس لابد من شرب كأس ماء كبيرة بعدها خشية أن تخرش المريء، منوهاً بأن حب الحديد يجب أن يؤخذ بعد طعام الغداء لتجنب تأثيراته الجانبية على المعدة، فيما حبوب الزنك والكالسيوم فيفضل تناولهم صباحاً بعد الطعام لإعطاء المجال كل النهار لتاثيراتها على الخلايا المستهدفة.
وحول الإشاعات التي تطلق عن تأثير المضادات الحيوية في إضعاف المناعة، أفاد بأن المضادات الحيوية إذا وصفت بمحلها يكون تاثيرها سليماً وإيجابياً، أما عند تناولها عشوائياً ومن دون استشارة طبية فإنها تسبب تعود الجراثيم عليها، وهذا موضوع خطير على الصحة العامة وللمستقبل الإنساني، لأن تأثيرات مثل هذه الأدوية يصبح ضعيفاً إلى معدوم.
وبخصوص القطرات العينية لفت د. عيسى إلى أنه يفضل استخدامها خلال ١٥ يوماً من فتحها، لأنها بعد ذلك تصبح مجرثمة، أما علب شراب السعلة، أو الشرابات السائلة فلا يفضل إعادة استخدامها بعد مدة زمنية، وذلك بسبب عوامل الحفظ، ولانفصال بعض المكونات منها، مثل عوامل التحلية التي تتبرغل على الغطاء، بالإضافة لتجرثم المستحضرات.
ورداً على سؤالنا عن الواقيات الشمسية وأنواعها.. وهل ارتفاع درجة عامل الحماية له دور حقيقي في الوقاية من أشعة الشمس أم لا، قال عيسى: هناك نوعان من الواقيات الشمسية (فيزيائية وكيميائية)، وبالتالي عامل الحماية من أشعة الشمس الضارة يختلف بذلك، فالواقيات الفيزيائية تعمل كحاجز يعكس الأشعة فوق البنفسجية من على البشرة، أما الواقيات الكيميائية فتستخدم مواد كيميائية معينة، عادة ما تكون مجموعة قد تشمل الأوكسي بنزون والافوبنزون …الخ، مبيناً أن تحديد نوع الواقي المناسب يكون حسب طبيعة البشرة وزمن التعرض لأشعة الشمس، مشيراً إلى أن لعامل الحماية دوراً كبيراً بالحماية، فكلما ارتفع عامل الحماية كان فعالاً أكثر، ويتحكم بذلك عدة عوامل من لون البشرة والفصل الموجودة به صيفاً أو شتاء أو خريفاً، بالإضافة لطبيعة البشرة- حساسة أو جافة أو دهنية.
وحول المخاوف التي تنتاب السيدات من تناول الأدوية الهرمونية، وارتباط تناولها بالإصابة بالأمراض السرطانية أوضح د.عيسى أن استخدام الأدوية الهورمونية يجب أن يكون برقابة طبية وبإشراف طبيب اختصاصي، وبدراسة متأنية لكل حالة تستوجب وصف ذلك الدواء لها من عدمه ، واكيد الأمراض السرطانية العوامل المؤهبة لها كثيرة وليس تناول الدواء بإشراف طبي مدروس يسبب ذلك .
وختم نقيب صيادلة طرطوس بالقول : الصيدلية هي المكان المثالي لحفظ الادوية لأن الصيدلي هو الخبير بحفظ الادوية ويجب ألا نترك في بيوتنا إلا الادوية الاسعافية والضرورية ، أو ادويتنا المزمنة ، ويجب ان تكون بعيدة عن اشعة الشمس او اي مصدر حراري ، ويفضل وضع البعض بباب البراد وليس بالثلاجة ، وهناك ادوية تحتاج لتبريد دائم مثل الانسولين وبعض ابر الفيتامينات …الخ منوها إلى أنه يجب على مرضانا ألا يترددوا بسؤال الصيدلي عن تخزين أي دواء وسلامته .
(سيرياهوم نيوز 1-الثورة)