يبدو بان مستوى الإتصالات سيرتفع الى منسوب قد يكون غير مسبوق بين الحكومتين السورية والتركية خلال أسابيع قليلة بعد إنتهاء الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التركية خصوصا وان دمشق ولمدة أسابيع دخلت في حوار تفصيلي مع حليفتها روسيا بشان إتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا.
وهو أمر حتى بتقدير وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي في لقاء مغلق غير ممكن بدون قطع اشواطا طويلة من إستعادة الثقة وضمان وجود او حصول تفاهمات لها علاقة بالمعابر وعودة اللاجئين ويدعمها المجتمع الدولي.
ولا يبدو ان الرئيس التركي رجب طيب آردوغان وحتى بعد فوزه بالجولة الثانية لانتخابات الرئاسة في بلاده بعيد تماما عن المنطق البراغماتي الذي يدفع فيه باتجاه مصالحة حقيقية مع سورية.
لا بل تصل الافكار والمقترحات التي يتم تبادلها عبر موسكو الآن الى آمال رفيعة بان يتم ترتيب لقاء قمة بين الرئيس بشار الأسد والرئيس آردوغان وهو لقاء قمة كان قد الح عليه بشدة قبل نحو ستة اسابيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
لكن موقف الرئيس السوري كان تأجيل اي لقاء او تسريع تطبيع العلاقات بين الجانبين الى ما بعد انتهاء الجولة الانتخابية الرئاسية.
والأرضية يتم تمهيدها الان وينظر بحرص شديد لخطوة آردوغان بتعيين مدير جهاز المخابرات هاكان فيدان وزيرا للخارجية في طاقمه الوزاري الجديد باعتبارها خطوة خبيرة تقود الى تطبيع العلاقات مع الجارة سوريه.
لا بل مناقشات صريحة مع السوريين في المرحلة المقبلة حيث ان الاتفاق على القضايا العالقة في دائرة الخصومة بين تركيا وسوريا كانت مثارا لكل نقاشات الحملة الانتخابية للرئيس آردوغان.
والانطباع في كل من إسطنبول وأنقرة ان وزير الخارجية الجديد هاكان فيدان صاحب خبرة طويلة وعميقة ليس في الملف السوري فقط.
ولكن في التواصل مع قيادات سورية فاعلة و مهمة خصوصا في الهيكل الأمني في الماضي.
ويتردد انه هاكان نفسه عقد لقاءات مباشرة مع السوريين في الشمال التركي سرا في فترات متعددة لا بل تبادل عبر قنوات روسية وأخرى إيرانية العديد من الرسائل مع مسؤولين بارزين في دمشق انطلاقا من موقعه كمدير لجهاز المخابرات.
والإعتقاد السائد في الجانب التركي هنا بان وجود فيدان على رأس الطاقم الدبلوماسية الخارجية التركية أحد أهم أهدافه إعادة ضبط اعدادات العلاقة مع النظام السوري.
والتفكير الجدي والتحفيز بالمبادرة التي اطلقها ويهتم بها بصفة يومية الرئيس السوري فلاديمير بوتين تحت عنوان استعادة مناخ الثقة و التعاون بين البلدين الجارين.
وهو أمر يعرف فيدان والمستشارون عند الرئيس التركي انه يحتاج لفترات طويلة ولعمل مضني ومعقد حيث الخلافات والتجاذبات لا بل الصراعات كبيرة جدا.
وحيث صيغة تركية لا تناسب دمشق في الملف الكردي.
لكن ما ينقل عن المقربين من وزير الخارجية التركي الجديد وايضا عن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان مفاوضات معقدة و مشاورات مكثفة ستجري لاحقا وان بعض الخطوات يضغط من اجلها الروس تحديدا يمكن اتخاذها حتى قبل الانتقال الى مستويات التفاعل والتعاون.
لكن بعد نقاشات تفصيلية وفي كل التفاصيل والجزئيات عبر القنوات الأمنية.
ومن بين تلك الخطوات امكانية فتح المعابر الرسمية بين الجانبين لأغراض انسانية وإغاثية بالتوافق مع لجان وجمعيات المجتمع الدولي ولفترة مؤقتة او لفترات جزئية مرحليا بين الحين والآخر وخلافا لذلك يعتقد ان الجانب السوري يمكن ان يهتم بإعادة بعض المواطنين واللاجئين السوريين في الاراضي التركية لتشجيع نظام آردوغان على حل جذري للأشكال الذي يواجهه في ملف اللجوء السوري داخل تركيا.
وثمة عملية لتبادل الملاحظات والانطباعات ولتبادل الرسائل عبر محطة امنية وسياسية روسية مرتبطة حصرا بقصر الرئيس فلاديمير بوتين.
ويعتقد سياسيا ودبلوماسيا بان مستوى الإتصالات قد ينتقل الى الجانب الثنائي في اقرب وقت ممكن.
وان الجانب الروسي على الاقل يفكر باستدارة كبيرة وليس بلقاءات لأغراض صور الكاميرات فقط بين الرئيسين السوري والتركي لا بل اوساط للكرملين تتحدث عن سعيها و بحماس شديد لاستدارة كبيرة جدا في العلاقات التركية السورية لا تقف عند حدود مصالحه بين البلدين ولا تقف عند حدود مصالحة بين البلدين ولا عند حدود لقاءات لأغراض الكاميرات بل تتجاوز باتجاه التعاون وحل كل القضايا العالقة في اطار البرنامج الروسي والاستراتيجية الروسية الاشمل للاشتباك مع المستجدات في المنطقة.
وأغلب التقدير ان الرئيس آردوغان سيتفاعل مع المبادرة الروسية بحماس لكنه سيلجأ الى فلترة ما يمكن فلترته من الاستدارة ودفعها لان تكون على جرعات تجنبا لأي كمائن او مطبات وادراك مسبقا من أنقرة ودمشق بان استعادة العلاقات بشكل كامل وبناء الثقة فورا عملية صعبة ومعقدة وبان الكثير من التفاصيل فعليا على المحك الآن.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم