مصعب أيوب
تحت رعاية وزارة الثقافة افتتحت مساء الأحد أكاديمية شيراز أربعة أفلام روائية قصيرة لأربعة مخرجين مهمين أصحاب تجارب سابقة ومهمة في مجال صناعة الأفلام، وهذه الخطوة تأتي ضمن مشروع نوافذ الذي أطلقته الأكاديمية وهي تحمل عناوين مميزة ومشوّقة وغريبة وتحمل طابع كسر النمطية «خلص الشحن والعنزة وإيجابي وليلي نهاري» فقدمت رؤية مختلفة لمواضيع اجتماعية عديدة في دار الأسد للثقافة والفنون.
ظروف عصيبة
في كلمة لـ«الوطن» بين مخرج فيلم «خلص الشحن» يزن نجدت أنزور أن فيلمه يرنو إلى تحقيق هدفين اثنين، أولهما تسليط الضوء على الواقع المرير والأوضاع العصيبة التي عاشتها وتعيشها سورية والمواطن السوري، فيعتبر وثيقة للمستقبل لمن يريد أن يعايش هذه الفترة التي نأمل أن تزول وتندثر وكذلك إن تم تصدير هذا الفيلم إلى خارج سورية ربما يمكن لمن لم يعش تلك التحديات أن يشاهدها ويشعر بها وبما يحدث على أرض الواقع، ولاسيما من خلال حكاية سائق التاكسي الذي يقوم بتدبر أمور زفافه واستعراض المعوقات والعراقيل التي تعترضه وتقف حاجزاً من دون الوصول إلى ما يريد إلا بشق الأنفس، منوهاً بأن جميع الظروف والمعطيات تقف عائقاً في وجه المواطن العادي فكيف الحال مع أبناء الطبقة تحت المتوسطة.
وأما عن الهدف الثاني من هذا العمل فيقول أنزور: لا بد من إعادة إحياء السينما السورية مجدداً، ونحن علينا تقديم أفلام منوعة، حيث إن فكرة الفيلم لا تنحصر بالفيلم الروائي الطويل أو الفيلم الذي ينافس في المهرجانات والمحافل الدولية، بل إنه يمكننا أن نحقق معادلة ربما صعبة بعض الشيء ولكن ليست مستحيلة، وهي الفيلم التجاري الهادف الذي يحمل محتوى عميقاً، وأنا قررت تقديم مثال عن هذا الموضوع بدلاً من الاكتفاء بالخطابات ومجرد سرد الكلام حيث إنه ليس معياراً بالنسبة لي موضوع المهرجانات والتكريمات، وأعتقد أن فيلمي إن عرض في المهرجانات ربما سيحظى بقبول كبير.
وحول تأخر عرض الفيلم على الرغم من انتهاء العمليات الفنية قبل شهر رمضان أفاد أنزور بأن المواعيد التي كان يطلب تنظيم الافتتاح فيها لم تتوافق مع مواعيد قاعات دار الأسد للثقافة والفنون حيث كانت الفترة الماضية مملوءة بالأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية ولم تتح الفرصة حتى الآن.
وأردف أنزور أن مؤسسة شيراز تتوجه إلى القطاع الثقافي والفني ومعنية بهذا الشأن وتتيح فرصة متميزة لجيل الشباب، وهي متوجهة لتسليط الضوء على الثقافة السورية بشكل عام وهو ما وصفه بالعظيم والمتميز حيث إنها ترفد المؤسسة العامة للسينما والثقافة ككل لتقوم هذه المعطيات جميعها بالتعاضد في سبيل إيصال الرسالة الثقافية والفنية وإرساء القيم التي يحملها هذا الفيلم أو ذاك.
عائلتي الثانية
من جهته مدير أكاديمية شيراز للفنون ميثم صبوحي تحدث قائلاً: أنا صانع ومخرج أفلام وثائقية منذ سنوات عديدة وقد زرت سورية لصناعة بعض الأفلام الوثائقية، ومنذ دخولي للمرة الأولى إلى سورية لم أرَ من السوريين غير الود والحب، وهناك الكثير من الجوانب المخفية بين الطرفين وغير معروفة لدى الطرف الآخر بالشكل الصحيح، ونحن في شيراز نهدف إلى إيصال الأفكار الصحيحة للشعبين عن بعضهما من خلال لغة الفن والثقافة والأدب حيث إن الفن لغة الشعوب ولا حدود له ولا ينحصر ضمن نطاق جغرافي معين.
وأكد صبوحي أن أحد أهم الأعمال الدرامية التي استُقبلت بكل رحابة صدر وتفاعل معها عن سورية هو «يوميات مدير عام» الذي تمت دبلجته إلى اللغة الفارسية وعرض في وسائل الإعلام مرات عديدة وقد حظي هذا العمل بقبول كبير لدى الجمهور، كما أنه بالمقابل أحب السوريون كثيراً المسلسل الإيراني الذي قدم سيرة سيدنا يوسف الصديق وربما تنحصر معرفة السوريين في الإنتاجات الفنية الإيرانية بهذا العمل.
أكاديمية احترافية
وأضاف: ما لفتني في فئة الشباب الذين تعاملت معهم في سورية أنهم فعلاً موهوبون ولا يتوقفون عن تطوير مهاراتهم وشحذ خبراتهم وهو ما يمكننا لمسه بطريقة واضحة من خلال العروض التي شاهدناها.
وعن ما تقوم به شيراز يؤكد صبوحي أن الأكاديمية لا تختص فقط بتدريب وتنمية المواهب فحسب، بل تسعى لصنع أشخاص احترافيين يستطيعون تقديم محتوى احترافي، مشيراً إلى أن معظم الأساتذة والمشرفين في الأكاديمية هم أشخاص أكاديميون ومتخصصون وأصحاب تجربة عملية في السينما والغرافيك والإعلام، خاتماً بأن مشروع نوافذ يهتم بالمستوى الاحترافي من أجل إنتاج أفلام روائية ووثائقية احترافية.
صوت الحياة
من جانبه مخرج فيلم ليلي نهاري طارق عدوان أفاد بأن الفيلم أقرب ما يكون إلى صفعة من صفعات الحياة النبيلة، منوهاً بأنه مع الأسماء المهمة التي شاركت في فيلمه وكان هناك مشارك مهم خفي وهو الصوت الذي تجلى في الشوارع والحياة العامة والمارة والذي حاول في بعض الأحيان أن يزجه في الفيلم وإن بدا مقحماً في بعض الأحيان، مؤكداً أن تنفيذ الفيلم احتاج جهداً كبيراً في زمن قصير جداً.
إيجابي
فيلم إيجابي يرصد حكاية زوجين يعيشان في سورية ويقدمان على طلب هجرة وفي اليوم الذي تأتي فيه نتيجة الطلب تتغير مجريات الأحداث ومستقبل الشخصيات، وقد أشارت الممثلة الشابة إليانا سعد إلى أن فيلم إيجابي كان متجهاً نحو الجانب التسجيلي التوثيقي حيث بدا ذلك واضحاً من خلال حركة الكاميرا، وقد كانت الغاية من ذلك هي عرض الواقع كما هو من دون أي زخرفات جمالية أو تشويهات وتعديلات، فالشخصيات مهملة والمكان ككل مهمل وكل شيء سيئ وسلبي، وحده اختبار الحمل كان إيجابياً.
مشاركون
فيلم خلص الشحن: إخراج يزن نجدة أنزور، سيناريو وحوار: نور الدين النجار ويزن نجدة أنزور، بطولة: رشا الزغبي وعبد اللـه السيار وسامي عبد الرحمن وعلي عهد إبراهيم وآيات الأطرش وإياد اللحام، ضيوف الشرف: عدنان عبد الجليل وغادة بشور وأحمد الخطيب ورغداء هاشم ووارف عربي كاتبي.
فيلم إيجابي: سيناريو وإخراج: رامي نضال، بطولة جبريل الحسام وإليانا سعد.
فيلم العنزة: إخراج عبد اللطيف كنعان، بطولة: أمارجي العبد الله وجهاد الزغبي وعدي العقباني ومازن الحلبي وكرم شنان ودريد رحال.
فيلم ليلي نهاري: إخراج طارق عدوان، بطولة محمد خاوندي وصباح السالم وغيرهم.
سيرياهوم نيوز1-الوطن