آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » أديب قدورة… «فهد» السينما السورية

أديب قدورة… «فهد» السينما السورية

 

 

 

انتقل الممثل الفلسطيني السوري أديب قدورة (1948 ـــ 2025) إلى مثواه الأخير صباح أمس، تاركاً خلفه إرثاً فنياً تنوّع في السينما والمسرح والتلفزيون.

 

ابن الفترة الذهبية للسينما السورية ونهضة الستينيات والسبعينيات، هو أيضاً ابن فلسطين وسوريا الذي غُيِّب عن المشهد كأنه عنصر من عناصر المشهد الثقافي الذي اندثر مع تعصّب وقمع فترة التسعينيات وما بعدها في سوريا.

 

 

أديب قدورة الذي ولد في ترشيحا في فلسطين، وعاش النكبة والهجرة، وتنقّل في حياة المخيمات والشتات الفلسطيني ــــ الذي بدأ في القرن الماضي وما يزال مستمراً إلى يومنا هذا ـــ انتهى به المطاف في حلب حيث درس الفنون الجميلة، وبدأ مسيرته كتشكيلي لديه مرسمه الخاص وكمدرّس لمادة الرسم في بعض الثانويات والإعداديات في حلب.

تحولت مسيرته الفنية مع افتتاح «مسرح الشعب» في حلب على يد المخرج المسرحي حسين الإدلبي.

 

ابن العصر الذهبي ونهضة الستينيات والسبعينيات

 

هناك، بدأ في المسرح كمهندس ديكور ومسؤول أزياء، ولكن ما لبث إلى أن بدأ التمثيل بفضل حضوره وصوته، وأثبت نفسه كممثل بارع على مستوى المشهد في حلب وبعدها على مستوى سوريا والعالم العربي مع مشاركة المسرحية التي كان يعمل عليها مع الإدلبي في «مهرجان دمشق المسرحي» في بداية السبعينيات. وهنا تم اكتشافه من قبل الكثير من المخرجين السوريين والمصريين ومن أهمهم المخرج نبيل المالح الذي قدمه للشاشة الكبيرة عبر بطولة فيلم «الفهد».

 

يعدّ الأخير من أهم الأفلام السورية في عصرها الذهبي، إذ كانت تتصف بالحرية الفكرية والسياسية وحتى الجسدية، فقد شاركته في البطولة الفنانة إغراء. وكان قد قدم الفيلم حكاية مهمة عن صراع الفلاحين والبسطاء مع كل مظاهر السلطة من الاستعمار إلى الإقطاع إلى الدرك والعسكر، إلى جانب صراع الحب والحق ضد القوة والطغيان. وقد منع الفيلم مرات عدة لكثير من الأسباب أهمها الجرأة على جميع الصعد.

 

 

بعد حصول الفيلم على جوائز عربية وعالمية عدة، عُرف قدورة في المشهد الثقافي السوري والعربي وبدأ مسيرة النجومية عبر المشاركة في الكثير من الأفلام المهمة التي صاغت المشهد السينمائي في تلك المرحلة وناقشت وطرحت الكثير من القضايا والأسئلة بحرية ورؤى مثقفي تلك المدة، بعيداً من أيديولوجيات الرقابة، مثل فيلم «وجه آخر للحب» للمخرج محمد شاهين، وفيلم «بقايا صور» للروائي حنا مينة والمخرج نبيل المالح، وفيلم «غوار جيمس بوند» مع دريد لحام ونهاد قلعي والمخرج نبيل المالح، والفيلم السوري ــ المصري «العالم سنة 2000» للمخرج أحمد فؤاد.

 

بعدها خفت نجم قدورة، وتم إقصاؤه بشكل بطيء عن المشهد الفني في سوريا، أولاً عبر تقديم أدوار صغيرة وبسيطة لا تليق بموهبته واسمه، إلى أن أصبح منسياً في بلاد المنسيين وذهب إلى مثواه الأخير وحيداً.

 

بالنظر إلى حياة أديب قدورة، نرى الكثير والكثير في معاني وأهمية الذاكرة، أولاً على صعيد الذاكرة الشخصية التي تحمل معها ذكرى النكبة وحياة الشتات والمخيمات والحرب التي عاشتها سوريا والتي ما تزال مستمرة إلى يومنا هذا، وثانياً على صعيد الذاكرة الجمعية الثقافية، فهو خير مثال على ذاكرتنا الفنية الحرة التي كانت ترسم الواقع وتسأل عن البؤس والحلم. هي ذاكرة فترة النهضة وفترة الحلم بحياة أفضل والسعي الحقيقي نحو تحقيقه، ووفاته وحيداً وهو مقصي عن المشهد الثقافي المعاصر هو تعبير شاعري عن ذاك الحلم وتلك المدة.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الشامي يسجّل اسمه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية

حقق الفنان السوري الشاب الشامي إنجازًا فنيًا لافتًا، بعد أن تصدرت أغنيته الشهيرة “وين” قائمة بيلبورد عربية 100، ليصبح بذلك أصغر فنان عربي يحقق هذا ...